انتهاكات المستوطنين تتصاعد الأقصى في مرمى التهويد تزامنا مع تصاعد اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة خاصة في منطقة الخليل ومع عيد العرش اليهودي شهد الحرم القدسي الشريف انتهاكات غير مسبوقة لحقوق البشر والمقدسات بلغت حد منع المسلمين من الصلاة لتمكين المستوطنين من الزيارة ومن إقامة شعائر دينية تكشف عن الدوافع الحقيقية خلف هذه الانتهاكات. ق.د/وكالات نصبت شرطة الإحتلال في الأيام الأخيرة حواجز عند الطرقات المؤدية للقدس واعترضت حافلات من المثلث والجليل داخل أراضي 48 والتي كانت في طريقها للأقصى وأوقفتها لفترة طويلة وأخضعت المسافرين لتحقيقات ميدانية. ومنعت شرطة الاحتلال الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى بزعم التحريض والتسبب بانعدام الهدوء كما منعت شرطة الاحتلال الشبان من الدخول لأداء صلاة الفجر في المسجد. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في تصريح مقتضب إن 92 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال كما اقتحم أعداد كبيرة من المستوطنين المسجد في فترة ما بعد صلاة الظهر. وكانت جماعات صهيونية متشددة قد دعت إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد خلال فترة عيد العُرش اليهودي التي انتهت السبت. وأحصت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس اقتحام أكثر من ألف مستوطن يوميا للمسجد خلال الأيام الأخيرة بمناسبة عيد العُرش . وقال شهود عيان إن شرطة الاحتلال منعت حافلات كانت تقل مصلين من الداخل الفلسطيني من الوصول إلى القدس. وتتم الاقتحامات على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بتسهيلات ومرافقة من شرطة الاحتلال. وقالت الهيئة الإسلامية العليا في القدس إن ما يجري من استباحة اليهود للمسجد الأقصى أمر عدواني غير مسبوق وخاصة رفع علم الاحتلال ونفخ بالبوق وأداء صلوات تلمودية في ساحات الأقصى بحجة الأعياد المتعددة والمتتابعة. ولمواجهة ممارسات شرطة الاحتلال واقتحامات المستوطنين وضمن مبادرة رباط الحمائل دعت العديد من العائلات المقدسية أفرادها للتوجه إلى المسجد الأقصى والرباط فيه كما دعت رابطة شباب آل إدريس كافة أبنائها للتجمهر والتجمع في ساحات الأقصى للرباط فيه إثر وتيرة انتهاكات الاحتلال المتصاعدة بحقه. وبخلاف الماضي وسنة بعد سنة يتزايد عدد المشاركين اليهود في انتهاك الحرم القدسي الشريف وسط دعوات متزايدة لتقاسم أمه على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل كما يؤكد الباحث في شؤون القدس جمال عمرو ويوضح عمرو أن هذه الجماعات من المستوطنين باتت كثيرة العدد وتقوم بزياراتها الاستفزازية بوتيرة أعلى منوها إلى ازدياد عدد الحاخامات ممن يحللون مثل هذه الزيارات والعبادات التي كانت تحظرها الشريعة اليهودية وتمنعها سلطات الاحتلال ضمن ما يعرف ب اتفاق الوضع الراهن في الحرم القدسي. *الجامعة العربية وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عدوان سلطات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك وتصعيدها الممنهج بهدف الإسراع في التقسيم المكاني وتجسيد التقسيم الزماني للحرم القدسي. ونبهت الجامعة العربية – في بيان رسمي إلى تكثيف اقتحامات المستوطنين والسابقة الخطيرة برفع علم الإحتلال داخل باحات المسجد الأقصى المبارك والمحاولات الحثيثة لإضفاء المزيد من الطابع الديني على الاقتحامات اليومية وأداء طقوس تلمودية جماعية وعلنية باللباس الديني وإدخال كتب دينية للصلاة وقراءتها بشكل علني من قبل عصابات المستوطنين والمتطرفين بحماية شرطة الاحتلال. كما استنكرت قيام سلطات الإحتلال بالتضييق ووضع القيود ومنع وصول المواطنين الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى في استمرار للعدوان المتواصل على القدس والمقدسات لفرض وقائع جديدة على الأرض من خلال المشاريع التهويدية المستمرة وعمليات التطهير العرقي والتهجير القسري. وحذرت الجامعة العربية من استمرار الإجراءات والانتهاكات الجسيمة لحرمة وقدسية وحرية العبادة والإمعان في انتهاك السيادة والحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف محذرة من تفاقم الوضع البالغ الخطورة في مدينة القدس ومن العواقب الوخيمة الرامية لتنفيذ المخططات الصهيونية لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى واستمرار ارتكاب الجرائم اليومية والقتل بدم بارد كما حدث باستشهاد شابة فلسطينية في البلدة القديمة واستمرار المساس وتدنيس حرمة المسجد الأقصى المبارك. وطالبت المجتمع الدولي بموقف حازم وإدانة واضحة لما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات جسيمة في مخالفة صريحة للقانون الدولي والمواثيق والأعراف الدولية والتدخل العاجل لتحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات الضرورية لإلزام سلطات الاحتلال بوقف انتهاكاتها الجسيمة في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس. هذا إلى جانب توفير الحماية اللازمة لها إعمالا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تؤكد على وضعية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وأهمية الحفاظ على مكانتها التاريخية والقانونية تفاديا لإشعال المنطقة بحرب دينية تتحمل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عنها. *احتجاج الأردن كذلك وجه الأردن مذكرة احتجاج إلى الاحتلال بعد هذه الانتهاكات لحق العبادة للمسلمين والمساس بمقدساتهم طالبها فيها ب الكف عن انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى المبارك وأكد أن إدارة أوقاف القدس هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول والخروج منه. جاء ذلك وفق بيان لمتحدث وزارة الخارجية الأردنية هيثم أبو الفول وقد أدان البيان دخول المتطرفين للحرم القدسي الشريف بأعداد كبيرة وبحماية من شرطة الإحتلال في فترة الأعياد اليهودية الممتدة طيلة سبتمبر والسماح لهؤلاء المتطرفين بالقيام بأعمال استفزازية مرفوضة ومُدانة . كما أدان الاستمرار في إعاقة عمل موظفي إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية . وقال أبو الفول إن الوزارة وجهت مذكرة احتجاج رسمية طالب فيها الكيان بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني واحترام حرمة المسجد وسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية . وأضاف أن هذه الانتهاكات مرفوضة ومدانة وتمثل استفزازا لمشاعر المسلمين ولالتزامات الاحتلال القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي . وشدد المسؤول الأردني على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين.