استعدادا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف فريدة حدادي لاحت بوادر وبهجة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين الأفراد وفي المحلات؛ حيث أبدع أصحاب الإكسسوارات في بيع الفوانيس والمباخر الشرقية بعطر العود العربي، وكذا قطع الزينة التي توضع على صحن الطمينة، والتي تحمل عبارات عدة؛ منها "المولد النبوي الشريف، مولد الهادي" ، وأخرى تحمل رموزا فقط كالنجمة والهلال. كما طرح باعة الشموع و"النوالات" والمحارق بضاعتهم وإن كانت أقل بكثير من سنوات خلت، لا سيما بعدما أصبح يفضل الكثيرون الهروب من الضجيج، وحماية أبنائهم من الحوادث، مع تفادي التبذير. لاحظنا خلال الجولة التي قادتنا إلى الأسواق الشعبية بقلب باتنة وبعض المحلات الموزعة هنا وهناك بالولاية وضواحيها، مظاهر الابتهاج والفرح؛ إذ نصب الشباب والمراهقون طاولاتهم التي حملت كل أشكال وأنواع الشموع، والفوانيس، والمصابيح والشمعدانات. وتربعت مختلف أنواع الشموع الرفيعة، والمتوسطة، والخشنة، والفخمة والمعطرة على الطاولات. ولاتزال تقف الشمعة شامخة، مطلوبة محبوبة، فهي رمز الميلاد، والعطاء، والنور الذي أشرق على البشرية بنور الهادي عليه أزكى الصلوات والتسليم، ومنها ما جاء في علب على شكل قلب معطرة وجميلة الشكل، ومنها الورود أيضا، تقدَّم كهدايا خلال هذه المناسبة. وقد تراوحت أسعارها بين 700 دج و1000 دج. كما لاتزال الشموع الملونة التقليدية التي كانت رفيقتنا منذ الصغر ونحن نشعلها وننشد " مولود يا مولد.. مولد النبي لالا يامنة ولدت الصبي وحليمة رباتو" ، تجد لنفسها مكانا وسط الزحام الشديد، لشموع خشنة ذات ألوان باهية، وخيوط الضوء الحديثة، وإكسسوارات الزينة بطول المترين وثلاثة أمتار، وحتى أربعة أمتار وأكثر لمن أراد، والمضيئة التي تحمل الفوانيس صغيرة الحجم، أو النجمة والهلال من المصابيح، والتي تعلَّق في الغرف أو على الستائر، أو توضع على طول الكنبة في قاعة الضيافة، أو حتى تزيّن "الشرفات ليلا" ، والتي تراوحت أسعارها بين 700 دج و1500 دج و2900 دج، ومنها فضية اللون، والذهبية، والبيضاء. الفوانيس تضيء ليالي السهرة الفوانيس أيضا عُرضت بأنواع وأشكال مختلفة وجميلة جدا، منها الشبيهة بفانوس علاء الدين السحري على الطراز الهندي، وأخرى مشرقية وعربية، وغيرها بأشكال وألوان مختلفة؛ الفضي والمذهّب، والأزرق الملكي، والأخضر الزمردي، والأحمر الياقوتي، حسب الذوق والرغبة، ومنها من يشتغل بالبطارية، وأخرى توصَل بالكهرباء. وأشكال صُنعت من البلاستيك، وأخرى من النحاس الأصفر. وقد اختلفت أسعارها بين 3000دج و900دج، منها الفوانيس الثلاثية من الأكبر إلى الأصغر، والتي تباع مع بعضها. وهناك الفوانيس الأحادية، في حين بلغ سعر فوانيس الأطفال 250دج، والتي تُشتعل بالقفل حاملات البخور، أيضا، عُرضت على الطاولات، وبالمحلات المختصة بالإكسسوارات بقوة، منها التي تعمل بطريقة تقليدية، والتي يوضع فيها حبات الجمر المشتعلة. ثم يضاف البخور طيب العطر. وتطوف صاحبة البيت بكل أركانه لتعطيره. وأخرى تعمل بالكهرباء؛ إذ توصل بها بعد أن يوضع البخور فيها. وتغطى لتعمل بهدوء. وتعطر البيت على مدار اليوم. ورافقتها أكياس البخور والعنبر التي انطلقت أسعارها من 100دج لحزمة العنبر، إلى 1500دج و2000دج لعطر العود الشرقي المستورد برائحته الزكية. وقد أشار الباعة ممن تحدثنا إليهم، إلى أن الإقبال على اقتناء هذه المستلزمات كبير من قبل ربات البيوت على وجه الخصوص، اللائي يجدن في المناسبة فرصة لتزيين البيت، وإدخال الفرحة على أرجائه ومن جهتهم، أصحاب محلات بيع أغراض الحلويات والتزيين، عرضوا تشكيلات مختلفة من الصواني الذهبية، والأطباق الورقية القوية التي توضع فيها الطمينة، وتقدَّم كهدايا إلى جانب المكسرات؛ من زقوقو، ولوز، وكاجو، إلى جانب قوالب الشكولاطة الصغيرة، التي كُتب عليها بالزعفران "المولد النبوي الشريف". حملة المليار صلاة انطلقت عمد أصحاب الصفحات الدينية والدكاترة بالجزائر والمختصون في الشريعة عبر العالم، وحتى العامة، إلى إطلاق حملة الصلاة على النبي، عليه أزكى الصلوات والتسليم، عبر الفايس؛ بغرض كسب الثواب في إطلاق حملة الصلاة على النبي، بحلم بلوغ مليار صلاة على الصفحة إلى حين ذكرى يوم مولده الأسبوع المقبل. كما عجت مواقع التواصل الاجتماعي كلها، من فايس وأنستغراموتيك توك، بمنشورات دينية تتحدث عن السيرة النبوية، وأخلاق النبي عليه أزكى الصلوات والتسليم. وأخرى تطرقت لأقوال الشيوخ والعلماء في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وقد كتب أصحابها على رأس المنشور بلوغ المليار يا أمة المختار… فلنُهد نبيّنا مليون صلاة… أكثروا من الصلاة على الهادي.