تقدير فلسطيني للجزائر    إجراء اختبارات أول بكالوريا في شعبة الفنون    العرباوي في كينيا    رفع سرعة تدفق الأنترنت إلى 1 جيغا    تسخير كل الإمكانيات لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    صيرفة إسلامية : المنتجات المقترحة من طرف البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    هنية يُعبّر عن إكباره للجزائر حكومةً وشعباً    العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزة    صورة قاتمة حول المغرب    5 شهداء وعشرات الجرحى في قصف صهيوني على غزة    العدوان على غزة: الرئيس عباس يدعو الولايات المتحدة لمنع الكيان الصهيوني من اجتياح مدينة رفح    مولودية الجزائر تقترب من التتويج    تيارت/ انطلاق إعادة تأهيل مركز الفروسية الأمير عبد القادر قريبا    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنّين    أمّهات يتخلّين عن فلذات أكبادهن بعد الطلاق!    سنتصدّى لكلّ من يسيء للمرجعية الدينية    برمجة ملتقيات علمية وندوات في عدّة ولايات    المدية.. معالم أثرية عريقة    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: فرصة مثلى لجعل الجمهور وفيا للسينما    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    الجزائر تُصدّر أقلام الأنسولين إلى السعودية    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    استئناف حجز تذاكر الحجاج لمطار أدرار    تهيئة عدة شوارع للقضاء على مظاهر الترييف: 110 ملايير لربط 1300 سكن بالكهرباء في الطارف    وزيرة التضامن كوثر كريكو: الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنين    حراك الجامعات الأميركية يمتد إلى كندا وأوروبا وآسيا    الفريق أول السعيد شنقريحة يؤكد: يجب التيقظ والاحتراس و تنفيذ المهام بدقة وصرامة    بعد الإعلان عن خفْض الفوائد البنكية على قروض الاستثمار: قرارات الحكومة تريح المستثمرين    سونلغاز تفتح أزيد من 550 منصب شغل بولايات الجنوب    بعد مسيرة تحكيمية دامت 20 سنة: بوكواسة يودع الملاعب بطريقة خاصة    3 تذاكر ضاعت في نهاية الأسبوع: الثنائي معمري يرفع عدد المتأهلين إلى دورة الأولمبياد    ممثلا لرئيس الجمهورية: العرباوي يشارك في قمة المؤسسة الدولية للتنمية بكينيا    لموقفها الداعم لحق الفلسطينيين قولا وفعلا: هنية يعبر عن إجلاله وإكباره للجزائر    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    موجبات قوة وجاهزية الجيش تقتضي تضافر جهود الجميع    لأول مرة في الجزائر: «اتصالات الجزائر» ترفع سرعة تدفق الانترنت إلى 1 جيغا    القضاء على إرهابي بالشلف    تخوّف من ظهور مرض الصدأ الأصفر    تسجيل تلاميذ السنة الأولى بالمدارس القريبة من إقامتهم    إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار    "العايلة" ليس فيلما تاريخيا    عائد الاستثمار في السينما بأوروبا مثير للاهتمام    "الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه    مواجهة كل من يسيء للمرجعية الدينية ولثورة نوفمبر    سارقا أغطية البالوعات في قبضة الشرطة    راتب بن ناصر أحد أسباب ميلان للتخلص منه    أرسنال يتقدم في مفاوضات ضمّ آيت نوري    مدرب ليون الفرنسي يدعم بقاء بن رحمة    العثور على الشاب المفقود بشاطئ الناظور في المغرب    قسنطينة: دخول "قريبا" فندق سيرتا العمومي حيز الخدمة بعد إعادة تهيئته    15 جريحا في حوادث الدرجات النارية    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    مباشرة إجراءات إنجاز مشروع لإنتاج الحليب المجفف    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هروبا من جحيم الاحتلال المغربي" أبواب مخيمات تندوف بين الضيافة والجيرة للإخوة الصحراويين
نشر في المواطن يوم 21 - 06 - 2010


روبورتاج :ناهد زرواطي
بعيدا عن الأجواء السياسية المعهودة لقضية الصحراء الغربية وبعيدا عن تلك الحرب الإعلامية والدبلوماسية الدائرة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، حول الحق الضائع لهذه الأخيرة، يعيش الصحراويون حسب ما وقفت عليه المواطن، داخل مخيمات اللاجئين حياة بسيطة جدا رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها خاصة المتعلقة منها بالبعد عن الوطن، لكن ورغم كل هذا ترافق ذلك عزة نفس كبيرة وإرادة صلبة لا تقهر.
تقع مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجنوب الشرقي لولاية تندوف الجزائرية وتنقسم في مجملها إلى 4 ولايات هي العيون، أوسرد، السمارة، الداخلة وكل ولاية بها حوالي 6 دوائر وتتكون هذه الدوائر من 4 أحياء أصبحت تعرف في ما بعد بالبلديات بالإضافة إلى الولايات المذكورة هناك مدرسة 27 فبراير التي كانت في السابق عبارة عن مدرسة خاصة بتكوين النساء لتتحول مع مرور الزمن إلى مخيم صغير بحجم الدائرة أو أكثر قليل
اجتياح الأرض اغتصابها وترحيل أصحاب الحق باتجاه مخيمات اللاجئين
أدى اجتياح الجيش المغربي واحتلاله للصحراء الغربية منذ أزيد من أربعة وثلاثين عاما إلى نزوح عشرات الآلاف من العائلات الصحراوية باتجاه مخيمات اللاجئين بالأراضي الجزائرية بتندوف فرارا من بطش المعارك وقصف القوات المغربية للسكان الأبرياء العزل بمختلف الأسلحة حتى المحرمة دوليا، وتعيش بالمخيمات أجيال مختلفة كإقامة مؤقتة على أمل الرجوع إلى الوطن بعد تحريره، وفي هذه النقطة بالذات يسعى النظام المغربي إلى تصوير هذه المخيمات كسجن متناسيا مسؤولياته المترتبة عن احتلال أرض غيره وتشريد أهلها ،غير أنه بشهادة المنظمات العالمية والحكومات وغيرها من الهيئات التي تدخل المخيمات بين الفترة والأخرى، تكتب عنها تقارير ترفع حتى للأمين العام للأمم المتحدة، وحتى مبعوثه الشخصي الذي وقف هو الآخر عند الوضعية وكشف الظروف المناسبة التي تعيشها العائلات وحتى المساعدات المتوفرة التي تصلها حتى أن أغلبها من الدولة المضيفة الجزائر بحيث توزع بالتساوي على العائلات وهذا ما وقفت عنده المواطن.
الهلال الأحمر الصحراوي مؤن تكفي جميع عائلات المخيمات و حتى قارورات الغاز تقدم بالمجان
للجمهورية الصحراوية منظمة هلال أحمر وهذه غير بعيدة عن منطقة الرابوني داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين، وهنا تمتلك هذه الجهة جميع المعلومات الوافية والكافية عن العائلات القابعة بالمخيمات وعدد أفرادها حتى يتسنى لها أخذ المؤونة من زيت وسكر وقهوة وأرز وغيرها من البقول واللوازم اليومية للطهي وحتى قارورات الغاز تقدم مجانا للعائلات القاطنة بالمخيم، وعندما يأتي الموعد عند آخر كل شهر يتجمع المواطنون أمام المؤسسة، وهذا ما وقفنا عليه بأنفسنا كما اقتربنا من مسؤول يعمل بالهلال الصحراوي الذي قال " أنتم تعلمون جيدا أن الشعب الصحراوي الساكن بالمخيمات يستمد قوته اليومي من خلال ما تجود به المنظمات الأجنبية والدول الداعمة وأكثرها بلد الجزائر الذي استضافنا بأراضيه ووفر لنا كل ما يلزم حتى المواد الغذائية وغيرها. وإن كان محدثنا ومسئولو الهلال الأحمر الصحراوي قد تكتموا عن الموضوع لظروف سياسية إلا أن المواطن وحسب مصادر كشفت أن الدعم كان في السنوات السابقة يكفي المواطنين أما اليوم فإنه يتقلص تدريجيا وهي الخطوة التي اعتبرتها بعض القيادات الصحراوية بمثابة ورقة الضغط والمقايضة على المواقف لكن في حق شعب بريء ومحتاج للإعانات" غير أن الدولة الجزائرية إلى يومنا هذا لم تبخل على الإخوان والعائلات المقيمة بمخيمات اللاجئين الصحراويين وهذا ليس مجرد حديث وكتابة كلمات إنما بالوثائق ولغة الأرقام وشهادة حتى الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز.
عكس ما تنشره بعض وسائل الإعلام
المواطن الصحراوي داخل المخيمات يتحصل على جواز السفر
نقطة أخرى ترغب بعض الجهات اللعب بورقتها وهي أن مخيمات اللاجئين تعتبر بالنسبة للعائلات الصحراوية سجنا لا يخرج منه الداخل إليه، الشيء الذي قادنا باتجاه وزارة الداخلية، هذه الأخيرة تعرف يوميا توافد أعداد كبيرة من المواطنين عليها، نساء ورجالا، لا لشيء سوى لوضع طلبات الحصول على جوازات السفر ورخص الخروج لزيارة العائلات، ونفس الأفراد أكدوا للمواطن أنهم يلقون كامل الدعم والآذان الصاغية من طرف السلطات المسؤولة أولها وزارة الداخلية المعنية بالموضوع مؤكدين في ذات السياق أنهم يقومون بشكل دوري بزيارة العائلات التي تقطن إما بالأراضي المحررة أو في الأجزاء الأخرى من المخيمات دون أي قيود أو شروط من المسؤولين في دولة الصحراء على العكس تماما، يقول هؤلاء، زيادة على أن معظم التجمعات التي تكون أمما مبنى وزارة الداخلية يكون الهدف منها الاطلاع على اللائحة والقوائم المعلقة التي تضعها الوزارة حول أسماء أصدرت وتحصلت على التصاريح وجوازات السفر. وهنا يتذكر الجميع منا تلك الدعاية سواء المغربية أو الأطراف الأخرى من اللعبة، والتي ما فتئت تروجها عبر وسائلها الإعلامية مفادها أن الصحراويين المتواجدين في المخيمات ما هم إلا محتجزون لدى البوليساريو ويمنع عليهم السفر أو الحصول على وثائق السفر ( كالجوازات والتصاريح والرخص) لكن الصورة الواقعية التي عشناها أمام وزارة الداخلية بالبرهان والوثائق، فندت كل تلك الدعاية المقيتة وهذا ما أكد عليه المواطنون الذين قابلناهم أمام الوزارة، وكبرهان بسيط على صدق ما نقول، اللائحات والقوائم الطويلة بأسماء المواطنين الصحراويين الذي يقطنون داخل المخيمات والذين يمتلكون الحق عند كل صائفة في الذهاب إلى دول مختلفة من العالم على يد المنظمات الإنسانية الدولية مثل الاسبانية والجزائرية وغيرها، إذن كيف لهؤلاء التنقل إلى البلدان الغربية بدون جوازات سفر هذا إذا اعتبرنا مثلما تدعيه تلك الجهات أن المخيمات سجن.
مغالطات المغرب وحرب الإعلام الصحراوية
ربما لم نتحدث عن المؤسسات الرسمية الصحراوية حتى لا نطيل ولا يمل القارئ كون مهامها مشابهة لكل مؤسسة في كل دولة، لكن إذا ما قادنا الحديث إلى الإعلام فإنه وسيلة من وسائل الحرب عند كل خلاف فما بالكم الخلاف على مسألة المبدأ واغتصاب الأرض. تضم وزارة الإعلام الصحراوية عدة مؤسسات إعلامية من وكالة الأنباء الصحراوية والإذاعة الوطنية والتلفزة الصحراوية وبعض الجرائد وتعتبر هذه المؤسسات ذات طابع عمومي وهي ملك للدولة وتخوض حربا هوجاء وضروسا على المستوى الوطني والدولي حيث يتمثل هدفها الأساسي في تصحيح المغالطات التي تبثها وتسوق لها الترسانة الإعلامية المغربية وغيرها حول وضعية العائلات داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين، ودون أن ننسى فإن من بين مهامها الرئيسية أيضا كشف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف المملكة المغربية بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية , كل هذا في ظل التعتيم الإعلامي الذي تعاني منه القضية، وبالرغم من عدالة القضية الصحراوية والموقف الأممي الواضح والداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال إلا أن كل ذلك لم يشفع للقضية في جل القنوات العالمية والعربية بوجه الخصوص التي تمارس تعتيما إعلاميا مقصودا، لذا نجد بالرغم من قلة الإمكانيات إلا أن الصحفي الصحراوي يعمل على قدر استطاعته لحمل القضية رغم أنه إن عدنا إلى الحقيقة فإن مصدر العمل هو الإرادة.
مخيمات تحت اسم الإقامة المؤقتة في انتظار أمل تحرير الوطن
ولتقديم صورة صغيرة وبسيطة عن حياة سكان المخيمات، زارت المواطن مخيم الداخلة ناقلة أجواء معيشة أهله الذين يكبر معهم حلم استعادة الأرض يوما بعد يوم ، كما أن بعض أسماء مخيمات اللاجئين مثل العيون و الداخلة هي أسماء لمدن يحتلها المغرب، ورحل أهلها تاركين أرضهم مرغمين ليعيشوا في الخيام التي أرادوا أن يطلقوا عليها أسماء مدنهم الحقيقية. مخيم الداخلة يعد بمثابة مدينة من الخيام والأكواخ أقيمت منذ 1975 وهو أحد أشهر المخيمات وأكثرها من حيث تعداد اللاجئين الذين شُيدت منازلهم من الطين والطوب، وغطيت بالقش أو بالقصدير، لتقي أهلها قساوة برد الشتاء وحرارة الصيف وتنتصب أمام كل بيت خيمة، وأكدت امنتو بنت احمد إحدى القاطنات بالمخيم منذ عقود أن المخيم كان يتشكل أساسا من الخيام إلا أن القاطنين به شرعوا منذ التسعينات في بناء غرف صغيرة من الطين تتأقلم مع الطبيعة الصحراوية وتقاوم قسوة الطبيعة، حيث زودت بنوافذ صغيرة أسفل الجهات الأربع للجدران لضمان التهوية إذ عادة ما تبنى هذه الغرف متباعدة عن بعضها البعض أو متجاورة، وتضيف محدثتنا أن كل العائلات داخل المخيم تعيش في أجواء تضامنية ونقتسم الأكل وما نحصل عليه من المساعدات الإنسانية التي تأتي من الجزائر وعدة منظمات اسبانية وأوروبية.أما سلامو ولد مناهة فأشار هو الآخر إلى التنظيم الإداري داخل المخيمات مؤكدا وجود إدارة محلية صحراوية تسهر على توفير متطلبات العيش وفق الوسائل المتاحة مع ضمان تكافؤ الفرص تحت شعار إقامة مؤقتة في انتظار العودة إلى الوطن المحرر، مضيفا أن الداخلة عبارة عن ولاية يشرف عليها مع عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ووالي ولاية الداخلة سالم البصير، هذه الأخيرة مقسمة إلى سبع دوائر وهي بئر نزران. العرقوب، أم درقة بو الجدور، قليبات الفولة والعين البيضاء والدوائر مقسمة إلى أحياء بالمعنى الذي يحول المكان إلى ما يشبه المدينة، والجهود تبذل باستمرار لتحسين الأوضاع رغم حرقة البعد عن الوطن المغتصب.
أجيال متعاقبة على المخيمات وأصغرهم يتمسك بالعودة
يتألف المجتمع الصحراوي المستقر بالمخيمات من فئات مختلفة تضم الكهول والشيوخ الذين يعيشون على ذكريات وطن هجروا منه على أمل العودة والتمتع بالحرية والاستقلال كغيرهم من شعوب المعمورة. أما الشباب والأطفال الذين ولد العديد منهم في المخيم ولم ينعموا برؤية منبت الآباء والأجداد فلا تقل حماستهم عن غيرهم من سكان المخيمات في العودة إلى أرضهم التي حرموا منها ومن خيراتها بسبب الاحتلال يقول ولد السالك بن عبد الله وهو شاب لم يتجاوز ال19 ربيعا "الاحتلال زائل لا محالة ولا بديل لنا سوى تحرير الوطن لننعم بالسلام والحياة الكريمة". من جهته محمد ولد السالم وهو صحراوي يحمل شهادة عليا في الطب تخرج من جامعة كوبا خلال ثمانينات القرن الماضي، أكد في حديثه مع المواطن أن الأهالي داخل المخيمات تعيش وسط أجواء التضامن وتتلقى دعم دولي "خاصة من الإخوة الجزائريين وبعض الشعوب والحكومات التي تؤمن بعدالة قضيتنا وهم مشكورون ولهم منا كل التقدير"، ورغم ذلك لم ينس ذات الشاب حرقة المنفى والبعد عن الوطن وثمن الحرية وتقرير المصير بحيث قال "نحن مستعدون لدفع الغالي والنفيس وأرواحنا فداء للوطن". شباب متحمس وانتظار على نار ليوم الانتفاضة ولن نخرج كثيرا عن المجتمع الصحراوي لكن هذه المرة توغلنا أكثر بين أفراده وأدركنا فعلا أن لكل واحد منهم حتى أصغرهم الوعي السياسي بالقضية وما يحدث وجديد مفاوضاتها ومستقبل القضية، بحيث من وجهة نظره يرى الشاب أحمد أن المفاوضات عبارة عن مضيعة للوقت قائلا "أنا من الطلبة الصحراوين الذين درسوا في الخارج وقد تعلمنا كثيرا من تجارب الدول والثورات الأخرى كالثورة الجزائرية العظيمة التي طبقت مقولة ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة"، وهنا تدخل صديق له وهو مولاي ليقول لنا هو الآخر" ماذا جنت فلسطين المحتلة من مفاوضاتها مع إسرائيل نحن كلنا هنا نرى أن الكفاح خير وسيلة لاسترجاع حقنا المسلوب"، وقد كان هذا رأي جل الطلبة والشباب والفتيات من كل الأعمار والذين كانوا في السابق مجندين لخدمة الدولة الصحراوية ، وهنا قالت الآنسة الرعبوب وهي عضو في المكتب المحلي للشبيبة الصحراوية بدائرة أمهيريز "لن نتخلى عن الكفاح حتى نيل الاستقلال الوطني". أفراد تبيع نفسها للنظام المغربي والصحراويون يرون فيها "وصمة عار إلى يوم الدين "أما عمي مولاي أحسن فقد اغتنم فرصة وجودنا ليسرد لنا بعض محاولات النظام المغربي كسب أصوات الصحراويين حتى يصبحوا أبواقا معادية للدولة الصحراوية، وهنا قال"الجميع يعلم أن هيئة الأمم المتحدة عن طريق المنظمة الدولية لإغاثة اللاجئين فكر في إنشاء ما يسمى برنامج تبادل الثقة بحيث يسمح البرنامج بزيارات متبادلة بين العائلات الصحراوية المقيمة بمخيمات اللاجئين لدخول الأراضي الصحراوية المحتلة"، وهنا يكمل عمي مولاي حديثه عن مجموعة المضايقات والاستفزازات التي لقيها عند ذهابه من قبل السلطات المغربية التي لم تتوان طيلة تلك المدة في استخدام كل ما بوسعها لإكراهه هو ومن معه من العائلات الصحراوية التي ذهبت من مخيمات اللاجئين حتى لا يعودوا إليها ، وهذا عن طريق محاولات عمليات شراء الذمم ومجموعة من الإغراءات كتقديم مبالغ مالية ضخمة وحتى الجنسية المغربية أو الإسبانية وتوفير السكن والبقاء أمام الأهل المقيمين داخل الأراضي المحتلة، كل هذا يقول محدثنا مقابل تشويههم لصورة الأراضي الصحراوية المحررة وحتى مخيمات اللاجئين على أنها الجحيم يعينه وعلى أنهم لا يتلقون المساعدات وغيرها من الحكايات الزائفة التي رغبت المغرب في الترويج لها ضد المخيمات. من جهتها خديجتو وهي أم لثلاثة أطفال استنكرت هي الأخرى تلك المحاولات قائلة "لقد ذهبت لزيارة ابنتي التي تقبع في الأراضي المحتلة منذ سنوات وليس لديها لا وهي ولا أنا الحق في العيش مع بعضنا البعض" لتكمل الحديث" لهذا حاول النظام المغربي عن طريق دس أفراده بين عائلتي محاولة إبقائي مع ابنتي كونهم يعرفون أنه أمر حساس بالنسبة لي لكن في المقابل كان علي أن أتحدث عن المخيمات وأشوه صورتها وأقول أننا نعيش في ظروف صعبة إن لم تكن مستحيلة وهذا ما رفضته لهذا لاقيت معاملة سيئة طوال فترة إقامتي"، وعن تلك المعاملة السيئة التي لاقيها جميع من يرفض تلك العروض الدنيئة أخبرنا الأخ بشير أنه يمنع مثلا عليهم الخروج والتجول في أرضهم المحتلة والبقاء داخل المنزل طوال فترة المكوث وهذا بتعيين حراس يقفون أمم الباب، زيادة على مراقبة كل المكالمات التي يقومون بها يعني على حد قول البشير "الإقامة تكون وكأنها جبرية وليست زيارة الأهل بعد طول الفراق".أما الأفراد التي قبلت بهدايا النظام ووافقت على بيع ذمتها وتشويه صورة المخيمات فقد رأى فيها جميع من تحدثنا معهم داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين منهم عمي سويلم "أنهم كأقل كلمة تطلق عليهم خونة. إن الوطن مثل البيت هو العرض والشرف فماذا تتوقعون ممن باع وطنه كأنه باع زوجته وابنته ونفسه"، ولم نكن نود الخوض أكثر في الموضوع لدى المجتمع الصحراوي نظرا لحساسيته لديهم إلا أنهم في الحقيقة مدركون تماما لقسوة الأمر خاصة وأن من باع ويبيع يكون من داخل مجتمعهم ، بحيث قالت الأم بويهة "لقد كان هنالك إطار معروف عندنا في المخيمات حتى أنه كان يشرف شخصيا على مساعدتنا وتولى أمر التنظيم داخل المخيمات ولطالما أكل ونام مع زوجي لكنني فوجئت عندما سمعت زوجي يتحدث عنه وأنه باع وطنه وانضم إلى النظام المغربي وبات اليوم يسب أهله والمخيمات التي كان يوما يأكل من خيراتها"، لتقاطعها جاراتها لالة فطومة "اسمعوني جيدا جميع هؤلاء لا يملكون شخصية قوية أمام الإغراءات بحيث هم في الأصل شياطين لا يستطيعون تمالك أنفسهم أمام لذات وعود النظام المغربي من حيث المال والنفوذ والمناصب" مضيفة "لكن في الأخير المغرب يدرك تمام أنه لا خير من هؤلاء فمن باع مرة يمكن أن يبيع مرتين"، ولم يرد باقي الحضور إكمال الحديث خجلا من الموضوع لأنه على حد قولهم بصمة عار في جبين الخونة إلى يوم الدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.