بمناسبة حفل اليوم الوطني للفنان وتوزيع جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله أجمعين سيّدي الوزير الأول الفاضل، السّيّدات والسادة الوزارء، السيدات والسادة إطارات الدولة، السيدات الفضليات، السادة الأفاضل، الفنانات المبدعات، الفنانون المبدعون الحضور الكريم كلٌّ بمقامه المحفوظ، يسرني ويشرفني أن أقف بينكم اليوم، في هذا اليوم البهي، لأزف أسمى آيات التهاني والتبريكات، باسم السيد رئيس الجمهورية أولاً، وباسم السيد الوزير الأول الذي يشرف على احتفالنا اليوم إلى كل فنانٍ جزائري، في عيدهم الوطني الذي خصتهم به بلادهم. كيف لا وقد كانوا على الدوام صناع البهجة، ورفقاء الأيام، وشهود الأمجاد لهذا الوطن العظيم. فقد كان منهم الفنان الشهيد علي معاشي، وكوكبة من المخلصين الذين آمنوا بالجهاد عبر الفن، وعلى رأسهم الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، فسطّروا بدمائهم وأعمالهم أروع ملاحم الفداء. سيدي الوزير الأول، أيها الحضور الكريم، إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نرفع في مستهل كلمتنا خالص الشكر ووافر الامتنان لمقام السيد رئيس الجمهورية، الذي لم يدّخر جهداً في النهوض بواقع الفن والفنان، بل كان سبّاقاً في كل مبادرة من شأنها الارتقاء بهما. فلقد آمن، ولا يزال يؤمن، بأن الثقافة هي درع حصين لحماية البلاد، وصون هويتها، وتكريس خصوصيتها الأصيلة. هذا المنجز العظيم الذي تحقق في عهده وهذه الرعاية والعناية للفن وأهله دفعت الكثير من الفنانين للتعبير عن امتنانهم وشكرهم العميق للسيد الرئيس فلقد شهدنا في عديد المناسبات على مختلف وسائل الإعلام وعبر الكثير من المواقع والحسابات أجمل عبارات الشكر والامتنان من الفنانين والمثقفين لرئيسهم وأسمحوا لي أيها الأكارم، أن أجدد باسمكم جميعاً، أسمى عبارات الشكر والامتنان للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على هذا الحرص الأبوي الصادق على الثقافة الجزائرية الأصيلة. السيد الوزير الأول، أسرة الفن والثقافة، إن الإنجازات التي تحققت للفنان في هذا العهد تعد نقطة تحول تاريخية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، قانون الفنان الذي يمثل إحدى أهم المكاسب، فهو يوفر إطارًا تشريعياً متيناً يحمي حقوق الفنانين ويكفل لهم حياة كريمة، ويعترف بمكانتهم ودورهم في بناء الوطن. وقانون السينما والنصوص التنظيمية المنبثقة عنه وعودة صندوق الدعم السينمائي ابتداء من هذه السنة والذي يعتبر خطوة عملاقة نحو النهوض بالصناعة السينمائية الجزائرية، بما يضمن دعم الإبداع السينمائي، وتطوير البنى التحتية، وتوفير فرص للفنانين في هذا المجال الحيوي. دون أن ننسى الإصلاحات في القطاع الثقافي حيث أن هذا الإصلاحات تتجاوز القوانين لتشمل آليات الدعم والتمكين، بهدف تفعيل دور المؤسسات الثقافية، وتسهيل عمل الفنانين، وفتح آفاق جديدة للإبداع من خلال إنشاءمؤسسات ثقافية جديدة كقصور الثقافة والمدارس الجهوية للتكوين الموسيقي وغيرها من الهياكل والمؤسسات المستحدثة. كما لم يغفل السيد الرئيس الجانب الاجتماعي للفنان، فكانت المبادرات المتعلقة بالحماية الاجتماعية دليلاً واضحاً على هذا الاهتمام. فمشروع المركز الطبي والاجتماعي الخاص بالفنانين ليس مجرد مرفق صحي، بل هو تجسيد لسياسة تضمن الرعاية الصحية والاجتماعية لهذه الفئة المهمة. إن هذه المكتسبات لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة لرؤية واضحة من قيادة تؤمن بأن الثقافة والفن هما سلاح لحفظ البلاد وحماية خصوصيتها الهوياتية. سيدي الوزير الأول، أيها الحضور الكريم، إن أهمية الفنان في حياة الأمم لا تُقدر بثمن، فهو الذي يضمن بقاء الخصوصية الثقافية للأمة في وجه التحديات والمتغيرات، ويعزز مكانة الوطن بين الأمم، فهو حارس الذاكرة الجماعي ومرآة تعكس هوية المجتمع. فمن خلال سلوكه الراقي، وحضوره المؤثر، وصورته المشرقة، ومن خلال فنه الأصيل والمعاصر، يؤدي الفنان دوراً محورياً في صون الهوية. وهذا ما نسعى دوماً لترسيخه في وجدان الفنان الجزائري، فالدولة الجزائرية لا تألو جهداً في حفظ حقوقه، وتمكينه اجتماعياً. ونحنحريصون على أن يواصل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تطوير آليات الحماية والارتقاء بوضع الفنانين، بما يحقق لهم الأفضل دائماً. السيد الوزير الأول، الحضور الأفاضل، إن تكريم الفنان، ومنحه التقدير الذي يليق به، وإعلاء مكانته، هو واجب المجتمع بأسره نحو هذه الطبقة الراقية من منتجي المعنى وحافظي الأصالة. فإيمان المجتمع بالدور المحوري للفنان، يجعله يستعيدصورته المجيدة كنموذج يحتذى به في الحضور والإبداع. وهنا، أتوجه بخاصة إلى فنانينا الأجلاء، متمنياً أن يجدوا دوماً الأسلوب المتميز والمبدع لكسب قلوب الجمهور، والمساهمة في تشكيل الوعي المجتمعي، وتعزيز الانتماء الوطني ونشر قيم المحبة والتسامح. إعداد / كوثر خليدة