دعا الشاعر الفلسطيني سميح القاسم إلى استمرار "شعر المقاومة" ما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، قائلاً إنه خندق المقاومة الأخير في زمن تكثر فيه الدعوات إلى الابتعاد عن هذا النوع من الشعر، وقال القاسم خلال ندوة نظمتها الجمعية الفلسطينية للثقافة والأدب " نوافذ" بمشاركة العشرات من الأدباء والشعراء الشبان "في الأعوام الأخيرة نشأ تيار في النقد الصحفي يقول انه لم يعد مبرراً لأدب المقاومة وشعر القضية لان الأدب يتناقض مع السياسة، الثقافة هي خندقنا الأخير يا شباب ويا صبايا الآن لأنه ليس لدينا طيران ولا مدفعية"، وأضاف :"شعبنا عنده ثقافة واعتداد بتاريخه وعدالة قضيته نحن ضحايا عدوان وضحايا عنصرية ضحايا الإرهاب، نطالب بأبسط مطلب عند البشر نطالب بحقوق الإنسان أن يعيش حراً في بيته وان لنا حق تقرير المصير على أرض أبائنا وأجدادنا"، وينظر إلى القاسم الذي ولد في العام 1939 لعائلة فلسطينية تسكن في الجليل على انه احد "شعراء المقاومة" المعاصرين وله عدد كبير من القصائد الوطنية والكتابات الأدبية، وأوضح القاسم انه لولا وجود الاحتلال "لكنا شعراء حب من الدرجة الأولى أو شعراء طبيعة" وقال "حين تسحق بحذاء جندي أجنبي تصيح أخ ورفض الدوس بحذاء جندي أجنبي هو قصديتنا وشعرنا نريد أن نعيش أحرارا في بلدنا"، وأضاف "شعر المقاومة هو ضرورة تاريخية وما دام هناك احتلال وديكتاتوريات سيكون هناك شعر مقاومة، المقاومة ليس شرط أن تكون ضد الاحتلال بل هي ضد الاستبداد وضد التخلف والجهل"، ودعا القاسم الشعراء والكتاب الشبان إلى الثقة بخيالهم وقال "خيال الشعراء يقول أن الاحتلال زائل لأنه غير منطقي لأنه يتعارض مع الوعي الإنساني مع الشرائع السماوية لأنه يتعارض مع رياح هذا العصر يرفض الاحتلال والعنصرية والاستيطان هذا ما قاله الأدب الفلسطيني منذ بداية الصراع"، وأضاف "القصيدة لا تفاوض ليس هناك أكثر صدقا من القصيدة الصادقة... الأدب الفلسطيني كان في الساحة وكان في الميدان كل الوقت جيلنا ورث هذا الصراع وهذا الإحساس بالخطر الداهم وامتص ضربة النكبة." وشن القاسم هجوما لاذعا على دعاة انتهاء زمن شعر المقاومة وقال "أنا ليست لدي ابتسامة أدافع عنها لدي دمعتي العربية الفلسطينية سأدافع عن دمعتي اسمحوا لي يا أشباه النقاد والمثقفين وأشباه الوطنيين القرن العشرين قرن سياسي بامتياز القصيدة لا تنظم برنامج حزب أو حكومة وإنما تحاول أن تنقل القضية إلى الرأي العام الإنساني ليزداد التعاطف مع شعب يخوض معركة لاسترداد حقوقه وكرامته." وأضاف " في كل بقاع العالم يعترفون بالقصيدة الفلسطينية والأدب الفلسطيني مترجم إلى كل لغات العالم الحية... لن تسقط راية جيلنا راية المقاومة الثقافية راية الكرامة والإبداع لن تسقط لان جيلكم سيرث هذه الراية." واختتم ندوته بدعوة جيل الشعراء والكتاب الشبان إلى الشعور بالتحدي وعدم اليأس والى كتابة الكلمة والفعل.