احتضن المركز الثقافي أمحمد يزيد، ببلدية الخروب (قسنطينة)، أول أمس، الخميس، يوما دراسيا تحسيسيا حول "الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية" بادر بتنظيمه المنتدى الوطني لإعادة إدماج المسبوقين قضائيا في المجتمع المدني، تحت شعار "مسؤولية الجميع". وفي كلمته الافتتاحية لهذا اللقاء الذي تم تنظيمه تحت رعاية والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، أفاد رئيس ذات المنتدى، الأستاذ حسام شبيرة، وهو أيضا محامي معتمد لدى المحكمة العليا، بأن "المخدرات والمؤثرات العقلية تشكلان خطرا حقيقيا يهدد الأمن الصحي والاجتماعي، خاصة في أوساط الشباب والأحداث"، مشيرا إلى أن "التشريع الجزائري اعتمد مقاربة وقائية تهدف إلى ردع الجريمة من خلال تكييف القوانين، وليس من خلال معاقبة المجرم فقط". وأضاف المتحدث بأن "القانون المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية كرس البعد الإنساني من خلال اعتبار المدمن ضحية، ومنح آليات تسمح بتوجيهه نحو العلاج بعد اللجوء إلى المتابعة الجزائية"، مبرزا بأنه من شأن هذا التوجه المساهمة في تقليص تعاطي المخدرات، الحد من الجريمة وإعادة إدماج المسبوقين قضائيا داخل المجتمع المدني. وتخلل أشغال اليوم الدراسي ،على وجه الخصوص، تقديم مداخلة للمفتش الرئيسي للفرق الجمركية بالمديرية الجهوية للجمارك الجزائرية بقسنطينة، عز الدين شاوي، تطرق فيها إلى دور هذا السلك النظامي، في مكافحة تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، وأخرى للسيد محمد النقار، ممثل عن قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، تناول فيها البعد الديني والأخلاقي للظاهرة، وأهمية التوعية والتحصين القيمي في الوقاية من الانحراف. وشهد ذات اللقاء مشاركة أعضاء من المنتدى قدموا من عدة ولايات بالوطن، ممثلين عن قطاعي الصحة، الشؤون الدينية والأوقاف، الأسلاك النظامية، حيث تم التأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق بين السلطات العمومية والمجتمع المدني، والعمل المشترك من أجل الوقاية من المخدرات، حماية المجتمع، وترسيخ مقاربة الإدماج بدل الإقصاء.