انتقد الفنان رضا العبد الله ابن كردستان العراق، بشدة الصمت الرهيب الذي يلتزمه معظم أهل الفن العرب تجاه ما يحصل على مستوى عديد الدول العربية من ثورات تقودها الشعوب ضد قادتها للتخلص من الظلم والاستبداد الذي رزحت تحت حكمه لعهود، وعبّر العبد الله -خلال هذا الحوار الذي أجرته معه «السلام» على هامش فعاليات مهرجان جميلة العربي- عن عدد من المواقف التي يتبناها، إلى جانب المشاريع التي ينوي خوض غمارها قريبا، على غرار تجديد بعض أغاني الكبير رابح درياسة ... مرحبا بك في بلدك الجزائر شكرا وأنا سعيد جدا بتواجدي بين أحبائي وأصدقائي الذين لن أبخل عليهم وسألبي أي دعوة تأتيني من طرفهم، لأنني أعتبر فرحهم معي ومتابعتهم لفني العنوان الأبرز لنجاحي في مشاويري الفنية. كيف وجدت «مهرجان جميلة» في لقائك الثاني بجمهوره؟ تستهويني كثيرا المهرجانات الجزائرية، ويستهويني أكثر تفاعل جماهيرها، فجميلة التي يعد مهرجانها حديث النشأة وفتيّا مقارنة بالمهرجانات العربية الأخرى، إلا أنه لقي شهرة كبيرة في مختلف الدول العربية، بل أصبح يساهم كثيرا في تفعيل المشهد الثقافي عبر مختلف التظاهرات التي تعنى بالفن والغناء، وأنا بصراحة وجدت مهرجان جميلة كما توقعت في تحسن مستمر. وكيف يمارس العبد الله فنه وسط موجة الربيع العربي؟ بداية أتأسف على كل ما يحصل في وطننا العربي الغالي من أحداث شملت إراقة الدماء وانعدام الأمن..بداية من بلدي العراق ومرورا بالحبيبة سوريا والغالية مصر وصولا إلى قرة العين ليبيا وحبة القلب تونس، دون أن ننسى قلب القضية العربية فلسطين، أنا كفنان أتألم كثيرا لحجب الحريات والتضييق عليها، وأستغرب الصمت الرهيب الذي ينتهجه السواد الأعظم من الفنانين العرب، وأطالبهم بل أترجاهم أن يكونوا لسان حال الشعوب العربية التي تطمح إلى العيش بكرامة وشرف وحرية، فالفن يجب أن يعكس الواقع المعاش ويقف مع الشعوب، لان الأمور واضحة والحق واضح والباطل واضح. ماذا تقصد بالحق واضح والباطل واضح؟ ليس مستغربا من شعوب قتلتها المشاكل الداخلية والحكومات الاستبدادية والفقر والبطالة والمحسوبية والبيروقراطية..أن تنفجر وتصنع الثورة، هذه ثورة الإنسان الذي كلما ازداد كتمانه للمكبوتات ازداد بركانه نشاطا، وأنا اعتبر أن من صنع الثورات العربية هم الحكام قبل السكان، وأتمنى أن تهدأ الأمور وأن يعطى لكل ذي حق حقه وأن تترك الدول الغربية البلاد العربية وشأنها حتى لا يكون هناك ما يسمى بالتدخل في الشؤون الداخلية للوطن العربي. وكيف ساهم رضا العبد الله بفنه للتعبير عما يحدث؟ سأتوقف عند شيء مهم جدا، يتمثل في كبح بعض القنوات التلفزيونية لكل نشاط يسعى من خلاله الفنان إلى التعبير عن مقصده ورأيه الخاص تجاه الثورات العربية، أعددت لعمل فني كبير حول ما يحدث على مستوى البلاد العربية من ثورات لكنه منع من البث في عدد من القنوات التلفزيونية التي تتبع منطق الصمت الرهيب، غير أنني لن أيأس وسأحاول نشر هذا العمل في قنوات تبث من خارج الوطن العربي. كيف تقيم الواقع الثقافي على مستوى الوطن العربي خلال هذه الفترة الحرجة؟ لا تزل الأمور ساكنة وتنتظر التحرك في بلادي المجروحة، أما في الدول العربية المتبقية فتتباين نسب الحراك فيها، وعموما فالفعل الثقافي وواقع المهرجانات في الوطن العربي ينتظر التفاتة، ونشاطا أكبر للارتقاء به إلى مكانة أرفع وأعلى، ولا أخفيك، فأنا من المفتخرين دوما بانتمائي إلى الوطن العربي، كما أنني مستعد للسفر على حسابي الخاص إلى أبعد نقطة في العالم بهدف نشر فني، الذي يعتبر السفير الجمالي الذي يعرف العالم على بلادي. وهل فكرت في الغناء باللهجة الجزائرية مستقبلا؟ اللهجة الجزائرية جميلة لكنها صعبة النطق إلا أن الأمر لن يمنعني من أدائها مستقبلا، كما أفكر في تأدية أغاني الفنان الكبير رابح درياسة، الذي اعتبره أستاذا بأتم ما تحمله الكلمة من معاني، وفي حال وفّقت في تأدية اللهجة الجزائرية فستكون إحدى أغاني رابح درياسة أول عمل أؤديه عموما، كما تخالجني حاليا فكرة الغناء مع أحد الفنانين الجزائريين الكبار على غرار فضيل وخالد والشاب مامي لكن ذلك ما يزال مجرد مشروع في طريقه نحو التجسيد. كلمة توجهها لمحبيك عبر –السلام-
لأنكم تحبون الفن ولأنكم فنانين في اختياراتكم أقول لكم أحبكم وسأبقى ألبي دعواتكم ما حييت، فالعراق والجزائر أختين ونحن كلنا نسكن بيتا بتاريخ ومصير ودين واحد.