تعيش العائلات القاطنة بحي كونتابات المسمى خاليا بالطريق الجديد ببلدية بوزريعة أوضاعا صعبة جراء الظروف المزرية التي يعيشونها داخل منازل هشة مهددة بالسقوط وغير صالحة للإيواء على الإطلاق نظرا لوقوعها بمنحدر، حيث من المحتمل انهيار السكنات في أي لحظة مما أثار مخاوف قاطنيها· وفي هذا السياق أكد السكان لأخبار اليوم أنهم تموقعوا بحي كونتا بات منذ أكثر من 20 سنة إلا أنه تم طردهم بطريقة تعسفية من منازلهم، وحسبهم بين عشية وضحاها وجدوا الشارع مأواهم بعد أن بيعت قطع الأراضي المشيدة عليها سكناتهم لأناس من مناطق مختلفة بطرق غير شرعية، وفي جولة قادت أخبار اليوم إلى عين المكان وقفت على الواقع المر والعصيب الذي تواجهه تلك العائلات وما يهددها من خطر داخل تلك البيوت الواقعة بمنحدر غير آمن على سلامة السكان به كونه ينهار تدريجيا بسبب تساقط أجزاء معتبرة منه كما أكد سكان كونتابات الفوضوي الذي يقع بالمنحدر المذكور بالطريق الجديد على مستوى إقليم بوزريعة أن حيهم يعد من بين الأحياء القديمة بالعاصمة، ورغم ذلك يعيشون في ظروف كارثية للغاية لانعدام أدنى شروط العيش الكريم لاماء ولا كهرباء ولاغاز وهذا ما وقفت عليه أخبار اليوم خلال زيارتها للحي· وما لفت انتباهنا أثناء دخولنا تلك الخيمة التي نصبت على مستوى الطريق الجديد ببوزريعة، حيث لم تجد العائلات التي طردت من منازلها بعدما تمت عملية الهدم سوى اللجوء إلى نصب خيمة مشيدة من الخشب والبلاستيك بمحاذاة الطريق كمأوى لها يقيها من التشرد في الشارع، وأكدت تجاووت فايزة المقيمة بالحي أنها بنت العاصمة أبا عن جد والوثائق تثبت هويتها وليست منحدرة من مناطق داخلية أو فارة رفقة عائلتها من بطش الإرهاب، وأنها مقيمة منذ الثمانينات وأنها تعد من السكان الأصليين بالحي إلا أنها تفاجأت بطردها رفقة عائلتها بعدما باشر أعضاء من مصالح بلدية بوزريعة بهدم منزلها رفقة العديد من العائلات القاطنة بذات الحي المسمى الجديد، وأضافت في ذات السياق السيدة مجاود أنه حدث لها نفس المصير، حيث تم طردها من مسكنها دون سابق إنذار على غرار العائلات الأخرى، وأكد سكان الحي أن بعض الجهات التابعة للبلدية قامت بعقد صفقات مشبوهة، حيث قاموا ببيع الأراضي الموجودة على مستوى الحي المذكور لأشخاص غرباء عن المنطقة ولهجاتهم تؤكد ذلك وبطرق غير قانونية، وحدث ذلك حسبهم في ظل الغياب التام للرقابة ورغم اتصالات السكان حسب تصريحهم بالمسؤولين إلا أنهم رفضوا التدخل ما زاد من تأزم الوضع والتمادي في الاعتداءات على عقار الحي ببوزريعة، كما رفضوا استقبالهم أيضا، وحسب السكان فرغم احتجاجهم على هذه الاعتداءات التي تحدث على مستوى الحي إلا أن عملية بيع قطع الأراضي تواصلت، وحسب محدثينا رغم أنهم توجهوا للبلدية قصد الاستفسار عن الوضع إلا أن المسؤولين رفضوا استقبالهم الشيء الذي آثار غضبهم واستياءهم· وأجمع هؤلاء أنهم يعانون جملة من المشاكل التي زادت من حدة معاناتهم اليومية في ظل سياسة الصمت والتجاهل التي تنتهجها السلطات اتجاههم، وأنهم يتقاسمون نفس المصير والظروف القاسية لانعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة كغياب الماء والغاز الطبيعي ما يدفعهم لجلب قارورة البوتان على بعد مسافة طويلة، أما عن الكهرباء فقد أرقت كاهلهم بسبب دفع مبالغ معتبرة للحصول عليها بطرق عشوائية، والمشكل الأكبر حسبهم هو انعدام قنوات الصرف الصحي ما جعل حياتهم مهددة بالخطر، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة وإصابة أغلبيتهم بأمراض الحساسية والربو والطفح الجلدي الذي أصاب جميع الأطفال الصغار، وعبر صفحات أخبار اليوم ناشدت تلك العائلات السلطات المحلية والعليا على رأسها رئيس الجمهورية التدخل العاجل لإعادة إسكانهم ببيوت لائقة كمواطنين جزائريين قبل وقوع كارثية إنسانية جماعية، وفي الأخير ختمت العائلات بعبارة قائلة انتشلونا من خطر الموت المحدق بنا وقبل وقوع البيوت فوق رؤوسنا·