كشفت الصحفية في شبكة "الجزيرة" الفضائية، دوروثي بارفاز، التي تم الإفراجُ عنها مؤخرا من سوريا عن "عمليات تعذيب وحشية" تجري في السجون السورية بحق المعتقلين، واصفة محبسها بأنه "غوانتنامو مصغر"، غير أنها أكدت أنه تم التعاملُ معها خلال احتجازها في دمشق بشكل محترم. وروت بارفاز التي تم ترحيلها من سوريا إلى إيران قبل الإفراج عنها الأربعاء الماضي كيف تم احتجازُها في "زنزانة قذرة جدرانها ملطخة بالدماء"، وأنها كانت تسمع أصوات المعتقلين الذين يتعرضون لضرب وحشي على مدار الساعة"، واصفة محبسها بأنه "غوانتنامو مصغر"، في إشارة إلى معتقل "غوانتانامو" الأمريكي سيء السمعة، والمعروف بانتهاكه لحقوق الإنسان من خلال أساليب التعذيب ضد معتقليه. وقالت بارفاز التي تحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية في تصريحات صحفية إن "الضرب الذي كنت أسمعه طوال الوقت كان وحشيا.. سمعت حالتي استجواب وضرب منفصلتين.. شبان صغار السن يتعرضون للضرب بقسوة بالغة". "لا أعرف نوع الإجابة التي كانوا يتوقعونها من هؤلاء الشبان، لكن كل ما كانوا يحصلون عليه كلمة (والله)... أو لا.. أو مناشدة بالعربية للتوقف". وتابعت الصحفية في قناة "الجزيرة": "تريد أحيانا أن تسد أذنيك، ولا تريد أن تسمع صراخا بتلك الحدة. بدا صراخا لا نهاية له منذ الصباح إلى ساعات متأخرة من الليل، ومن وقت لآخر تسمع ضربا وصراخا وعويلا، تريد أن تسد أذنيك، ولكن ينبغي سماع هؤلاء ومعرفة ما الذي يعانونه ويبدو لي أن سوريا تريد من كل شخص أن يصم أذنيه". ونفت بارفاز في المقابل ما قيل إنها تعرضت للضرب من قبل محتجزيها، مشيرة إلى أنه تم التعامل معها بشكل طيب مقارنة بالمعتقلين السوريين. وكانت شبكة "الجزيرة" أعلنت الأربعاء إطلاق سراح بارفاز ووصولها من طهران إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد 19 يوما من اختفائها في سوريا. وغادرت بارفاز (39 عاما) نهاية أفريل الماضي مطار الدوحة لتغطية الاحتجاجات المشتعلة في سوريا منذ شهرين ثم فُقد الاتصال بها، وتضاربت الأنباء حول احتجازها في سوريا أو نقلها إلى إيران التي تحمل جنسيتها أيضا. ولم تعلق سوريا على قضيتها إلا الأربعاء الماضي، حين ذكر بيان لسفارتها في واشنطن أن الصحفية -التي قُدّمت باسمها الإيراني "فيروز بارفيز"- رحّلت إلى إيران بعد 48 ساعة من وصولها. وقالت السفارة حينها إن السبب في طرد بارفاز هو حملها جواز سفر إيرانيا "انتهت صلاحيته"، وتقديمها "معلومات خاطئة" تفيد بأنها تزور سوريا بوصفها سائحة. لكن بارفاز قالت بعد الإفراج عنها إن السلطات السورية اشتبهت في البداية في أنها ربما كانت "جاسوسة إسرائيلية"، وكانت ترتاب أيضا في قولها إنها تعمل بقناة "الجزيرة". ولا زالت الاحتجاجات مستمرة في مدن سورية للمطالبة بالحريات وإسقاط الرئيس بشار الأسد الذي يواجهها منذ منتصف مارس الماضي بالقمع والاعتقالات، حيث سقط أكثر من 880 شهيدا على يد قوات الأمن والجيش وما يعرفوا ب"شبيحة النظام"، فضلا عن إصابة واعتقال المئات.