تدهور النظام الغذائي أدى إلى تزايد الأمراض المزمنة في الجزائر

أكد المشاركون في لقاء دراسي حول (التوازن الغذائي للوقاية من الأمراض) بالخروب (قسنطينة) بأن تغيير العادات الغذائية ونمط الحياة يعد من بين (عوامل تزايد الأمراض المزمنة). وقد عوضت التغذية الغنية بالدهون والأطعمة ذات الكثافة العالية للسعرات الحرارية المرتكزة على الأطعمة ذات الأصل الحيواني التغذية التقليدية القائمة أساسا على الأطعمة النباتية مما تسبب في ارتفاع معدل انتشار الأمراض المزمنة الناجمة
عن النظام الغذائي من بينها السمنة والسكري وأمراض القلب، الأوعية الدموية والسرطان وهشاشة العظام حسب ما أوضحه المتدخلون في هذا اللقاء الطبي.
وتشكل هذه الأمراض (مشكلا متزايدا للصحة العمومة) بالنظر إلى انتشار النظام الغذائي (الغربي) الذي يحل في غالب الأحيان محل الأطعمة التقليدية حسب ما أوضحه في هذا السياق البروفيسور جمال زوغيلش طبيب أخصائي بمصلحة الأوبئة والطب الوقائي بالمركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة.
وبعد أن أوصى ب(تنظيم اللذة الغذائية) أكد هذا الطبيب الممارس على أهمية اتباع حمية (منظمة) حول المحددات الهرمونية والعصبية للفرد، ومن جهتها أكدت الدكتورة هدى شعراوي طبيبة أخصائية بمصلحة الأمراض المعدية بذات المؤسسة الصحية بأن التغذية (المناسبة والسليمة) للطفل حتى قبل ولادته تسمح بتفادي الأمراض الأيضية (التمثيل الغذائي) مثل السمنة موضحة بأن صحة الطفل (مرهونة بصحة الأولياء).
لا قيمة غذائية للمشروبات الغازية
وكشف المتدخلون بأن الاستهلاك المفرط للمشروبات السكرية والغازية قد تزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة بالجزائر كما هو الحال في العالم حتى وإن لم يكن لهذه المشروبات (أي قيمة غذائية).
كما ذكر المشاركون في هذا الصدد ب(الانعكاسات السلبية) لاستهلاك هذا النوع من المشروبات لاسيما لدى الطفل من بينها تزايد مخاطر ظهور السكري وتسوس الأسنان، داعين الأولياء إلى تشجيع أطفالهم على استهلاك المزيد من الفواكه والخضر يوميا وإلى شرب الماء.
وتمت المبادرة لهذا اللقاء المنظم بالمركز الثقافي أمحمد يزيد بالخروب من طرف جمعية (مدينة-صحة) التي تنشط منذ أكثر من 12 سنة والتي قامت بعدة عمليات مثل تنظيم أيام دراسية وتحسيسية حول مخاطر الآفات الاجتماعية وحملات جمع الدم.
الوجبات السريعة كارثة غذائية
في نفس السياق أكد البروفسور كمال بوزيد رئيس قسم طب الأورام بمركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة أن مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة في الجزائر تعد من العوامل المشجعة على ظهور سرطان القولون والمستقيم.
وفي تدخل له خلال منتدى حول موضوع (أول الدروس المكثفة حول السرطان بالمغرب العربي) الذي ينظم من 7 إلى 11 أفريل بالجزائر العاصمة تأسف البروفسور كمال بوزيد للانتشار الكبير لمطاعم الوجبات السريعة في الجزائر معتبرا إياها (كارثة غذائية).
وأوضح المختص أن (البيتزا والهومبورغر والشاورما التي تباع بمطاعم الأكل الخفيف تشكل خطرا غذائيا ومن العوامل المشجعة على ظهور سرطان القولون الذي غالبا ما ينتشر لدى الأشخاص البالغين خمسين سنة فما فوق)، داعيا إلى تبني نظام غذائي (صحي) لتفادي هذا المرض.