المولودية تتأهّل    سيلا يفتح أبوابه لجيل جديد    تونس : تأجيل جلسة المحاكمة في قضية التآمر إلى 17 نوفمبر المقبل    سطيف..إعادة دفن رفات 11 شهيدا ببلدية عين عباسة في أجواء مهيبة    المنافسات الإفريقية : آخرهم مولودية الجزائر .. العلامة الكاملة للأندية الجزائرية    بطولة الرابطة الثانية:اتحاد بسكرة يواصل التشبث بالريادة    كأس افريقيا 2026 /تصفيات الدور الثاني والأخير : المنتخب الوطني النسوي من أجل العودة بتأشيرة التأهل من دوالا    منع وفد من قيادة فتح من السفر لمصر..93 شهيداً و337 إصابة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار    المهرجان الثقافي للموسيقى والأغنية التارقية : الطبعة التاسعة تنطلق اليوم بولاية إيليزي    الطبعة ال 28 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب: المحافظة السامية للأمازيغية تشارك ب 13 إصدارا جديدا    في مهرجان الفيلم ببوتسوانا.."الطيارة الصفرا" يفتك ثلاث جوائز كبرى    ممثلا لرئيس الجمهورية..ناصري يشارك في قمة إفريقية بلوندا    وزير الاتصال: الإعلام الوطني مطالب بالحفاظ على مكتسبات الجزائر الجديدة    دعوة إلى ضرورة التلقيح لتفادي المضاعفات الخطيرة : توفير مليوني جرعة من اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية    شايب يشرف على لقاء افتراضي مع أطباء    الشبيبة تتأهل    دورة تكوينية دولية في طبّ الكوارث    الجيش يسجّل حضوره    تركيب 411 ألف كاشف غاز بالبليدة    حيداوي يشدد على ضرورة رفع وتيرة تنفيذ المشاريع    دورات تكوينية للقضاة    الجامعة أصبحت مُحرّكا للنمو الاقتصادي    برنامج شامل لتطوير الصناعة الجزائرية    صالون دولي للرقمنة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال    تم غرس 26 ألف هكتار وبنسبة نجاح فاقت 98 بالمائة    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن    الشباب المغربي قادر على كسر حلقة الاستبداد المخزني    فلسطين : المساعدات الإنسانية ورقة ضغط ضد الفلسطينيين    ركائز رمزية تعكس تلاحم الدولة مع المؤسسة العسكرية    الإطلاع على وضعية القطاع والمنشآت القاعدية بالولاية    نور الدين داودي رئيسا مديرا عاما لمجمع سوناطراك    دعوة المعنيين بالفعالية إلى الولوج للمنصة الإلكترونية    يجسد التزام الجزائر بالعمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي    الجزائر فاعل اقتصادي وشريك حقيقي للدول الإفريقية    وقفة حقوقية في الجزائر لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة    اتفاق الجزائر التاريخي يحقّق التوازن للسوق العالمية    رفع إنتاج الغاز الطبيعي أولوية    مخطط استباقي للتصدي لحمى وادي "الرفت" بالجنوب    شروط صارمة لانتقاء فنادق ومؤسّسات إعاشة ونقل الحجاج    أخريب يقود شبيبة القبائل إلى دور المجموعات    غاريدو يثّمن الفوز ويوجه رسائل واضحة    ملتقى دولي حول الجرائم المرتكبة في حق أطفال غزة    عمورة يعاني مع "فولفسبورغ" والضغوط تزداد عليه    عودة الأسواق الموازية بقوّة في انتظار البدائل    إعذارات للمقاولات المتأخرة في إنجاز المشاريع    المصحف الشريف بالخط المبسوط الجزائري يرى النور قريبا    إصدارات جديدة بالجملة    تأكيد موقف خالد في مساندة قضية "شعب متلهّف للحرية"    قراءات علمية تستعين بأدوات النَّقد    ما أهمية الدعاء؟    مقاصد سورة البقرة..سنام القرآن وذروته    فضل حفظ أسماء الله الحسنى    معيار الصلاة المقبولة    تحسين الصحة الجوارية من أولويات القطاع    تصفيات الطبعة ال21 لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم    لا داعي للهلع.. والوعي الصحي هو الحل    اهتمام روسي بالشراكة مع الجزائر في الصناعة الصيدلانية    حبل النجاة من الخسران ووصايا الحق والصبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر قارعلي في قصيدة مئوية منافحاً عن الأمة
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 10 - 2023


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
الشاعر قارعلي في قصيدة مئوية منافحاً عن الأمة
ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها تكريما لأصحابها وتوثيقا لإبداعاتهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم المبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود به قرائحهم... وليُنتقَى مِنها في مناهج التعليم وليَختار طلبة الجامعات دواوين وقصائد شعراء لأطروحاتهم.
*****
رقصة المبكى!
الشاعر إبراهيم قارعلي - الجزائر
قصيدة ألقاها الشاعر بمعرض الجزائر الدولي للكتاب الدورة ال26 في فضاء غزة يوم 28 أكتوبر 2023 بدعوة من وزارة الثقافة والفنون
تَبَّتْ يَدَايَ إذَا مَا أمْسِكُ الْقَلَمَا
قَدْ جَفَّ حِبْرِي وَقَدْ صَارَ الْمِدَادُ دَمَا
وَيْلِي وَيَا وَيْلَتِي مِمَّا يَدِي كَتَبَتْ
بِئْسَ الْيَرَاعُ بِمَا قَدْ خَطَّ أو رَسَمَا
مَا قِيمَةُ الشِّعْرِ وَالْألْحَانِ نَعْزِفُهَا
مَا لَمْ يَكُنْ صَاغَهَا رَشَّاشُنَا نَغَمَا!؟
لَهْفِي عَلَى شَاعِر يَبْكِي بِقَافِيَة
لَهْفِي عَلَيْهِ مِنَ الشِّعْرِ الَّذِي نَظَمَا
مَاذَا عَسَانِي أغَنِّي وَالْغُرَابُ شَدَا
مَا عُدْتُ أسْمَعُ إلَّا الْبُومَ وَ الرَّخَمَا!؟
ماذا أقول لَكُمْ قَدْ خَانَنِي كَلِمٌ
بَلْ إنَّنِي كَلِمٌ مَا أعْظَمَ الْكَلِمَا!؟
آه سُوَيْدَاءَ قَلْبِي أنْتَ يَا وَطَنِي
إنِّي بِكَ الْيَوْمَ قَدْ أصْبَحْتُ مُلْتَزِمَا
يَا أيُّهَا الْمُتَنَبِّي الْيَوْمَ مَعْذِرَةً
لَا سَيْف لَا رُمْحَ لَا قِرْطَاسَ لَا قَلَمَا
وَ أحَرَّ قَلْبِي شَرَايِينِي مُمَزَّقَةٌ
للهِ يَا بِئْسَ قَلْبًا قَدْ غَدَا شَبِمَا
مَا لِلْجِرَاحَاتِ لَا تَنْفَكُّ تَلْسَعُنِي
تَقْتَاتُ مِنْ ألَم قَدْ زَادَنِي ألَمَا
جُرْحِي قَدِيمٌ وَ ذَا جُرْحٌ يُمَزِّقُنِي
جُرْحٌ تَجَدَّدَ فِي الْأحْشَاءِ مَا الْتَأمَا
مَا بَالُ عَيْنِيَّ لَا يَرْتَدُّ طَرْفُهُمَا
بَلْ بِئْسَ دَمْعِي إذَا مِنْ مُقْلَتِيَّ هَمَىٰ!؟
وَا غَزَّتَاهُ وَ أيْنَ الخَطْبُ مِنْ خُطُب
لَا يَا فِلِسْطِينُ لَا تَسْتَصْرِخِي الْأمَمَا
مَا لِلْوَرَىٰ الْمَجْمَعُ الدَّوْلِيُّ لَيْسَ يَرَىٰ
صُمٌّ وَبُكْمٌ وَعُمْيَانٌ وَأيُّ عَمَىٰ
لَا عَدْلَ يُرْجَىٰ مِنَ الدُّنْيَا بِمَحْكَمَة
دَوْلِيَّة الْخَصْمُ فِيهَا أصْبَحَ الْحَكَمَا
صَارَ الضَّحِيَّةَ جَلَّادٌ وَيَا عَجَبًا
بِئْسَ الَّذِي زَعَمُوا خَابَ الَّذِي حَكَمَا
لَوْ أنْتِ نَادَيْتِ أحْيَاءً لَقَدْ سَمِعُوا
يَا وَيْحَنَا إنَّ فِي آذَانِنَا صَمَمَا
مَوْتَىٰ وَكَيْفَ نَخَافُ الْمَوْتَ يَا عَجَبًا
قَدْ قَامَ مَيْتٌ مِنَ الْأجْدَاثِ وَ انْتَقَمَا!؟
أيْنَاكَ مُعْتَصِمٌ بِاللَّٰهِ تَسْمَعُنَا
مَا أنْجَبَ الْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ مُعْتَصِمَا
كُنْ أنْتَ لَيْسَ سِوَاكَ الْيَوْمَ مُعْتَصِمٌ
لَوْ كُنْتَ حَقًّا بِحَبْلِ اللَّٰهِ مُعْتَصِمَا
نَبْكِي وَلَيْسَ لَدَيْنَا مَنْ يَرُدُّ صَدًى
لِلَّٰهِ وَا أسَفَاهُ الْيَوْمَ وَا نَدَمَا
سِرُّ الْعُرُوبَةِ وَا قُدْسَاهُ مِنْ حَرَم
بِاللَّٰهِ كَيْفَ تَرَكْنَا الثَّالِثَ الْحَرَمَا
نَبْكِي وَلَيْسَ لَنَا غَيْرُ الرِّثَاءِ سُدًى
يَا لَلْمَهَازِلِ صِرْنَا نُضْحِكُ الْأمَمَا
نَحْنُ الْقَطِيعُ وَمَا مِنْ غَيْرِنَا غَنَمٌ
لَا لَيْسَ إنْ جَاعَ ذِئبٌ غَيْرُنَا غَنَمَا
وَيْلُ الْعُرُوبَةِ وَا ذُلَّاهُ مِنْ عَرَب
إنَّ الْخِيَانَةْ قَدْ صَارَتْ لَنَا شِيَمَا
عَادَتْ قُرَيْشٌ وَعَادَتْ جَاهِلِيَّتُهَا
مَا بَالُهَا الْيَوْمَ صَارَتْ تَعْبُدُ الصَّنَمَا!؟
عَلَىٰ النِّفَاقِ هُمُ الْأعْرَابُ قَدْ مَرَدُوا
فَلَا خَلَاقَ لَهُمْ كَلَّا وَلَا ذِمَمَا
مَا فِي الْكِنانَةِ مِنْ سَهْم لِنُطْلِقَهُ
مَاذَا تُفِيدُ إذَا مَا جِلْدُهَا انْخَرَمَا
بِالْأمْسِ سِينَاءُ بِعْنَاهَا بِلَا ثَمَن
وَالْيَوْمَ كَيْفَ نَبِيعُ النِّيلَ وَالْهَرَمَا!؟
مَاذَا دَهَىٰ الشَّامَ يَا بَغْدَادُ مَا انْتَفَضَتْ
فِي الْبِيدِ قَدْ أصْبَحَتْ آسَادُنَا نَعَمَا!؟
بِاللهِ يَا أمَّةَ المِلْيَارِ كَيْفَ بِنَا
بِاللهِ كَيْفَ يُبَاهِي أحْمَدُ الْأمَمَا!؟
مَاذَا دَهَىَ أمَّةً قْدْ أصْبَحَتْ أمَةً
هَل يَا تُرَىٰ عَقِرتْ وَاسْتَأصَلَتْ رَحِمَا!؟
بَاتَتْ تُحَرِّكُنَا خَلْفَ السِّتَارِ يَدٌ
حَتَّىٰ كَأنَّا غَدَوْنَا فِي الْيَدَيْنِ دُمَىٰ
تَا اللَّٰهِ نُقْسِمُ كَمْ خُنْتُمْ قَضِيَّتَنَا
بِاللَّٰهِ لَا تُقْسِمُوا كَمْ خُنْتُمُ الْقَسَمَا!؟
أعْظِمْ بِهَا قِمَمٌ لِلْحَرْبِ نَعْقِدُهَا
بِئْسَ السَّلَامُ عَقَدْنَا بِاسْمِهِ قِمَمَا
بئْسَ الْأيَادِي أيَادِيكُمْ مُلَطَّخَةٌ
هَيْهَاتَ تُلْقِي إلَيْنَا مِنْكُمُ السَّلَمَا
تَبًّا لَنَا بَعْدَمَا كُنَّا عَمَالِقَةً
صِرْنَا نُبَايِعُ مِنْ حُكَّامِنَا الْقَزَمَا
كُنَّا الْمُلُوكَ وَكُنَّا سَادَةً نُجُبًا
يَا حَسْرَتَاهُ عَلَيْنَا نُصْبِحُ ط الْخَدَمَا
مَا بَالُنَا الَيَوْمَ لَمْ تَنْبَسْ لَنَا شَفَةٌ
أمْ يَا تُرَىٰ إنَّ فِي أفْوَاهِنَا لُجُمَا!؟
كُنَّا إذَا مَا نَقُولُ الْقَوْلُ مِنْ عَمَل
وَالْيَوْمَ قَدْ أصْبَحَتْ لَاءَاتُنَا نَعَمَا
مَا الْفِعْلُ إلَّا بَلَاغَاتٌ مُنَمَّقَة
نَخْشَىٰ نَرُدُّ عَلَىٰ مَنْ سَبَّ أوْ شَتَمَا
مَا عَادَ يَجْمَعُنَا دِينٌ وَلَا لُغَةٌ
الْحَرْثَ نُهْلِكُهُ وَالنَّسْلَ وَالرَّحِمَا
كَمْ زَانَ دَاعِيَةٌ أفْعَالَ طَاغِيَة
يَا رَبُّ قَدْ خَانَنَا فِي دِينِنَا الُعُلَمَا!؟
بِئْسَ التَّبَرُّعُ بِالْأكْفَانِ لِلشُّهَدَآ
وَلْتَسْتُرُوا عَوْرَةً مِنْكُمْ بَدَتْ حَشَمَا
وَيْلُ النِّسَاءِ وَلَمْ تُرْحَمْ أجِنَّتُهَا
لَمْ يَرْقُبُوا فِي الشُّيُوخِ الشَّيْبَ وَالْهَرَمَا
مَنْ يَقْتُلُ الْأنْبِيَاءَ الْأمْسَ لَا عَجَبٌ
أنْ يَقْتُلَ الْيَوْمَ أطْفَالًا وَمَا رَحِمَا
طِفْلٌ تُطَارِدُهُ فِي الْمَهْدِ طَائِرَةٌ
يَا وَيْلَهُ لَمْ يَزَلْ يَحْبُو وَمَا فُطِمَا
يَا لَلْعِظَامِ بِلَا لَحْم مُمَزَقَةٌ
لَمْ نَدْرِ أوْ نَتَبَيَّنْ مِنَ يَد قَدَمَا
رُحْمَاكَ رَبِّ بِنَا مَنْ ذَا سِوَاكَ لَنَا
لَمْ يَرْحَمُوا رُضَّعًا لَا الرُّتَّعَ الْبُهُمَا
مَا نَحْنُ إلَّا غُثَاءُ السَّيْلِ بَلْ زَبَدٌ
يَا رَبُّ أرْسِلْ عَلَيْهِمْ سَيْلَكَ الْعَرِمَا
مَنْ ذَا سِوَاكَ إذَا مَا نَحْنُ نَسْألُهُ
يَا رَبِّ فَرِّجْ عَلَيْنَا الْغَمَّ وَ الْغَمَمَا
يَا ذَا الْجلَالِ وَ الْإكْرَامِ ذُو كَرَم
فَابْسُطْ يَدَيْكَ إلَهِي فَاضَتَ كَرَمَا
وَلْيَشْهَدِ الْعَالَمُ الْغَرْبِيُّ مَجْزَرَةً
تَبًّا لَهَا مِنْ يَد رَاحَتْ تَسُدُّ فَمَا
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَنْ تُنْسَىٰ جَرَائِمُكُمْ
قَدْ أعْجَزَتْ بِالْبَيَانِ الْعُرْبَ وَالْعَجَمَا
وَلْتَخْرِسُوا الْيَوْمَ قَدْ بِعْتُمْ ضَمَائِرَكُمْ
أيْنَ الْمَبَادِئُ فِيكُمْ أصْبَحَتْ عَدَمَا!؟
دُكَّتْ مَسَاجِدُنَا دُكَّتْ كَنَائِسُنَا
لَا مِنْ أذَان ولَا النَّاقُوسُ قَدْ سَلِمَا
وَيْلُ التَّلَامِيذِ والأقْسَامُ قدْ قُصِفَتْ
مَا ذَنْبُهُ أصْبَحَ التِّلْمِيذُ مُتَّهَمَا!؟
لَمْ تَنْجُ مُسْتَشْفَيَاتٌ مِنْ قَنَابِلِهِمْ
صَارَ الطَّبِيبُ مَلَاكًا ارْتَقَىٰ وَسَمَا
كَلَّا وَلَا الْأبْيَضُ الْفُسْفُورُ يُرْعِبُنَا
لَا لَمْ نَعُدْ نَرْهَبُ الْبُرْكَانَ وَالْحُمَمَا!
الْمِسْكُ يَعْبَقُ مِنَّا فِي مَقَابِرِنَا
هَا قَدْ تَفَتَّحَ وَرْدٌ هَا هُنَا وَنَمَا
لَا لَنْ تُحَرَّرَ أرْضٌ دُونَ تَضْحِيَةٌ
جُدْنَا وَمَا قَدْ بَخِلْنَا إنَّنَا كُرَمَا
هَٰذِي دِمَانَا الْغَوَالِي لَنْ تَضِيعَ سُدًى
يَا لَلدِّمَاءِ إذَا تَجْرِي وَأيُّ دِمَا
الشَّيْخُ جَرَّاحُ نَادَىٰ فاسْتَجَابَ لَهُ
حَتَّىٰ الصَّبِيُّ الَّذِي لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَا
إنْ نَحْنُ نَخْذُلُكُمْ فَاللهُ يَنْصُرُكُمْ
وَالحَقُّ جَاءَ وَهَذَا الْبَاطِلُ انْهَزَمَا
حُبْلَى فِلِسْطِينُ بِالْأبْطَالِ مَا عَقَرَتْ
بَلْ إنَّنَا نَحْنُ بِالْجِيلِ الَّذِي عَقِمَا
أطْفَالُنَا أنْتُمُ الْأبْطَالُ لَا بَطَلٌ
أنْتُمْ لَنَا قادَةٌ أنْتُمْ لَنَا الزُّعَمَا
لَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحِمَى مِنْ دُونِكُمْ أحَدٌ
مَنْ ذَا سِوَاكُمْ يُلَبِّي وَالْوَطِيسُ حَمَىٰ!؟
نِعْمَ الْجُنُودُ لَنَا أنْتُمْ مَلَائِكَةٌ
لله أطْفَالُنَا فَامْضوا بِنَا قُدُمَا
شُدَّتْ إلَيْكَ رِحَالٌ بَيْتَ مَقْدِسِنَا
وَاللهُ بَارَكَ فِي مَنْ مَنْكَ قَدْ حَرَمَا
مَسْرَىٰ الرَّسُولِ وَجِبْريلُ الْأمِينُ مَعًا
فَوْقَ السَّمَاءِ تَسَامَىٰ مِنْ سَمَا لِسَمَا
مَا أنْتِ يَا قُدْسَنَا إلَّا عَرُوسَتُنا
وَالْعُرْسُ مَوْعِدُنَا فِي الْقُدْسُ لَا جَرَمَا
يَا قُدْسُ يَا أقْدَسَ الْأقْدَاسِ مِنْ أزَل
كَانَتْ هُنَا وَسَتَبْقَىٰ غَزَّةٌ قِدَمَا
لِلَّٰهِ يَا غَزَّةٌ يَا رَمْزَ عِزَّتِنِا
يَا مَنْ لَنَا قَدْ رَفَعْتِ الْهَامَ وَالْهِمَمَا
هَيْهَاتَ نُحْنِي لِغَيْرِ اللَّٰهِ هَامَتَنَا
إنَّا رَفَعْنَا عَلَىٰ هَامَاتِنَا الْعَلَمَا
لَنْ نَرْفَعَ الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ يَا وَطَنِي
إمَّا الشَّهَادَةُ إمَّا النَّصْرُ قَدْ حُسِمَا
لَا لَمْ تَنَمْ غَزَّةٌ عَنْ ثَأرِنَا أبَدًا
مَا إنْ يَزَالُ شِهَابُ الْحَرْبِ مُضْطَرِمَا
السَّاعَةُ الصِّفْرُ قَدْ َدقَّتْ وَقَدْ أذِنَتْ
وَالنَّاسُ مِثْلُ السُّكَارَىٰ يَسْألُونَ لِمَا!؟
جَفَّتْ لَنَا صُحُفّ أقْلَامُنَا رُفِعَتْ
أعْظِمْ بِهِ لَوْحَهُ الْمَحْفُوظَ وَ الْقَلَمَا
الْأرْضُ قَدْ زُلْزَلَتْ زِلْزَالَهَا غَضَبًا
وَالنَّارُ فِي اللَّيْلِ رَاحَتْ تُوقِدُ الْعَلَمَا
الْأرْضُ مُدَّتْ وَ ألْقَتْ بِالَّذِي حَمَلَتْ
مَا بَالُهَا تُخْرِجُ الأثْقَالَ وَاللَّمَمَا!؟
هَٰذِي جَهَنَّمُ أبْوَابّ مُفَتَّحَةٌ
قَدْ أصْبَحَ الْقَاعُ بِالْأجْسَامِ مُزْدَحِمَا
اللَّٰهُ أكْبَرُ وَالطُّوفَانُ مُنْهَمِرٌ
اللَّٰهُ أكْبَرُ نَحْمِي بِالدِّمَاءِ حِمَىٰ
إنَّ الطُّيُورَ الْأبَابِيلَ الَّتِي قَصَفَتْ
لَمْ نَرْمِ نَحْنُ وَلَٰكِنَّ الْإلَٰهَ رَمَىٰ
هَٰذِي صَوَارِيخُنَا فِي لَيْلِنَا شُهُبٌ
تَرْمِي الشَّيَاطِينَ يَا وَيْلَ الَّذِي رُجِمَا
هَٰذِي الْعَنَاقِيدُ مِنْ نُور وَمِنْ لَهَب
مِثٓلُ الشَّوَاظِ نُحَاسٌ فِي الْوَغَىٰ احْتَدَمَا
عَاثَ الْيَهُودُ فَسَادَ مُنْذُ أنْ خُلِقُوا
يَا لَعْنَةَ اللَّٰهِ صُبِّي فَوْقَهُمْ نِقَمَا
مَا لِلْوُحُوشِ بِأرْضِ الْحَشْرِ قَدْ حُشِرَتْ
جَاءَ الْحِسَابُ وَيَا وَيْلَ الَّذِي ظَلَمَا
قُلْ لِلْقُرُودِ الْخَنَازِيرِ الَّتِي مُسِخَتْ
جِئْتُمْ لَفِيفًا فَأهْلًا مَرْحَبًا بِكُمَا
وَلْتَغْرَسُوا الْغَرْقٌدَ الْمَلْعُونَ يَنْفَعُكُمْ
لَا الْقُبَّةُ الْيَوْمَ صَدَّتْ عَنْكُمُ الرُّجُمَا
وَلْتَأخُذُوا الْهَيْكَلَ المْزْعُومَ وَانْصَرَفُوا
ولْتَحْفِرُوا قَبْرَكُمْ تَحْتَكُمْ رَغَمَا
مَا بَالُهَا الْيَوْمَ إسْرَائِيل ُ مَا اتَّعَظَتْ
إنَّا سَنَجْعَل مِنْهَا هَا هُنَا إرَمَا!؟
جِسْمٌ غَرِيبٌ وَيَا بِئْسَ الَّذِي زَرَعُوا
فِي جِسْمِنَا آنَ أنْ نَسْتَأصِلَ الْوَرَمَا
عُدْتُمْ وَعُدْنَا وَجَاءَ الْيَوْمَ مَوْعَدُنَا
يَا وَيْلَ جَالُوتَ مِنْ طَالُوتَ قَدْ قَدِمَا
لَسْتُمْ سِوَى لَعْنَةِ التَّارِيخِ مَزْبَلَةٌ
لَا عَهْدَ لَا وَعْدَ لَا مِيثَاقَ لَا قِيَمَا
فَجْرٌ يَلُوحُ وَإِنْ لَيْلٌ يَطُولُ بِنَا
لَا بُدَّ مِنْ أنْ تُنِيرَ الْأنْجُمُ الظُّلَمَا
لَا بُدَّ تُبْعَثُ مِنْ تَحْتِ الثَّرَىٰ مُهَجٌ
وَاللَّٰهُ يُحْيِي عِظَامًا أصْبَحَتْ رِمَمَا
لَا بُدَّ تُزْهِرُ مِنْ تَحْتِ الرَّمَادِ يَدٌ
وَالطِّفْل يَنْهَضُ كَالْعَنْقَاءِ لَوْ رُدِمَا
مَرْحَىٰ فَلِسْطِينُ قَامَتْ فِي جَزَائِرِنَا
دَوَّىٰ النَّشِيدُ فِدَائِي مَوْطِنِي قَسَمَا
تَحْيَا فِلِسْطِنُنَا تَحْيَا جَزَائِرُنَا
لِلَّٰهِ شَعْبَان يَا لِلَّٰهِ دَرُّكُمَا
لِلَّٰهِ دَرُّكِ يَا أرْضًا مُبَارَكَةً
نَحْنُ الَّذِينَ فَدَىٰ نَحْنُ الَّذِينَ حَمَىٰ
يَا قُدْسِ لَا تَحْزَنِي وَلْتَرْقُصِي فَرَحًا
إنِّي أرَىٰ حَائِط الْمَبْكَىٰ قَدِ ابْتَسَمَا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.