ينتظر أن يرسم اليوم مجلس الحكومة مجموعة قرارات اتخذت بناء على تعليمات رئيس الجمهورية لمواجهة الآثار المترتبة عن كارثة غرداية التي خلفت، حسب تصريح رئيس الحكومة، 33 قتيلا وقرابة خمسين جريحا، بالإضافة إلى تشريد العديد من العائلات الذين تضررت مساكنهم بدرجات متفاوتة. وكان رئيس الحكومة أحمد أويحيى قد أعلن من مدينة غرداية عن جملة من الإجراءات والتدابير ذات الطابع الاستعجالي، منها ما باشرت الحكومة تنفيذها، ومنها ما بقي في انتظار انعقاد أول مجلس حكومة بعد الكارثة، اليوم ليتم ترسيمه، ومن ذلك الغلاف المالي الذي قدر بمبلغ 20 مليار دينار مؤقتا، بالإضافة إلى ترسيم إعلان ولاية غرداية منطقة منكوبة، وهو القرار الذي شكل مطلبا رئيسا لسكان غرداية، قبل أن يعلن عنه أحمد أويحيى باسم رئيس الجمهورية، ويؤكد أن ترسيمه سيكون في اجتماع مجلس الحكومة اليوم. ويترتب على ترسيم قرار إعلان الولاية منكوبة، عدة تدابير مشتركة بين قطاعين حساسين في الحكومة وهما وزارة الداخلية ووزارة المالية، بحسب تصريح رئيس الحكومة أمس الأول أمام أعيان المنطقة. القرار الذي أعلن عنه رئيس الحكومة جاء في أعقاب زيارة قادته أمس الأول إلى ولاية غرداية رفقة 12 وزيرا، يمثلون مختلف القطاعات الحكومية، حيث قام بمعاينة المناطق المتضررة، قبل أن يعقد ندوة صحفية بمقر الولاية، أجاب خلالها على كثير من الأسئلة، أين أكد معلومات ونفى أخرى كانت متداولة، ومن ذلك لجوء الجزائر إلى طلب الإعانة الدولية لمواجهة كارثة غرداية، مضيفا أن الجزائر في وضع مالي مريح يسمح لها بالاعتماد على إمكاناتها دون اللجوء إلى أي جهة، كما نفى أويحيى نفيا قاطعا معلومات كانت تتردد بخصوص تحويل المساعدات التي ما تزال تصل إلى ولاية غرداية من عدة ولايات، وقال "لم تصلنا أي معلومات بخصوص هذا الموضوع، والحكومة سوف تتخذ الإجراء المناسب في حال ثبوت ذلك". ومن جملة القرارات التي اتخذتها الحكومة، دون انتظار ترسيمها من خلال مجلس الحكومة، ما يتعلق بدعم التأطير الولائي، حيث تم إرسال 200 إطار من الجماعات المحلية إلى ولاية غرداية، هذا بالإضافة إلى إرسال مثل هذا العدد من المخحصين في مجال البناء لمعاينة الأضرار التي مست السكنات، وفي هذا السياق أكد أويحيى أنه "لن تكون أزمة سكن في غرداية، ولن يبقى مواطن واحد بدون مأوى بحلول تاريخ 31 ديسمبر المقبل"، مضيفا أن الحكومة اتخذت وبصفة استعجالية قرارا يتعلق باستفادة ولاية غرداية ب 4000 سكن بين الطابع الاجتماعي والريفي. وخلال ترأسه لمجلس وزاري موسع، ضم المنتخبين المحلين وإطارات الولاية، وجه أويحيى رسالة شديدة اللهجة للمواطنين الذين اقتحموا مدارس وسكنات وظيفية خلال الكارثة، وقال عليهم بإخلائها فورا، إما بإرادتهم أو بقوة القانون.