التحقيقات قادت إلى توقيف 3 رعايا تونسيينوماليين وجزائريين نشاط الشبكة امتد إلى تركياوماليوتونس كشفت مصادر موثوقة ل«النهار» أن قاضي التحقيق بمحكمة الدار البيضاء شرقي العاصمة، قد حول مؤخرا إلى الغرفة السابعة بمحكمة الأقطاب بسيدي امحمدو ملف الشبكة الدولية المختصة في المتاجرة في المخدرات الصلبة المتمثلة في الكوكايين الذي فجرته مصالح الأمن بعد تحقيقات معمقة كشفت عن عناصرها وهم ثلاثة رعايا تونسيين تجار ألبسة جاهزة، كانوا محل بحث من السلطات الأمنية التونسية لصدور أوامر بالقبض ضدهم لتورطهم في قضايا إجرامية، برفقة رعايا من مالي، وآخرين جزائريين تورطوا في نقل وتهريب مخدرات في إطار جماعة منظمة عابرة للحدود. استنادا للمعلومات التي تحصلت عليها «النهار»، فإن تحقيقات معمقة قامت بها المصالح الأمنية والقضائية بمحكمة الدار البيضاء بعد اكتشاف تنقل رعايا تونسيين يعملون في مجال تجارة الملابس الجاهزة بين عدة دول وهي تركياوالجزائرومالي، في فترات قصيرة، تبعها توقيف أحدهم وهو المدعو «ع.محمد» وداخل معدته 13 كبسولة من الكوكايين قام بابتلاعها بغية تهريبها إلى الجزائر ومنها إلى تونس بعدما كشفها جهاز الكشف بالأشعة وأكد وجودها طبيب متخصص قام باستخراجها، وهي الحادثة التي فضحت نشاط الشبكة المنظمة. وقد صاحب ذلك، توقيف أحد المتهمين التونسيين الذي تبين أنه محل بحث من قبل السلطات التونسية لصدور أوامر بالقبض ضده ورفاقه إلى جانب جزائريين تبين ضلوعهم في الجريمة، ليتم تحويلهم كلهم على التحقيق. وجاء في تصريحات الرعية التونسي المدعو «ب.مهدي» لدى مثوله أمام قاضي التحقيق عن علاقة تجمعه مع المتهم «ع.محمد» منذ الصغر كونه ابن حيه، وأنه خلال شهر جانفي 2017، قام بالسفر إلى تركيا، وبعد شهر من ذلك قرر السفر إلى الجزائر ولدى تواجده بمطار إسطنبول التقى به صدفة، والذي بدوره كان مسافرا إلى الجزائر، مضيفا أنهما تنقلا سوية إلى مدينة عنابة، حيث قاما بكراء شقة هناك، وهناك قاما بالاتصال بأحد أقرانهم وهو رعية تونسي من أجل ربطهم مع أصهاره من ورڤلة لمساعدتهم في فتح مطعم، غير أنهم لم يفلحوا في مشروعهم وكون فترة الإقامة كانت مشرفة على الانتهاء، فقررا السفر إلى مدينة باماكو بمالي من أجل تجديد مدة الإقامة، حيث ظلا هناك مدة شهر ونصف، فيما عاد صديقه إلى الجزائر بعد 5 أيام وعاود الرجوع إلى مالي بعد 20 يوما، حيث مكث لمدة أسبوع ثم عاود الرجوع إلى الجزائر، وبتاريخ 12 جويلية 2017 رجع المتهم «ب.مهدي» إلى الجزائر حسب تصريحاته حيث توجه إلى مدينة عنابة وبالتحديد إلى المنزل المستأجر، ولدى تواجده بالشقة قال إن صديقه جاء رفقة رعية مالي يدعى «موسى»، حيث بقي رفقتهم لمدة 9 أيام، وقد لفت انتباهه جلبهما لكبسولات بيضوية الشكل تحتوي على مخدرات صلبة من نوع كوكايين، حيث وقع شجار بينه وبين صديقه، مما جعله يحمل أشياءه ويغادر. وبعد حوالي يومين من ذلك حضر المدعو «ب.مروان»، وخلال تواجه بالمنزل سلمه «ع.محمد» كبسولتين من المخدرات، وبشهر أوت 2017 سافر مجددا صديقه «ع.محمد» إلى باماكو بمالي، وترك له الشقة كونه كان بانتظار زوجته القادمة من تونس، وخلال ذلك اتصل به «ع.محمد» من مالي وأخبره أنه سيرسل له صديق يدعى «س.ا» وهو تاجر ألبسة بتونس من أجل البقاء معه إلى غاية وصول زوجته، ولدى وصلها غادر، وأنه خلال تلك الفترة اتصل به الرعية المالي المدعو «موسى»، حيث طلب منه تبليغ المدعو «ب.مروان» أنه بحاجة إلى مبلغ 500 أورو، وأن يرسلها له مع رعية مالي متواجد بالجزائر، وهو ما قام به، وبدوره اتصل بالمدعو «ل.سفيان» الذي يعمل كموزع للمشروبات الغازية، ليتنقل رفقة هذا الأخير إلى الجزائر العاصمة رفقة كل من الرعية المالي المدعو «موسى» الذي كان مسافرا إلى بلده والرعية التونسي المدعو «س.ا»، وبالمطار التقوا برعية مالي آخر سلمه «ب.مروان» المبلغ المالي وغادر الماليانالجزائر باتجاه باماكو. المتهم «ع.محمد» ولدى التحقيق معه صرح أن رعية مالي يدعى «إيبو» استقبله بمنزله وكونه كان يعاني من ضائقة مالية اتصل بصديقه بطلب منه أن يطلب قرضا من أحد معارفهما والمقدر ب2000 دولار وإرسالها إليه عن طريق معارف الرعية «أيبو»، وكون الأمر تعذر طلب من «ب.مهدي» مبلغ 500 أورو سلمها بدوره ل«إيبو» وتسلم منه 13 كبسولة من الكوكايين قام بابتلاعها، كشفتها أجهزة «السكانير» بمجرد وصوله إلى المطار الدولي هواري بومدين، أين تم توقيفه مباشرة. وأضاف أن الكوكايين الذي كان يهربه يقوم بتسلمه لرعايا تونسيين آخرين لتهريبه إلى تونس. وكشفت التحقيقات أن المشتبه فيهم في القضية وعلى رأسهم الرعايا الماليين، كانوا يقومون بتهريب كبسولات الكوكايين في أحشائهم عن طريق ابتلاعها. وفي سياق متصل، كشف المتهم «س.ا» أنه تاجر ألبسة وأنه شهر أوت اقترح عليه المدعو «ح.ح» السفر إلى الجزائر من أجل شراء سلعة جديدة متوفرة بالسوق الجزائرية، وأنه سيرسله إلى أحد أصدقائه المدعو «محمد» الذي أخبره أنه بصدد السفر لكن سلمه عنوان شقته التي يقيم بها وأنه سيرسله للبقاء مع صديقه المدعو «مهدي» وعرفه هذا الأخير على كل من «مروان» و«سفيان» اللذين يشتغلان في مجال صرف العملة، وأنه بعد ثلاثة أيام رافق «مهدي» إلى الجزائر العاصمة.