"أطراف لا تريدني في مولودية وهران وبن ميمون ليس صديقي"

المدرب المصري سعد البقري يكشف ل "الأمة العربية"

كشف المدرب المصري سعد أحمد البقري في حوار خص به يومية "الأمة العربية" عن وجود اتصالات سطحية وليست رسمية مع إدارة مولودية وهران، ومع ذلك قال إن هناك أطرافا يزعجها تواجده ضمن الفريق إلى جانب المدرب حاج منصور، مشيرا إلى أن التجربة الكبيرة التي اكتسبها طيلة فترة مشواره التدريبي بالجزائر أفادته كثيرا من الناحية الفنية، وسمحت له بأخذ مكان ضمن الطاقم التحليلي لقناة "النيل" الرياضية.
* بداية، ما سر تواجدك بوهران؟
** أولا، ليست هذه المرة الأولى التي أزور فيها وهران. فقد اعتدت زيارة هذه المدينة الساحلية الساحرة والخلابة في كل سنة بحكم أن زوجتي جزائرية. كما أن لي روابط متينة مع بلد المليون ونصف المليون شهيد، أين سبق لي وأن أشرفت على العديد من الفرق الجزائرية بداية باتحاد الشاوية وشباب بني ثور ومولودية البيض وشبيبة سكيكدة وأولمبي الونزة، بالإضافة إلى فريق الموب، وكلها فرق عشت معها أجمل لحظات مشواري الرياضي بالجزائر.
* لكن أخبارا تتحدث عن اتصالات بينك وبين إدارة مولودية وهران لتدعيم جهازها الفني...
** شرف كبير لي أن أعمل في مولودية وهران، هذا الفريق الذي له باع طويل في المنافسة العربية، كما أن رئيسه يعد عميد رؤساء الفرق الجزائرية لطول المدة التي قضاه على رأس الفريق، والحقيقة هو أنه كان لدي حديث مع رئيس النادي الذي أعرفه ويعرفني جيدا ومدربه حاج منصور، إلى جانب مناجير الفريق عبد النور، وليس هناك لحد الآن عرض رسمي من الإدارة على اعتبار أن الكلام بيننا لم يخرج عن نطاق المحادثات لا أقل ولا أكثر.
* هذا يعني بأن الإدارة لم تعرض عليك الفكرة من أصلها...
** أظن أن الإدارة لحد الآن لا تريد استباق الأمور مادام أنها لم تفصل في قضية المدرب السابق عمر بلعطوي، باعتباره ابن الفريق وقد تمنحه الأولوية بطلب من بعض الأطراف، وفي مقدمتهم أبناء الفريق، وهذا حق مشروع ولا يمكنني أن أتدخل فيه. وإذا ما كتب لي المكتوب وعرض علي فكرة تدعيم الجهاز الفني، فسيكون شرف كبير لي أن أعمل بهذا الفريق الكبير بتاريخه وجمهوره ولا يهمني إن كنت المدرب الأول أو الثاني، أو حتى الثالث، لأن ما أؤمن به هو العمل وخبرتي في الميدان كفيلة بذلك.
* لكن بعض الأطراف المقربة من النادي لا تريد مجيئك، لأنك صديق بن ميمون...
** أولا، أنا لست صديقا لابن ميمون وهذا الرجل عرفته عن طيب خاطر عندما كان هو مدربا لفريق المخادمة من الجهوي، وكنت أنا مدربا لبني ثور من القسم الثاني وعملت معه في فريق مولودية البيض، قبل أن أكتشف حقيقته بعد ثلاث سنوات من الصداقة عندما تم ترشيحي لتدريب مولودية وهران في عهد الرئيس السابق يوسف جباري، حيث فوجئت بان بن ميمون كان أول واحد "يخلط لي" لإبعادي عن الفريق لخلفيات لم أفهمها، وحينها فهمت الوضع وعدت أدراجي نحو مصر، ومنذ ذلك الحين قطعت علاقتي به، لأني تيقنت بأنه رجل مصالح فقط.
* وماذا ينتظر البقري في الوقت الحالي؟
** لا أنتظر أي شيء، فأنا أتمتع بعطلتي رفقة عائلتي الصغيرة إلى حين موعد عودتي إلى مصر. أما عن مولودية وهران، فهذا كله من المكتوب، وحتى وإن لم أساهم في تدريب الفريق فإنه فخر كبير لي أن فكرت الإدارة في شخصي.
* منذ مدة وصلتنا أخبار عن تلقيك لعرض من رئيس شباب الساورة الصاعد الجديد لبطولة ما بين الرابطات...
** هذا صحيح، ومع كل احترامي لهذا الفريق وأنصاره ومسيريه، إلا أنني رفضت العرض بلباقة، حيث أود العمل بفرق تنشط بالقسم الأول أو الثاني مقارنة بالتكوين الذي خضعت له والشهادات التي تحصلت عليها، أهمها شهادة المدربين من ألمانيا وشهادة التدريب التكتيكي من إيطاليا سنة 2000.
* تجربتك الميدانية بالجزائر كانت مع اتحاد الشاوية...
** لما تحصلت على شهادة المدربين من ألمانيا، توجهت للعمل بالخليج وعملت مدربا لفريق رأس الخيمة بالإمارات، وبعدها مدربا لمنتخب الإمارات لأقل من 15 سنة وأقل من 17 سنة، لأعين بعدها مساعد مدرب لفريق الأكابر. وفي نهاية الموسم، عدت إلى مصر على أمل أن أعود للتدريب في الإمارات، قبل أن يفاجئني القدر بعرض من الجزائر وبالضبط من فريق اتحاد الشاوية، وكان ذلك شرفا لي لأني كنت أول مدرب مصري يعمل بالجزائر وقبلت المهمة خلفا للمدرب الكبير عبد الحميد كرمالي. وفي 20022003 توليت تدريب فريق بني ثور في تجربة قصير وجيدة، وبعدها مولودية البيض في القسم الثاني، وبعدها كنت قاب قوسين أو أدنى من تدريب غالي معسكر رفقة بلومي، لكن الضائقة المالية التي كان يعيشها الفريق جعلتني أعود مرة أخرى لفريق بني ثور، حيث تصدرت البطولة في المجموعة الشرقية، لكن وفاة الوالدة في أيام العيد من تلك السنة جعلني أتغيب عن الفريق لمدة أسبوعين، وكان الفريق حينها على بعد ثماني نقاط من صاحب الصف الثاني، لكن الظروف لم تساعدني للعودة للفريق. وفي نفس السنة، تلقيت عرضا من فريق الموب، أين أديت معه موسما رائعا بتشكيلة ممتازة متكونة من ديكماش في المرمي والثنائي السابق للقبائل أوصالح وديلمي ربيع. وبعد مولودية بجاية، قدت سفينة شبيبة سكيكدة، وكنا حينها نلعب ورقة الصعود، غير أن ذلك لم يتحقق في مناسبتين لأسباب لا داعي لذكرها.
* وماذا استفدت من هذه التجارب؟
** كرة القدم الجزائرية لها تقاليد عريقة وفرق كبير أن تعمل بالجزائر وتعمل بأحد الفرق الخليجية والتونسية والمغربية وقتها، لأنه في الحقيقة هذه التجربة أفادتني بشكل كبير وأثرت مشواري الرياضي الفني بدرجة كبيرة، خاصة وأنه مرت علي ظروف صعبة وصعبة جدا تمكنت من اجتيازها، وهو ما زاد من خبرتي في الميدان، بدليل أنني بمجرد أن عدت إلى مصر ربي أكرمني وتعاقدت مع قناة "النيل الرياضية" كمحلل، وقدمت وقتها مردودا في المستوى من الناحية الموضوعية والحيادية وسط عمالقة الكرة المصرية والعربية، لأكون بعدها أحد المرشحين الأقوياء لمنصب مدرب المنتخب المصري لأقل من 16 سنة، وهو الهدف الذي كنت أسعى إليه وأتمنى تحقيقه في أقرب وقت. كما أنه كان لي شرف تحليل مباراة مصر الجزائر الأخيرة وحاولت بقدر الإمكان أن أقدم صورة رائعة عن الجزائر في تلك المباراة.
* قبل المباراة تم تكريمك من طرف جريدة "الهداف" كأول مدرب مصري بالجزائر إلى جانب أبو تريكة وممثل النادي الأهلي المصري...
** أظن أن الفترة التي قضيتها بقناة "النيل" سمحت للمشاهد الكريم بأخذ صورة مكبرة عن النضج الفني والتكتيكي الذي اكتسبته في ميادين الكرة، ليأتي التكريم في وقته، خاصة وأنه تزامن مع تكريم أبو تريكة كأفضل لاعب في إفريقيا والعرب، والنادي الأهلي كأكبر ناد في إفريقيا. وتبقى مبادرة "الهداف" أعز ذكرى أحتفظ بها في مشواري الكروي بالجزائر، لأنها قربت العلاقة بين المصريين وإخوانهم الجزائريين، بدليل الاستقبال الرائع الذي لقيه منتخبنا المصري بالجزائر بفضل المجهودات الجبارة لرئيس الاتحادين محمد روراوة وسمير زاهر.
* مباريات الجزائر ومصر كثيرا ما تعرف مشاحنات كلامية، البعض يلصقها بالصحافة...
** العلاقة بين مصر والجزائر كانت ولازالت أخوية ولا أعتقد بأن كرة القدم ستبدل في الأمر شيئا، لأنها قبل كل شيء مجرد لعبة وأي منتخب وجمهور يريد كسبها بأي نمط من أنماط التشجيع، وهذا حق مشروع. وما نتمناه، هو أن نرى بلدا عربيا في مونديال جنوب إفريقيا، سواء الجزائر أو مصر، وأن تجرى مباراة العودة في نفس الأجواء الرياضية الحماسية التي كان عليها لقاء الذهاب، وأن يكون الفوز للأحسن. كما أشكركم على الاستضافة وتخصيص حيز من منبر الجريدة لشخصي.