مصطفى حيداوي : تقدم ملموس في إعداد المخطط الوطني للشباب وإستراتيجية قطاع الشباب    السيد مراد ينوه بتجند مستخدمي الجماعات المحلية خلال أيام عيد الأضحى المبارك    أشاد بمجهودات أعوان الرقابة.. زيتوني ينوه بحس المسؤولية الذي تحلى به التجار خلال أيام العيد    برنامج "عدل 3" : ضرورة تفعيل الحسابات وتحميل الملفات قبل 12 جوان    أم البواقي : توقع إنتاج أزيد من 2 مليون قنطار من الحبوب    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن : العمليات الانتقالية السياسية السلمية في وسط إفريقيا تمثل "تقدما لافتا" باتجاه المصالحة    توقيف 3 مجرمين وحجز قرابة 5ر1 مليون قرص مهلوس بباتنة    عودة أول فوج للحجاج الجزائريين غدا الثلاثاء الى أرض الوطن بعد أداء المناسك في ظروف تنظيمية محكمة    منظمة الصحة العالمية: تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    عيد الأضحى: احتفال في أجواء من البهجة والتضامن والتآزر    ألعاب القوى/ الملتقى الدولي بإيطاليا: العداء الجزائري سريش عمار يتوج ببرونزية سباق 1500 م    الملتقى الدولي بموسكو: نسرين عابد تحطم الرقم القياسي الوطني لسباق 800 م لفئة اقل من 20 سنة    "قافلة الصمود" : قرابة 1700 مشارك ينطلقون من تونس لكسر الحصار الصهيوني على قطاع غزة    وهران : الطبعة الأولى لمعرض الجزائر للسكك الحديدية بدءا من الأربعاء    معركة سيدي عبد الرحمان بالشلف : بطولات وتضحيات خالدة في الذاكرة الوطنية    جامعة فرحات عباس بسطيف: 3 باحثين يتحصلون على براءة اختراع في مجال قياس الجرعات الإشعاعية    تنظيم الطبعة الرابعة لصالون الصيدلة "ألفارما" من 26 إلى 28 يونيو بعنابة    حث على تعزيز أداء الخدمة العمومية عبر كامل التراب الوطني    هلاك 9 أشخاص في حوادث المرور    وزير الثقافة زهيرَ بللُّو يهنئ الفنانين في يومهم الوطني    غزة : استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة العشرات    كرة القدم/ الجزائر-السويد (ودي): "الخضر" يحطون الرحال بستوكهولم    عملية جمع جلود الأضاحي لسنة 2025 تشهد تقدما ملموسا    الصحفي عبد الرحمن مخلف في ذمة الله    نموذج توزيع المساعدات في غزة    المجلس الشعبي الوطني من بين المؤسّسين    ناصري: كل عام وأنتم بخير    إيمان خليف تغيب عن بطولة العالم للملاكمة    خواطر الكُتاب.. أبعاد لا تنتهي    لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم    بن جامع يدعو لإسقاط درع الحصانة عن الكيان الصهيوني    أعياد ودماء وخبز    متابعة 50 مشروعا كبيرا لضمان نجاعة الإنفاق    الدعوة إلى توحيد الصف لمواجهة التحديات والفتن    شخصيات سياسية تدعو روتايو إلى الاستقالة    هذه كيفيات إصدار الصكوك السيادية وأنواعها    65 اعتداء على شبكات الطاقة بعلي منجلي    احترام صارم للمناوبة ووفرة الماء أراحت المواطنين    اتفاقية إطار بين جامعة وهران وديوان التطهير    فتح مدرسة عليا للأساتذة بتلمسان الدخول المقبل    نسمات ريح الجنوب تهبّ على باريس    حين يصدح اللون بالفن والأصالة    جوهر أمحيس أوكسال .. رحيل معلّمة الأجيال    وزير السكن يشيد بجهود عمال وإطارات "جيست إيمو"    بيع رودريغو وإفساح المجال لموهبة الأرجنتين    هدفنا تكوين قاعدة متينة لبعث كرة السلة الوهرانية    بحث سبل توفير الغذاء المناسب لمرضى "السيلياك"    تحيين 13 ألف بطاقة شفاء عن بعد بقسنطينة    المغير: لمياء بريك كاتبة تتطلع إلى الارتقاء بأدب الطفل    تشييع جثمان المجاهد المرحوم مصطفى بودينة بمقبرة العالية    "وهران : اختتام الطبعة ال11 لمهرجان "القراءة في احتفال    انطلاق عملية تصعيد الحجاج الجزائريين إلى صعيد عرفات    الخضر يبحثون عن التأكيد    بن طالب: الجزائريون يستحقون نتائج كبيرة وهدفنا المونديال    توسعة الحرم المكي: انجاز تاريخي لخدمة الحجاج والمعتمرين    ويلٌ لمن خذل غزّة..    هذه أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة    عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 06 جوان 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر قارعلي في قصيدة مئوية منافحاً عن الأمة
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 10 - 2023


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
الشاعر قارعلي في قصيدة مئوية منافحاً عن الأمة
ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها تكريما لأصحابها وتوثيقا لإبداعاتهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم المبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود به قرائحهم... وليُنتقَى مِنها في مناهج التعليم وليَختار طلبة الجامعات دواوين وقصائد شعراء لأطروحاتهم.
*****
رقصة المبكى!
الشاعر إبراهيم قارعلي - الجزائر
قصيدة ألقاها الشاعر بمعرض الجزائر الدولي للكتاب الدورة ال26 في فضاء غزة يوم 28 أكتوبر 2023 بدعوة من وزارة الثقافة والفنون
تَبَّتْ يَدَايَ إذَا مَا أمْسِكُ الْقَلَمَا
قَدْ جَفَّ حِبْرِي وَقَدْ صَارَ الْمِدَادُ دَمَا
وَيْلِي وَيَا وَيْلَتِي مِمَّا يَدِي كَتَبَتْ
بِئْسَ الْيَرَاعُ بِمَا قَدْ خَطَّ أو رَسَمَا
مَا قِيمَةُ الشِّعْرِ وَالْألْحَانِ نَعْزِفُهَا
مَا لَمْ يَكُنْ صَاغَهَا رَشَّاشُنَا نَغَمَا!؟
لَهْفِي عَلَى شَاعِر يَبْكِي بِقَافِيَة
لَهْفِي عَلَيْهِ مِنَ الشِّعْرِ الَّذِي نَظَمَا
مَاذَا عَسَانِي أغَنِّي وَالْغُرَابُ شَدَا
مَا عُدْتُ أسْمَعُ إلَّا الْبُومَ وَ الرَّخَمَا!؟
ماذا أقول لَكُمْ قَدْ خَانَنِي كَلِمٌ
بَلْ إنَّنِي كَلِمٌ مَا أعْظَمَ الْكَلِمَا!؟
آه سُوَيْدَاءَ قَلْبِي أنْتَ يَا وَطَنِي
إنِّي بِكَ الْيَوْمَ قَدْ أصْبَحْتُ مُلْتَزِمَا
يَا أيُّهَا الْمُتَنَبِّي الْيَوْمَ مَعْذِرَةً
لَا سَيْف لَا رُمْحَ لَا قِرْطَاسَ لَا قَلَمَا
وَ أحَرَّ قَلْبِي شَرَايِينِي مُمَزَّقَةٌ
للهِ يَا بِئْسَ قَلْبًا قَدْ غَدَا شَبِمَا
مَا لِلْجِرَاحَاتِ لَا تَنْفَكُّ تَلْسَعُنِي
تَقْتَاتُ مِنْ ألَم قَدْ زَادَنِي ألَمَا
جُرْحِي قَدِيمٌ وَ ذَا جُرْحٌ يُمَزِّقُنِي
جُرْحٌ تَجَدَّدَ فِي الْأحْشَاءِ مَا الْتَأمَا
مَا بَالُ عَيْنِيَّ لَا يَرْتَدُّ طَرْفُهُمَا
بَلْ بِئْسَ دَمْعِي إذَا مِنْ مُقْلَتِيَّ هَمَىٰ!؟
وَا غَزَّتَاهُ وَ أيْنَ الخَطْبُ مِنْ خُطُب
لَا يَا فِلِسْطِينُ لَا تَسْتَصْرِخِي الْأمَمَا
مَا لِلْوَرَىٰ الْمَجْمَعُ الدَّوْلِيُّ لَيْسَ يَرَىٰ
صُمٌّ وَبُكْمٌ وَعُمْيَانٌ وَأيُّ عَمَىٰ
لَا عَدْلَ يُرْجَىٰ مِنَ الدُّنْيَا بِمَحْكَمَة
دَوْلِيَّة الْخَصْمُ فِيهَا أصْبَحَ الْحَكَمَا
صَارَ الضَّحِيَّةَ جَلَّادٌ وَيَا عَجَبًا
بِئْسَ الَّذِي زَعَمُوا خَابَ الَّذِي حَكَمَا
لَوْ أنْتِ نَادَيْتِ أحْيَاءً لَقَدْ سَمِعُوا
يَا وَيْحَنَا إنَّ فِي آذَانِنَا صَمَمَا
مَوْتَىٰ وَكَيْفَ نَخَافُ الْمَوْتَ يَا عَجَبًا
قَدْ قَامَ مَيْتٌ مِنَ الْأجْدَاثِ وَ انْتَقَمَا!؟
أيْنَاكَ مُعْتَصِمٌ بِاللَّٰهِ تَسْمَعُنَا
مَا أنْجَبَ الْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ مُعْتَصِمَا
كُنْ أنْتَ لَيْسَ سِوَاكَ الْيَوْمَ مُعْتَصِمٌ
لَوْ كُنْتَ حَقًّا بِحَبْلِ اللَّٰهِ مُعْتَصِمَا
نَبْكِي وَلَيْسَ لَدَيْنَا مَنْ يَرُدُّ صَدًى
لِلَّٰهِ وَا أسَفَاهُ الْيَوْمَ وَا نَدَمَا
سِرُّ الْعُرُوبَةِ وَا قُدْسَاهُ مِنْ حَرَم
بِاللَّٰهِ كَيْفَ تَرَكْنَا الثَّالِثَ الْحَرَمَا
نَبْكِي وَلَيْسَ لَنَا غَيْرُ الرِّثَاءِ سُدًى
يَا لَلْمَهَازِلِ صِرْنَا نُضْحِكُ الْأمَمَا
نَحْنُ الْقَطِيعُ وَمَا مِنْ غَيْرِنَا غَنَمٌ
لَا لَيْسَ إنْ جَاعَ ذِئبٌ غَيْرُنَا غَنَمَا
وَيْلُ الْعُرُوبَةِ وَا ذُلَّاهُ مِنْ عَرَب
إنَّ الْخِيَانَةْ قَدْ صَارَتْ لَنَا شِيَمَا
عَادَتْ قُرَيْشٌ وَعَادَتْ جَاهِلِيَّتُهَا
مَا بَالُهَا الْيَوْمَ صَارَتْ تَعْبُدُ الصَّنَمَا!؟
عَلَىٰ النِّفَاقِ هُمُ الْأعْرَابُ قَدْ مَرَدُوا
فَلَا خَلَاقَ لَهُمْ كَلَّا وَلَا ذِمَمَا
مَا فِي الْكِنانَةِ مِنْ سَهْم لِنُطْلِقَهُ
مَاذَا تُفِيدُ إذَا مَا جِلْدُهَا انْخَرَمَا
بِالْأمْسِ سِينَاءُ بِعْنَاهَا بِلَا ثَمَن
وَالْيَوْمَ كَيْفَ نَبِيعُ النِّيلَ وَالْهَرَمَا!؟
مَاذَا دَهَىٰ الشَّامَ يَا بَغْدَادُ مَا انْتَفَضَتْ
فِي الْبِيدِ قَدْ أصْبَحَتْ آسَادُنَا نَعَمَا!؟
بِاللهِ يَا أمَّةَ المِلْيَارِ كَيْفَ بِنَا
بِاللهِ كَيْفَ يُبَاهِي أحْمَدُ الْأمَمَا!؟
مَاذَا دَهَىَ أمَّةً قْدْ أصْبَحَتْ أمَةً
هَل يَا تُرَىٰ عَقِرتْ وَاسْتَأصَلَتْ رَحِمَا!؟
بَاتَتْ تُحَرِّكُنَا خَلْفَ السِّتَارِ يَدٌ
حَتَّىٰ كَأنَّا غَدَوْنَا فِي الْيَدَيْنِ دُمَىٰ
تَا اللَّٰهِ نُقْسِمُ كَمْ خُنْتُمْ قَضِيَّتَنَا
بِاللَّٰهِ لَا تُقْسِمُوا كَمْ خُنْتُمُ الْقَسَمَا!؟
أعْظِمْ بِهَا قِمَمٌ لِلْحَرْبِ نَعْقِدُهَا
بِئْسَ السَّلَامُ عَقَدْنَا بِاسْمِهِ قِمَمَا
بئْسَ الْأيَادِي أيَادِيكُمْ مُلَطَّخَةٌ
هَيْهَاتَ تُلْقِي إلَيْنَا مِنْكُمُ السَّلَمَا
تَبًّا لَنَا بَعْدَمَا كُنَّا عَمَالِقَةً
صِرْنَا نُبَايِعُ مِنْ حُكَّامِنَا الْقَزَمَا
كُنَّا الْمُلُوكَ وَكُنَّا سَادَةً نُجُبًا
يَا حَسْرَتَاهُ عَلَيْنَا نُصْبِحُ ط الْخَدَمَا
مَا بَالُنَا الَيَوْمَ لَمْ تَنْبَسْ لَنَا شَفَةٌ
أمْ يَا تُرَىٰ إنَّ فِي أفْوَاهِنَا لُجُمَا!؟
كُنَّا إذَا مَا نَقُولُ الْقَوْلُ مِنْ عَمَل
وَالْيَوْمَ قَدْ أصْبَحَتْ لَاءَاتُنَا نَعَمَا
مَا الْفِعْلُ إلَّا بَلَاغَاتٌ مُنَمَّقَة
نَخْشَىٰ نَرُدُّ عَلَىٰ مَنْ سَبَّ أوْ شَتَمَا
مَا عَادَ يَجْمَعُنَا دِينٌ وَلَا لُغَةٌ
الْحَرْثَ نُهْلِكُهُ وَالنَّسْلَ وَالرَّحِمَا
كَمْ زَانَ دَاعِيَةٌ أفْعَالَ طَاغِيَة
يَا رَبُّ قَدْ خَانَنَا فِي دِينِنَا الُعُلَمَا!؟
بِئْسَ التَّبَرُّعُ بِالْأكْفَانِ لِلشُّهَدَآ
وَلْتَسْتُرُوا عَوْرَةً مِنْكُمْ بَدَتْ حَشَمَا
وَيْلُ النِّسَاءِ وَلَمْ تُرْحَمْ أجِنَّتُهَا
لَمْ يَرْقُبُوا فِي الشُّيُوخِ الشَّيْبَ وَالْهَرَمَا
مَنْ يَقْتُلُ الْأنْبِيَاءَ الْأمْسَ لَا عَجَبٌ
أنْ يَقْتُلَ الْيَوْمَ أطْفَالًا وَمَا رَحِمَا
طِفْلٌ تُطَارِدُهُ فِي الْمَهْدِ طَائِرَةٌ
يَا وَيْلَهُ لَمْ يَزَلْ يَحْبُو وَمَا فُطِمَا
يَا لَلْعِظَامِ بِلَا لَحْم مُمَزَقَةٌ
لَمْ نَدْرِ أوْ نَتَبَيَّنْ مِنَ يَد قَدَمَا
رُحْمَاكَ رَبِّ بِنَا مَنْ ذَا سِوَاكَ لَنَا
لَمْ يَرْحَمُوا رُضَّعًا لَا الرُّتَّعَ الْبُهُمَا
مَا نَحْنُ إلَّا غُثَاءُ السَّيْلِ بَلْ زَبَدٌ
يَا رَبُّ أرْسِلْ عَلَيْهِمْ سَيْلَكَ الْعَرِمَا
مَنْ ذَا سِوَاكَ إذَا مَا نَحْنُ نَسْألُهُ
يَا رَبِّ فَرِّجْ عَلَيْنَا الْغَمَّ وَ الْغَمَمَا
يَا ذَا الْجلَالِ وَ الْإكْرَامِ ذُو كَرَم
فَابْسُطْ يَدَيْكَ إلَهِي فَاضَتَ كَرَمَا
وَلْيَشْهَدِ الْعَالَمُ الْغَرْبِيُّ مَجْزَرَةً
تَبًّا لَهَا مِنْ يَد رَاحَتْ تَسُدُّ فَمَا
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَنْ تُنْسَىٰ جَرَائِمُكُمْ
قَدْ أعْجَزَتْ بِالْبَيَانِ الْعُرْبَ وَالْعَجَمَا
وَلْتَخْرِسُوا الْيَوْمَ قَدْ بِعْتُمْ ضَمَائِرَكُمْ
أيْنَ الْمَبَادِئُ فِيكُمْ أصْبَحَتْ عَدَمَا!؟
دُكَّتْ مَسَاجِدُنَا دُكَّتْ كَنَائِسُنَا
لَا مِنْ أذَان ولَا النَّاقُوسُ قَدْ سَلِمَا
وَيْلُ التَّلَامِيذِ والأقْسَامُ قدْ قُصِفَتْ
مَا ذَنْبُهُ أصْبَحَ التِّلْمِيذُ مُتَّهَمَا!؟
لَمْ تَنْجُ مُسْتَشْفَيَاتٌ مِنْ قَنَابِلِهِمْ
صَارَ الطَّبِيبُ مَلَاكًا ارْتَقَىٰ وَسَمَا
كَلَّا وَلَا الْأبْيَضُ الْفُسْفُورُ يُرْعِبُنَا
لَا لَمْ نَعُدْ نَرْهَبُ الْبُرْكَانَ وَالْحُمَمَا!
الْمِسْكُ يَعْبَقُ مِنَّا فِي مَقَابِرِنَا
هَا قَدْ تَفَتَّحَ وَرْدٌ هَا هُنَا وَنَمَا
لَا لَنْ تُحَرَّرَ أرْضٌ دُونَ تَضْحِيَةٌ
جُدْنَا وَمَا قَدْ بَخِلْنَا إنَّنَا كُرَمَا
هَٰذِي دِمَانَا الْغَوَالِي لَنْ تَضِيعَ سُدًى
يَا لَلدِّمَاءِ إذَا تَجْرِي وَأيُّ دِمَا
الشَّيْخُ جَرَّاحُ نَادَىٰ فاسْتَجَابَ لَهُ
حَتَّىٰ الصَّبِيُّ الَّذِي لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَا
إنْ نَحْنُ نَخْذُلُكُمْ فَاللهُ يَنْصُرُكُمْ
وَالحَقُّ جَاءَ وَهَذَا الْبَاطِلُ انْهَزَمَا
حُبْلَى فِلِسْطِينُ بِالْأبْطَالِ مَا عَقَرَتْ
بَلْ إنَّنَا نَحْنُ بِالْجِيلِ الَّذِي عَقِمَا
أطْفَالُنَا أنْتُمُ الْأبْطَالُ لَا بَطَلٌ
أنْتُمْ لَنَا قادَةٌ أنْتُمْ لَنَا الزُّعَمَا
لَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحِمَى مِنْ دُونِكُمْ أحَدٌ
مَنْ ذَا سِوَاكُمْ يُلَبِّي وَالْوَطِيسُ حَمَىٰ!؟
نِعْمَ الْجُنُودُ لَنَا أنْتُمْ مَلَائِكَةٌ
لله أطْفَالُنَا فَامْضوا بِنَا قُدُمَا
شُدَّتْ إلَيْكَ رِحَالٌ بَيْتَ مَقْدِسِنَا
وَاللهُ بَارَكَ فِي مَنْ مَنْكَ قَدْ حَرَمَا
مَسْرَىٰ الرَّسُولِ وَجِبْريلُ الْأمِينُ مَعًا
فَوْقَ السَّمَاءِ تَسَامَىٰ مِنْ سَمَا لِسَمَا
مَا أنْتِ يَا قُدْسَنَا إلَّا عَرُوسَتُنا
وَالْعُرْسُ مَوْعِدُنَا فِي الْقُدْسُ لَا جَرَمَا
يَا قُدْسُ يَا أقْدَسَ الْأقْدَاسِ مِنْ أزَل
كَانَتْ هُنَا وَسَتَبْقَىٰ غَزَّةٌ قِدَمَا
لِلَّٰهِ يَا غَزَّةٌ يَا رَمْزَ عِزَّتِنِا
يَا مَنْ لَنَا قَدْ رَفَعْتِ الْهَامَ وَالْهِمَمَا
هَيْهَاتَ نُحْنِي لِغَيْرِ اللَّٰهِ هَامَتَنَا
إنَّا رَفَعْنَا عَلَىٰ هَامَاتِنَا الْعَلَمَا
لَنْ نَرْفَعَ الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ يَا وَطَنِي
إمَّا الشَّهَادَةُ إمَّا النَّصْرُ قَدْ حُسِمَا
لَا لَمْ تَنَمْ غَزَّةٌ عَنْ ثَأرِنَا أبَدًا
مَا إنْ يَزَالُ شِهَابُ الْحَرْبِ مُضْطَرِمَا
السَّاعَةُ الصِّفْرُ قَدْ َدقَّتْ وَقَدْ أذِنَتْ
وَالنَّاسُ مِثْلُ السُّكَارَىٰ يَسْألُونَ لِمَا!؟
جَفَّتْ لَنَا صُحُفّ أقْلَامُنَا رُفِعَتْ
أعْظِمْ بِهِ لَوْحَهُ الْمَحْفُوظَ وَ الْقَلَمَا
الْأرْضُ قَدْ زُلْزَلَتْ زِلْزَالَهَا غَضَبًا
وَالنَّارُ فِي اللَّيْلِ رَاحَتْ تُوقِدُ الْعَلَمَا
الْأرْضُ مُدَّتْ وَ ألْقَتْ بِالَّذِي حَمَلَتْ
مَا بَالُهَا تُخْرِجُ الأثْقَالَ وَاللَّمَمَا!؟
هَٰذِي جَهَنَّمُ أبْوَابّ مُفَتَّحَةٌ
قَدْ أصْبَحَ الْقَاعُ بِالْأجْسَامِ مُزْدَحِمَا
اللَّٰهُ أكْبَرُ وَالطُّوفَانُ مُنْهَمِرٌ
اللَّٰهُ أكْبَرُ نَحْمِي بِالدِّمَاءِ حِمَىٰ
إنَّ الطُّيُورَ الْأبَابِيلَ الَّتِي قَصَفَتْ
لَمْ نَرْمِ نَحْنُ وَلَٰكِنَّ الْإلَٰهَ رَمَىٰ
هَٰذِي صَوَارِيخُنَا فِي لَيْلِنَا شُهُبٌ
تَرْمِي الشَّيَاطِينَ يَا وَيْلَ الَّذِي رُجِمَا
هَٰذِي الْعَنَاقِيدُ مِنْ نُور وَمِنْ لَهَب
مِثٓلُ الشَّوَاظِ نُحَاسٌ فِي الْوَغَىٰ احْتَدَمَا
عَاثَ الْيَهُودُ فَسَادَ مُنْذُ أنْ خُلِقُوا
يَا لَعْنَةَ اللَّٰهِ صُبِّي فَوْقَهُمْ نِقَمَا
مَا لِلْوُحُوشِ بِأرْضِ الْحَشْرِ قَدْ حُشِرَتْ
جَاءَ الْحِسَابُ وَيَا وَيْلَ الَّذِي ظَلَمَا
قُلْ لِلْقُرُودِ الْخَنَازِيرِ الَّتِي مُسِخَتْ
جِئْتُمْ لَفِيفًا فَأهْلًا مَرْحَبًا بِكُمَا
وَلْتَغْرَسُوا الْغَرْقٌدَ الْمَلْعُونَ يَنْفَعُكُمْ
لَا الْقُبَّةُ الْيَوْمَ صَدَّتْ عَنْكُمُ الرُّجُمَا
وَلْتَأخُذُوا الْهَيْكَلَ المْزْعُومَ وَانْصَرَفُوا
ولْتَحْفِرُوا قَبْرَكُمْ تَحْتَكُمْ رَغَمَا
مَا بَالُهَا الْيَوْمَ إسْرَائِيل ُ مَا اتَّعَظَتْ
إنَّا سَنَجْعَل مِنْهَا هَا هُنَا إرَمَا!؟
جِسْمٌ غَرِيبٌ وَيَا بِئْسَ الَّذِي زَرَعُوا
فِي جِسْمِنَا آنَ أنْ نَسْتَأصِلَ الْوَرَمَا
عُدْتُمْ وَعُدْنَا وَجَاءَ الْيَوْمَ مَوْعَدُنَا
يَا وَيْلَ جَالُوتَ مِنْ طَالُوتَ قَدْ قَدِمَا
لَسْتُمْ سِوَى لَعْنَةِ التَّارِيخِ مَزْبَلَةٌ
لَا عَهْدَ لَا وَعْدَ لَا مِيثَاقَ لَا قِيَمَا
فَجْرٌ يَلُوحُ وَإِنْ لَيْلٌ يَطُولُ بِنَا
لَا بُدَّ مِنْ أنْ تُنِيرَ الْأنْجُمُ الظُّلَمَا
لَا بُدَّ تُبْعَثُ مِنْ تَحْتِ الثَّرَىٰ مُهَجٌ
وَاللَّٰهُ يُحْيِي عِظَامًا أصْبَحَتْ رِمَمَا
لَا بُدَّ تُزْهِرُ مِنْ تَحْتِ الرَّمَادِ يَدٌ
وَالطِّفْل يَنْهَضُ كَالْعَنْقَاءِ لَوْ رُدِمَا
مَرْحَىٰ فَلِسْطِينُ قَامَتْ فِي جَزَائِرِنَا
دَوَّىٰ النَّشِيدُ فِدَائِي مَوْطِنِي قَسَمَا
تَحْيَا فِلِسْطِنُنَا تَحْيَا جَزَائِرُنَا
لِلَّٰهِ شَعْبَان يَا لِلَّٰهِ دَرُّكُمَا
لِلَّٰهِ دَرُّكِ يَا أرْضًا مُبَارَكَةً
نَحْنُ الَّذِينَ فَدَىٰ نَحْنُ الَّذِينَ حَمَىٰ
يَا قُدْسِ لَا تَحْزَنِي وَلْتَرْقُصِي فَرَحًا
إنِّي أرَىٰ حَائِط الْمَبْكَىٰ قَدِ ابْتَسَمَا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.