اتفاقيات لرفع حجم التبادلات التجارية والاستثمارات *** كللت زيارة وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس كيسيدو للجزائر التي دامت يومين بتعزيز الثقة بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة والتبادل التجاري الذي حقق رقم أعمال قدر ب 10 مليار دولار رغم تراجعه مقارنة بالسنوات الماضية وفي مجال مكافحة الإرهاب حيث اتخذت إسبانيا من تجربة الجزائر واستيراتيجيتها نموذجا لها واعتبرتها شريكا حاسما في مواجهة فلول التنظيمات الإرهابية إلى جانب التوصل إلى اتفاق لتنفيذ آليات تعزيز الشرعيات الدولية فيما يخص النزاعات التي تعرفها المنطقة. وجمع وزير الخارجية الإسباني لقاء مع وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أول أمس أكد فيه كيسيدو أن الجزائر تعتبر بالنسبة لبلده شريكا (حاسما) في مكافحة الإرهاب لضمان أمن إسبانيا وأمن مواطنيها معترفا بجهود الجزائر الجبارة في مكافحة ظاهرة الإرهاب حيث يعرف البلدان في مجال الأمن تعاونا وثيقا جدا. كما تطرق الطرفان خلال المشاورات السياسية الدورية بين البلدين إلى الوضع الأمني في المنطقة التي تعرف (بؤر توتر عديدة) واصفا العلاقات بين البلدين بالممتازة بفضل المشاورات الحثيثة والدائمة التي تصب في مصلحة البلديين خاصة فيما يتعلق بتعزيز المبادلات الاقتصادية لاسيما في القطاعات الحساسة حيث من المقرر تنظيم اجتماع آخر رفيع المستوى خلال الأشهر المقبلة. وأكد لعمامرة في السياق ذاته أن التعاون الجزائري الإسباني في مجال تسوية النزاعات (ليس إيجابيا فحسب بل واعدا) بما أن هناك (اتفاق لتنفيذ الآليات التي تعزز الشرعية الدولية) أين تلعب إسبانيا دورا(هاما) في منطقة الساحل الصحراوي وأيضا في القضيتين الفلسطينية والسورية مجددا تمسك الجزائر بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية إضافة لدعمه إلى جهود الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة من أجل انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي الذي من شأنه أن يشارك في خلق جو سياسي جديد أملا يكون ملائما لحل هذا النزاع . وفيما يخص التعاون في مجال الطاقة فقد التقى وزير الخارجية الإسباني بوزير الطاقة نور الدين بوطرفة وتطرقا إلى فرص الأعمال والاستثمار بين البلدين خاصة في الطاقات المتجددة حيث تعتزم الجزائر على تنويع مصادرها مع تطوير صناعتها ما يستوجب دعوة المؤسسات الإسبانية للاستثمار في الجزائر والتجاوب مع رغبة الجزائر لتحقيق مشروع 4000 ميغاوات في مجال الطاقة الشمسية الذي يتشكل من ثلاثة أجزاء مرتبط بجانب صناعي لإنتاج التجهيزات محليا. ودعا الوزيران إلى وضع إطار للتشاور الاقتصادي وتبادل الخبرات بهدف توفير الشروط الضرورية من اجل تكثيف التبادل بين البلدين وإلى استقرار أسواق النفط والمؤشرات الاقتصادية وشروط إعادة بعث الاقتصاد العالمي. تراجع حجم التبادلات التجارية إلى 10 مليار دولار كشف رئيس نادي التجارة والصناعة الجزائري الإسباني جمال الدين بو عبد الله في تصريح للإذاعة عن تراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليار دولار في سنة 2015 بعدما وصل إلى 15 مليار دولار سنة 2012 رغم العلاقات الاقتصادية الممتازة بين البلدين موضحا إن زيارة كيسيدو تأتي في إطار مرسوم للتبادل بين الجزائر وإسبانيا صدر في 2002 يسمح بانعقاد قمة سياسية بين البلدين كل سنتين وقد انعقدت آخر قمة في 2015 بمدريد على أن تقام الدورة المقبلة هذا العام بالجزائر. وفي الشق الاقتصادي فقد استوردت الجزائر من إسبانيا في العام 2014 نحو 4.98 مليار دولار اغلبها مواد بناء ومواد غذائية وغيرها فيما بلغت صادراتها لإسبانيا نحو 9.71 مليار دولار تمثل أساسيا الغاز والنفط وتراجع حجم التبادل التجاري سبب انخفاض أسعار البترول بحيث بلغ حجم التبادل بين البلدين 10 مليار دولار (صدّرت الجزائر ما نحوه 6.56 مليار دولار من الغاز بينما استوردت 3.93 مليار دولار). وفي قراءته للوضع الاقتصادي بين البلدين أوضح بوعبد الله أن الميزان التجاري في صالح الجزائر لذلك سعت إسبانيا من أجل التقليل من (خسائرها) في ميزان التبادلات وقد نجحت في ذلك بدليل انخفضت قيمة صادراتنا إلى هذا البلد الذي يمثل الزبون الأول لبلادنا في 2016 إلى 3.56 مليار دولار مقابل واردات بلغت 3.59 مليار دولار ليضيف بأن السنوات المقبلة ستشهد استثمارا إسبانيا كبيرا خصوصا في قطاعات الفلاحة والصناعات التحويلية أن هناك اهتمام إسباني بهذا القطاعات مقابل (اهتمام الجزائر بعمليات الإستثمار هناك وتصدير منتجاتنا على غرار التمور) كما تأسف لعدم استغلال المستثمرين ورجال الأعمال الجزائريين فرصة شراء أسهم أو الشركات الإسبانية المفلسة خلال أزمتها الاقتصادية في سنة 2010 لعدم وجود نصوص قانونية تسمح بتحويل الأموال لشراء أو الدخول في رأسمال بعض الشركات في الخارج إلى غاية أن سن القانون في سنة 2014 اين كانت إسبانيا قد بدأت تتعافي من هذه الأزمة كما أن هذا القانون تم بشروط معقدة.