أظهرت دراسة أجراها فريق دولي من الباحثين، أن صحة الأطفال في الدول الفقيرة، تتوقف بشكل كبير على صحة الأم، وأن احتمال موت الأطفال لا يزداد فقط بعد وفاة أمهاتهم بل خلال الأشهر السابقة لهذه الوفاة. وأكد الباحثون تحت إشراف "صمويل كلارك" من جامعة واشنطن، في دراستهم التي نشرت الثلاثاء في مجلة "بلوس ميدسين" الأمريكية، إن هذه العلاقة الطردية تصبح أكثر خطورة عندما تصاب الأمهات بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وقالوا، إن ذلك يبين مدى أهمية دعم الأسر، وخاصة الأسر ذات الأطفال، في الوقت الذي تمرض فيه الأم بشدة وليس بعد وفاتها. ويعتبر تحسين مستوى صحة الأمهات والأطفال على مستوى العالم على رأس أهداف الألفية للأمم المتحدة، التي تسعى لخفض نسبة الوفيات بين أمهات العالم بنسبة 75 بالمائة، بحلول عام 2015 مقارنة بعام 1990، وخفض معدل الوفاة بين الأطفال تحت سن خمس سنوات بواقع الثلثين. وركزت الدراسات السابقة التي اهتمت بالعلاقة بين نسبة الوفيات، بين الأمهات والأطفال على الوقت الذي يعقب وفاة الأم، كما ركزت على مدى ارتفاع خطر الوفاة بين الأطفال قبل موت أمهاتهم. حلل الباحثون في سبيل ذلك، بيانات الصحة الخاصة بالمناطق الريفية في مناطق غرب أفريقيا، وهى البيانات التي ضمت معلومات عن نحو 82 ألف شخص، من 21 قرية، في الفترة بين عام 1994، و2008 أي على مدى 15 عاماً إجمالا، وركز الباحثون خلال هذا التحليل على الأطفال في سن حتى خمسة أعوام. وجد الباحثون أنه من بين 41 ألف و600 طفل توفى نحو 3 بالمائة، أي 1244 طفلا، خلال الفترة التي شملها التحليل، كما تبين للباحثين أن أكثر الشهور التي ارتفع فيها خطر موت الأطفال هو الشهر الذي حدثت فيه وفاة الأم، ولكن الأطفال كانوا معرضين بالشدة للوفاة خلال الشهرين السابقين لهذا الشهر وكذلك خلال الشهرين اللاحقين للوفاة. كما اتضح للعلماء أن الأطفال الرضع حتى الشهر السادس كانوا عرضة للوفاة تسع مرات أكثر في هذه الأشهر الخمسة الحرجة وأن الأطفال الذين توفيت أمهاتهم جراء الإصابة بالإيدز أو السل كانوا أكثر عرضة للوفاة.