فإن كان الأمر كذلك فماذا ينبغي أن يكون هدفنا عند زيارة رمضان لنا؟ ألا توافقني- أخي الكريم- أن الهدف الأسمى هو إحياء القلب وملؤه بالإيمان لتدب الروح في الأعمال وتستمر الاستقامة بعد ذهاب شهر رمضان؟ ألم يحدد لنا القرآن هذا الهدف في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]. وهل التقوى إلا صورة ومظهر عظيم لحياة القلب وتمكن الإيمان منه؟! فلنرفع علم التقوى ولنضعه نصب أعيننا ولنشمر للوصول إليه خلال هذا الشهر الكريم.ومظاهر نجاح الواحد منا في الوصول إلى هذا الهدف هو تغيير سلوكه فعندما يحيا القلب ويزداد منسوب الإيمان فيه فإن هذا من شأنه أن يدفع صاحبه للسلوك الصحيح والعمل الصالح في كل الاتجاهات والأوقات بتلقائية ودون تكلف... ألم يقل سبحانه: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]. وعندما سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علامات ومظاهر دخول النور القلب وإحيائه له قال: التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله أخرجه الحاكم والبيهقي. ومن مظاهر التجافي عن دار الغرور: قلة الاهتمام بالدنيا وعدم التلهف على تحصيلها وعدم الحزن على فواتها وترك التنافس من أجلها وعدم حسد الآخرين عليها. أما الإنابة إلى دار الخلود فتُظهرها المسارعة إلى فعل الخيرات وشدة الورع وتقديم مصلحة الدين على جميع المصالح الدنيوية عند تعارضهما. ومن مظاهر الاستعداد للموت قبل نزوله: التحلل من المظالم ورد الحقوق ودوام الاستغفار والتوبة وكتابة الوصية و... عن منتديات ستار تايمز / المؤلف: مجدي الهلالي