قرر متظاهرو التحرير تعليق اعتصامهم لمدة أسبوع، لحين الفصل في قضية حل البرلمان والتي سيتم البت فيها السبت القادم.كما قرروا منح فرصة للرئيس الدكتور محمد مرسي للتدخل في تغيير المواد المرفوضة بالإعلان الدستوري المكمل. ومن جانب آخر، واصل الباعة الجائلون حضورهم بالميدان مع وجود خيامهم بالحديقة وسط الميدان، في حين شهدت حركة المرور اضطرابًا حادًّا، على الرغم من غياب المتظاهرين بالميدان، طبقًا ل "اليوم السابع". وأكد أحد المعتصمين أن تعليقهم للاعتصام جاء باتفاق جميع القوى السياسية لإعطاء فرصة للدكتور محمد مرسي لتنفيذ المطالب الثورية. وكان الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في مصر قد تلا اليمين الدستورية خلال خطابه في ميدان التحرير، مؤكدًا على موقفه الرافض لأي محاولة لانتزاع سلطة الشعب المصري أو نوابه. وقال مرسي أمام مئات الآلاف من المصريين بميدان التحرير: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري وأن أحترم القانون والدستور، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، وأضاف يقول: "أعاهد الله وأعاهدكم يا شعب مصر ويا جماهير مصر من أقصاها إلى أقصاها أعاهدكم على ذلك وأتعهد أمامكم بشهادة ربنا والعالم بالوفاء بذلك"، وتابع يقول: "أعاهدكم أن أعمل معكم في كل لحظة من أجل تأكيد وحدتنا وتعظيم قوتنا، أؤكد على رفض أي محاولة لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه". وقد وجَّه الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي كلمة لجموع الشعب المصري بميدان التحرير، وأكد خلالها أنه يشعر بفخر لتولِّيه منصبه الجديد، قائلاً: إنه شرف وتكليف يحمله على ظهره، وأضاف مرسي في كلمته: "نحن اليوم نقف لنقول للعالم أجمع: هذه هي مصر، هؤلاء هم الثوار، هؤلاء هم من صنعوا هذه الملحمة، هذا هو ميدان الشهداء وأرواحهم ترفرف حولنا في ميدان التحرير". كما وجَّه تحية لكافة محافظات مصر، وأكد احترامه لأهل الفن والثقافة والإبداع والإعلام، وكذلك العاملين بمجال السياحة، وتابع مرسي في كلمته: "يا رجال الثورة الصامدين، أقصد الجميع نساءً ورجالاً، الثورة تقودها أهدافها، وإذا كانت بفضل الله مستمرة، وتتبلور اليوم على شكل إرادة واضحة برئيس منتخب يقود سفينة الوطن، فإنه أي الرئيس يقود هذه الثورة، ويقف أمام الثوار ويتقدم مسيرته حاملاً مسؤوليته أمام الله وأمامهم، لتستكمل الثورة تحقيق أهدافها". من جهة أخرى، ركَّزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على مغزى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتهنئة الرئيس المصري محمد مرسي بفوزه بالرئاسة، والذي تعهد فيه أوباما بمواصلة التعاون مع رئيس مصر الجديد "على أساس الاحترام المتبادل" بين البلدين. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي نشرته، أمس الاثنين، على موقعها الإلكتروني: "التأكيد على فكرة الاحترام المتبادل بين الجانبين هو اختيار موفق من قبل الرئيس أوباما، وقد لقي بالتأكيد صدى وقبولاً لدى الرئيس مرسي وإخوانه في جماعة الإخوان المسلمين التي ضاقت ذرعًا بعلاقة التابع والمتبوع، التي يُعتقد بأن الرئيس السابق حسني مبارك قد رسخ لها كأساس لعلاقات بلاده مع واشنطن". وأقرت الصحيفة بضرورة أن يكون لدى واشنطن علاقات عسكرية ممتازة مع القاهرة، غير أنها حذرت من أن يكون ذلك على حساب مصالح المدنيين، بل وأن تقرر واشنطن حجم المعونة التي ترسلها إلى مصر سنويّا بناءً على احتياجات مصر الدفاعية الحقيقية، وإلى أي مدى سيسمح قادة الجيش بديمقراطية حقيقية في البلاد. وقالت: "في سياق تلك العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل تتوقّع الولاياتالمتحدة من مصر التزامها بحماية حقوق جميع شرائح المجتمع من نساء و"مسيحيين" وتشكيل حكومة. واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى ضرورة أن تظهر واشنطن مزيدًا من الاهتمام في علاقتها مع مصر أكثر مما تبديه حتى الآن إذا ما أرادت إقناع المصريين بصدق وجدية نواياها في تأسيس علاقات ثنائية قائمة على الاحترام المتبادل.