عرف الجزء الشمالي لولاية سطيف والذي يضم 20 بلدية عزلة كبيرة أمس، بعد إقدام مواطني بلدية عين عباسة بشل الطريق الوطني رقم 75 في نقطتي "تاكوكة" و"الخربة" باستعمال الحجارة والمتاريس، وإضرام النار في العجلات المطاطية، محدثين بذلك فوضى عارمة خلفت أزمة مرورية حادة شلت هذا المحور الهام الذي يربط بين ولايتي سطيف وبجاية. أرجع المحتجون سبب فعلتهم هذه إلى تأخر عملية توزيع السكنات الجماعية الريفية المقدرة ب400 مسكن، وكان مقررا أن تمنح لأصحابها نهاية 2012، لكن لا زالت معلقة إلى اليوم، لأسباب مجهولة، ولعل الأمر المباشر الذي تسبب في الانفجار والخروج إلى الشارع هو قرار توقيف 14 عاملا مهنيا متعددي الخدمات بالبلدية دون سابق إنذار، بعدما عانوا الأمرين لأكثر من 12 سنة، وهم يعملون في الميدان بنظام العقود. وأسفرت الحركة الاحتجاجية عن تسجيل أزمة مرورية خانقة، حتمت على المتنقلين تجاوز المنطقة باللجوء إلى الطريق الاجتنابية بني وسين بوقاعة. ونزل أعضاء المجلس البلدي إلى عين المكان لإقناع المحتجين بضرورة فتح الطريق، مع تقديم وعود مفادها النظر في القضية والتكفل بكل الانشغالات في القريب العاجل، لكن دون جدوى. وتجدر الإشارة إلى أن الغاضبين صعدوا لهجة احتجاجهم بغلق الطريق المذكورة، بعدما أقدموا في اليوم الذي قبله على غلق مقر البلدية بالأقفال الحديدية، كما يتوعدون بمواصلة حركتهم إلى غاية تسجيل الملموس من تلك الوعود التي تلقوها، نشير فقط إلى أن الحركة الاحتجاجية لا تزال متواصلة لحد كتابة هذه الأسطر.