بعد الانتشار المذهل لمطاعم الأكل السريع بالخصوص في منطقة سيدي أمحمد لاسيما وأنها تعج بالمؤسسات العمومية والخاصة، ارتأى بالمقابل أصحاب ذات المهنة إعداد وجبات مغايرة تماما وهذا بفتح العديد من المطاعم التي تقدم الأطعمة التقليدية مائة بالمائة، فلقد لاقى محلان للسيد كورياث المتواجدان بشارع الطاهر شغاف إقبالا كبيرا من طرف السكان وكل العمال الذين ملوا من روتين تناول الأكل السريع من (الساندويتشات والبيتزا) التي في غالب الأحيان تكون مضرة بالصحة نظرا لاستهلاكها اليومي. أصبح أغلب الجزائريين مصابين بأمراض السمنة والقولون والضغط والكثير من الأمراض الناتجة عن استهلاكهم الدائم لهذه الأغذية السامة، إلا أن سكان منطقة سيدي أمحمد بوسط العاصمة وجدوا أخيرا ضالتهم وبديلا يغنيهم عن تناول تلك الأكلات الدسمة والغازات، فقامت إحدى العائلات المتجذرة من أصول قبائلية بفتح محلين متجاورين يبيعان الأطعمة الطبيعية بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، فأحد المحلين مثلا يبيع الجبن الطبيعي بكل أنواعه واللبن، التمر والبيض المسلوق، أي الحليب ومشتقاته، أما المحل المحاذي له فلقد عمد إلى تقسيم محله إلى قسمين مختلفين، ففي قسم يستقبل الراغبين بتناول الأكل عنده، والقسم الثاني لاستقبال الزبائن الآتين خصيصا لشراء بعض الأطعمة الطبيعية التي اشتاقت لها البطون التي أنهكتها المأكولات المعبقة بالشحوم والزيوت، وهذا المحل يقدم العديد من الأطباق التقليدية المعدة من طرف الطباخات الماهرات اللواتي استقدمهن صاحب المحل خصيصا لطبخ الكسكسي بالبازلاء (المسفوف) المحبوب لدى أغلب العاصميين، كما تقوم أيضا الطباخة بإعداد كسكس الشعير ب(الزبيب) لمن أراد ذلك، ويقول السيد كورياث إن مستهلكي كسكس الشعير المصابين بالقرحة المعدية، أضف إلى هذا اللبن الحقيقي ذو النكهة الخاصة والمميزة المستقدم من منطقة القبائل، كما يقدم هذا المحل البيض المسلوق والتمر وبعض الكسرة بكل أنواعها، وللعلم فإن هذين المحلين يعرفان اكتظاظا وإقبالا منقطع النظير من الزبائن منذ الساعة الحادية عشر صباحا، فأغلب العمال لا ينتظرون منتصف النهار، فحينها لن يجدوا مكانا في كلا المحلين، فالطوابير تملأ المكان يوميا، فلقد اكتسب هذان المحلان صيتا وسمعة طيبة وسريعة بين الأحياء المجاورة في وسط العاصمة على غرار غرمول وفرحات بوسعد وغيرها، فيتوافد أغلب العمال الناشطين في المنطقة إلى تذوق أطعمة طبيعية تمنحهم الطاقة وتعيد لهم نشاطهم كون كل الأكل تقليدي مائة بالمائة. وللإشارة فإن منطقة سيدي أمحمد تعرف اكتظاظا شديدا من حيث تواجد محلات الأكل السريع التي استطاعت أن تغزو المكان بسبب أن المكان يحتوي على العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة والعمومية، وأغلبها لا يتوفر على مطاعم خاصة بالعمال، وبالتالي فإن الموظف يضطر للجوء إلى محلات الأكل السريع لسد بعض الجوع فقط نتيجة إعداد تلك الوجبات الخالية من أي فائدة، في هذا الصدد يقول السيد رضا موظف بإحدى الشركات المجاورة إن الأكل السريع لايسمن ولا يغني من جوع كون السندوتش أكلا مؤقتا يسد بعض الجوع فقط، ناهيك عن غلاء ثمنه إلا أنه مع افتتاح هذا النوع من المحلات المقدمة للأطعمة الطبيعية والتقليدية، فإنه وجد راحته فيها خاصة مع تكاليفها المناسبة والمعقولة، لذا يطالب بالعديد من المحلات المشابهة لهذين المحلين الفريدين من نوعهما والمتواجدين بشارع الطاهر شغاف بالقرب من المستشفى الجامعي مصطفى باشا في العاصمة والذي استحوذ على الزبائن الذين يتوافدون من كل الأحياء.