بوغالي يؤكد من القاهرة على أهمية الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي    ستينية المحكمة العليا: إجماع على أهمية الرقمنة وتبادل الخبرات للارتقاء بالعمل القضائي    جيدو /البطولة الافريقية فردي- اكابر : الجزائر تضيف ثلاث ميداليات الي رصيدها    أهمية مركزية لمسار عصرنة قطاع البنوك وتفعيل دور البورصة في الاقتصاد الوطني    حملة لتحصيلها وتمويل مشاريع تحسين التزود: أزيد من 260 مليار دينار ديون سونلغاز قسنطينة وعلي منجلي    محسن يتكفل بتموين مستشفى علي منجلي بخزان للأوكسيجين بقسنطينة    مراد: الحركة الجزئية الأخيرة في سلك الولاة تهدف إلى توفير الظروف الملائمة لإضفاء ديناميكية جديدة    تخصيص 10 مليار دج لتعزيز السلامة والأمن بالمطارات    حوادث المرور: وفاة 16 شخصا وإصابة 527 آخرين بجروح خلال 48 ساعة الأخيرة    البليدة.. توقيف شخصين وحجز كمية معتبرة من الكيف المعالج والمؤثرات العقلية    برج بوعريريج : فتح أكثر من 500 كلم المسالك الغابية عبر مختلف البلديات    جسدت التلاحم بين الجزائريين وحب الوطن: إحياء الذكرى 66 لمعركة سوق أهراس الكبرى    ندوة وطنية في الأيام المقبلة لضبط العمليات المرتبطة بامتحاني التعليم المتوسط والبكالوريا    العدوان الصهيوني على غزة: ثلاثة شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزلين في مخيمي البريج والنصيرات    النشاطات الطلابية.. خبرة.. مهارة.. اتصال وتعاون    الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات: مضمار الرياضات الحضرية يستقطب الشباب في باب الزوار    غزة: احتجاجات في جامعات أوروبية تنديدا بالعدوان الصهيوني    نسرين مقداد تثني على المواقف الثابتة للجزائر    نحو إعادة مسح الأراضي عبر الوطن    استعان بخمسة محامين للطعن في قرار الكاف: رئيس الفاف حلّ بلوزان وأودع شكوى لدى "التاس"    بطولة الرابطة الثانية: كوكبة المهدّدين بالسقوط على صفيح ساخن    بحضور 35 ألف مناصر: التعادل يحسم قمة النمرة والموب    بهدف تخفيف حدة الطلب على السكن: مشروع قانون جديد لتنظيم وترقية سوق الإيجار    42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    لقاء تونس ليس موجهاً ضد أيّ طرف    الجزائر كندا.. 60 عاماً من العلاقات المميّزة    القوة العسكرية الخيار الرئيس للدّفاع عن الأرض    توقيف 3 أشخاص بصدد إضرام النيران    تفاعل كبير مع ضيوف مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة : بن مهيدي يصنع الحدث و غزة حاضرة    ندوة ثقافية إيطالية بعنوان : "130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد"    مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة: الفيلم الفلسطيني القصير "سوكرانيا 59" يثير مشاعر الجمهور    شهد إقبالا واسعا من مختلف الفئات العمرية: فلسطين ضيفة شرف المهرجان الوطني للفلك الجماهيري بقسنطينة    رئيس لجنة "ذاكرة العالم" في منظمة اليونسكو أحمد بن زليخة: رقمنة التراث ضرورية لمواجهة هيمنة الغرب التكنولوجية    مدرب مولودية الجزائر يعتنق الإسلام    تجاوز عددها 140 مقبرة : جيش الاحتلال دفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بغزة    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    السيد بلمهدي يلتقي ممثلي المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف    الرابطة الأولى: وفاق سطيف يتعثر في بسكرة وفوز ثمين للبيض وعريض للساورة    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم اللقاء الوطني الأول لصناع المحتوى الكشفي    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن مرافقة الدولة لفئة كبار السن    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    تحسين الخدمات البريدية وتقوية شبكة الأنترنيت في المناطق المعزولة    اللقاء الثلاثي المغاربي كان ناجحا    على السوريين تجاوز خلافاتهم والشروع في مسار سياسي بنّاء    استغلال المرجان الأحمر بداية من السداسي الثاني    نتائج مشجعة في الخدمات المالية والتغطية البنكية    ميلان يفتح رسميا أبواب الرحيل أمام بن ناصر    بن سماعين يطالب بالتفكير في مباريات البطولة قبل نهائي الكأس    4 أندية أوروبية مهتمة بالتعاقد مع عمورة    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    "توقفوا عن قتل الأطفال في غزة"    ضرورة وضع مخطط لإخلاء التحف أمام الكوارث الطبيعية    قصص إنسانية ملهمة    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإنجيل أعادني إلى الإسلام
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 01 - 2013


7 "لا حجة للمبشرين وسلاحهم دغدغة العواطف"
7 "أدعو إلى مؤتمر ديني لمواجهة الحركة التنصيرية"
دعا الأستاذ بوزيد اريد والمعروف باسم امحند أزواو في حوار مع (أخبار اليوم) إلى تنظيم مؤتمر دراسي يضم الدعاة والعلماء والأئمة والجهات الفاعلة في البلاد من أجل الخروج بمنهج عملي توجيهي منسق لمواجهة مدّ التيار التبشيري في الجزائر والذي تزداد خطورته يوما بعد يوم، وتطرق الأستاذ خلال حديثه إلى تجربته القاسية بعد أن ابتعد عن الإسلام وفضل اعتناق المسيحية لمدة ثلاث سنوات درس خلالها الكتاب المقدس وغاص في خبايا النصرانية واكتشف تناقضاتها ما دفعه للعودة إلى الإسلام دين الحق.
أجرت الحوار: آسية مجوري
* بداية لو تعرف القارئ بامحند أزواو؟
** الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أنا اسمي الحقيقي بوزيد إريد من ولاية بجاية، أب لأربعة أطفال وأعمل كمكون في اللغة الإنجليزية بشركة أجنبية في أحد دول الخليج، أحب المطالعة والاستكشاف، وأعتبر الحياة رحلة جميلة في البحث عن الحق ومعرفة الله سبحانه، تغيرت حياتي منذ أن هداني ربي إلى الإسلام، فالحمد لله أنا الآن أنعم بالسعادة والطمأنينة في رحاب الإيمان واليقين.. فماذا فقد من وجد الله وماذا وجد من فقد الله.
* تركت الإسلام لفترة واعتنقت المسيحية لكنك عدت إليه مرة أخرى حدثنا عن هذه التجربة؟
** والله لو عرفت الإسلام من قبل تنصري ما تركته. ولكن الجهل والفراغ الروحي الذي كنت أعيش فيه جعلني أتنصر وأكون فريسة سهلة في يد المنصرين الضّالين المضلين وفي الحقيقة دعوة النصارى لم تكن يوما مبنية على العلم والحجة، وإنما ترتكز أساسا على العواطف، والكلام المعسول. لابد أن نسمي الأشياء بمسمياتها فهي بمثابة عملية غسيل للدماغ، ولكن الحمد لله أنقذني الله عز وجل منهم، وبفضله ورحمته فتح لي عقلي وأرشدني إلى التناقضات الكثيرة الموجودة في كتابهم المقدس وعقيدة التثليث وتأليه عيسى عليه السلام فتوجهت إلى القرآن العظيم ووجدت فيه الأجوبة الواضحة والحجج الدامغة بأن الإسلام هو دين الحق، واكتشفت أن خطئي أنني لم أقرأ القرآن كاملا من قبل.
* هل كانت لك دراية بالإسلام قبل توجهك إلى المسيحية؟
** الحق يقال، كنت جاهلا بتعاليم الإسلام، وأستطيع القول أن معرفتي به كانت سطحية، حيث غلب عليّ توجهي الفكري الغربي، وميلي إلى الثقافة الغربية في كل قراءاتي، لأنني كنت أعتقد أن الحضارة العربية والإسلامية قد انهزمت أمام الغرب، وأن الغرب يمدنا بكل ما فيه خير لنا من قيم وتكنولوجيات متطورة فتشابهت واختلطت علي المفاهيم - وأنا في فجر الشباب- حتى أنني لم أكن أميز بين الثوابت والقيم الثقافية والحضارية.
* كيف كان أول اهتمام لك بالبحث في غير الإسلام؟
** في الأصل لم أكن أبحث في دين غير الإسلام، ولكن تم استغلال جهلنا من طرف أحد المنصّرين، وكما قلت لك كنت مولعا بالروحانيات وأحب المطالعة في الفكر الغربي كثيرا لاسيما كتب الأدب، وخلال قراءاتي انبهرت بمقتطفات من كلام عيسى عليه السلام التي كنت أصادفها في الكثير من الكتب التي مرت علي من خلال مطالعتي، فقررت قراءة الكتاب المقدس لمجرد الاطلاع فقط، إذ لم تكن لي نية من وراء مطالعته في اعتناق النصرانية أبدا، المهم أنني توجهت إلى أحد النصارى لأحصل منه على نسخة من الكتاب المقدس، لكنه لم يكتف بمنحي النسخة وإنما أصبحت في نظره مشروع منصّر جديد فاستغل تلك الفرصة لتنصيري.
* ما الذي شدّك إلى النصرانية وجعلك تهجر الإسلام؟
** أكثر ما جعلني أنجذب إلى النصرانية آنذاك شخصية عيسى عليه السلام وكلامه ومعجزاته الموجودة في الأناجيل، وهي في حقيقة الأمر مذكورة في القرآن أيضا، هذا إلى جانب الشبهات الكثيرة التي يثيرونها حول كل ما يتعلق بالإسلام الحنيف، أضيفي إلى ذلك الظروف التي كانت تشهدها الجزائر آنذاك، فأنا تنصرت في فترة التسعينات وتعلمين الظروف العصيبة التي كانت تمر بها الجزائر في تلك الفترة، وطبعا أمام كل تلك الأحداث قُدم إلي دين النصارى كبديل عن دين الإسلام، وشعرت وكأن أفقا جديدا قد فتح أمامي، وأصبحت أرى أن هذا الدين الجديد قد جاء ليكون مصدرا للأمن والطمأنينة الداخلية، وكانوا كثيرا ما يردّدون على مسامعي من قول عيسى عليه السلام (تُعرف الشجرة من ثمارها)، ويقولون (انظر ثمار الإسلام) لا حول ولا قوة إلا بالله، فهل من يهمل شجرته سيطمع في جودة ثمارها ثم يؤنب تلك الشجرة؟ وهل الذي يهمل إيمانه في قلبه ولم ينتفع بنوره في سلوكه وحياته من حقه أن يلوم الإسلام؟ وما ذنب الإسلام إن لم يعمل أهله بتعاليمه؟
* هل كانت لك علاقة بالمبشرين ورجال الدين من غير المسلمين؟
** شخصيا لا، ولكن كانت تصلني في بعض الأحيان أخبار عن زيارة قساوسة إلى الجزائر ولكن لم أكن على علاقة مباشرة بهم.
* ما هي الأساليب التي استخدمها المبشرون لإقناعك؟
** كما قلت لك من قبل النصارى لا يعتمدون لا على علم ولا على حجة، وإنما يركزون في دعوتهم على دغدغة العواطف وإتباع الأهواء والظنون، وخطة إقناع الشخص المراد تنصيره تتمثل باختصار في (إقناعه بالذنب)، وجعله يتأكد بأنّه غارق في الظلام وبعد أن يقتنع الشخص بهذا، يتم تعريفه بالوجه المخالف الذي يتمثل في قداسة الربّ، ومجده، وطهره، مما يجعل الشخص في حيرة من أمره، غير أن المبشر يطمئنه بأنّ الله يحبه ويريد أن ينقذه مما هو فيه من ظلال بفداء عيسى عليه السلام على الصليب وبذلك تكون له الحياة الأبدية، وأساليبهم باختصار تعتمد على التركيز على العواطف وإجراء ما يعرف بغسيل الأدمغة.
* إلى أي كنيسة كنت تنتمي؟
** في ذلك الوقت لم أكن على علم بالطوائف النصرانية، ولكن مع مرور الوقت فهمت أنني لم أكن أنتمي إلى كنيسة معينة وفي حقيقة الأمر هو معتقد ومنهج الكنيسة البروتستانتية التي لا تعترف بأي سلطة دينية كالبابا أو اشتراط طقوس معينة، وهذا كان من بين أكبر الأسباب التي دفعتني إلى ترك النصرانية، فهي تضم طوائف كثيرة جدا، لكل طائفة كتاب مقدس خاص بها مخالف لكتب الطوائف الأخرى، بل وكل واحدة منها تكفر الأخرى، وصدق الله في قوله سبحانه: (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
* هل لك أن تصف لنا طقوس الانتماء إلى النصرانية؟
** الكنيسة البروتستانتية لا تعترف بأي طقوس، عكس الكنائس الأخرى على غرار الأرتودوكس والكاثوليك، فالكنيسة البروتستانسية لا تعقد الانتماء، فهي لا تشترط المعمودية أو الغطس في الماء وغيرها من الطفوس، وترى بالمقابل بأن الإيمان فقط يكفي لنيل الخلاص، وتشترط أن يعلن الشخص أمام القس أو جماعة النصارى بأنه قد تنصر وأنه يؤمن بأن عيسى عليه السلام صلب من أجل خطاياه -كما يزعمون- فهم يعتقدون أنه مات ثم قام من بين الأموات في اليوم الثالث، المهم كنا ندعي أننا نعمل بما في الكتاب المقدس ونترك ما لم يرد فيه نص.
* كيف كانت ردة فعل الأسرة عندما تركت الإسلام واعتنقت المسيحية؟
** كان رد الفعل عنيفا نوعا لاسيما من جانب اخوتي الذين يكبرونني سنا، أطلب الله أن يغفر لي ما سببته من بلاء في أسرتي وخاصة الأم الكريمة، والمشكل الذي سببته للعائلة يمكن قياسه على مستوى المحيط الاجتماعي، وفي رأيي لازلنا نجهل كيفية التعامل مع هذه المفاهيم الجديدة الواردة علينا بفعل العولمة وتطور وسائل الإعلام والاتصال، فلا ينفع استخدام العنف مع قوم أرشدنا الله عز وجل في كتابه الكريم إلى جدالهم بالتي هي أحسن والأسلوب اللطيف في المعاملات.
* كم كانت مدة بقائك على الدين المسيحي؟
** ثلاث سنوات، وحسب دراستي للطوائف التي تحكم قبضتها على أتباعها أظن أن ثلاث سنوات ستكون كافية ليستفيق المرء من قبضتها وكم يكون الأمر صعبا خلال السنوات الأولى بالنسبة للمنصّر فهو يعيش خلال السنة الأولى والثانية في تلك الحماسة والنشوة الروحية ولكن سرعان ما تزول تلك الحرارة والاندفاع ويبرد عقله وتهدئ عاصفة الأهواء والمشاعر فيه لتتغير نظرته ويعود إلى التفكير بواقعية في معتقده، وعلى كل حال يبقى هذا مجرد رأي شخصي كونته من تجربتي الذاتية.
* كيف عدت إلى الإسلام؟
** عدت بفضل الله عز وجل ورحمته فكما قلت لك في البداية كنت أحب المطالعة كثيرا، وبينما كنت أقرأ وأكرر في الكتاب المقدس أصادف في بعض الأحيان نصوص ومقاطع أجد صعوبة في استيعابها أو تنسيقها ترتكز أساسا على عقيدة التثليث وبالضبط ألوهية عيسى (عليه السلام) ومصداقية الكتاب المقدس، وكان أول نص فتح لي قلبي وعقلي إلى درجة أنه قادني إلى الإسلام هو قول عيسى عليه السلام في دعائه في انجيل يوحنا الإصحاح 17 النص 3: (والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، والذي أرسلته: يسوع المسيح) فهذا نص عظيم يصرح عيسى (عليه السلام) بأن الحياة الأبدية تكمن في معرفة الإله وحده وينكر بذلك أية صلة له بالألوهية، فكيف نفسر تأليه النصارى لعيسى عليه السلام ولم يرد نص واحد صريح بذلك في الكتاب المقدس ؟!!، لقد أدركت يقينا أن ما كان يعلمه عيسى عليه السلام حسب الأناجيل الموجودة في كتابهم المقدس وما يعلمه النصارى عن عيسى عليه السلام مختلف تماما، وبذلك بدأت أبحاثا جادة عن الإسلام فوجدته هو الحق والحمد لله.
* إذا قضية تأليه عيسى عليه السلام هي التي نبهتك إلى أن المسيحية ليست دين الحق
** نعم قضية تأليه عيسى عليه السلام وعقيدة التثليث، إلى جانب التناقضات الكثيرة الموجودة في الكتاب المقدس وتضارب الطوائف النصرانية في معتقداتها وطقوسها، إنها الحيرة والشك ولا باب ولا نافذة ولا ملجأ للخروج منها عافكم الله.
* كيف تلقى المسيحيون خبر خروجك من المسيحية؟
** عجيب أمرهم كنت معهم واقتربت منهم وتعلمت النصرانية على أيديهم وفي بعض الأحيان كنت أعضهم وأجيب أسئلتهم لكنني لما قررت الخروج عنهم وإنكار ما كنت قد آمنت به تهربوا مني ولم يقبلوا حتى نقاش سبب خروجي من النصرانية، وهذا هو شأن النصارى في الحقيقة إذا علموا أن الشخص يملك علما ويستند إلى حجة اعتذروا مجادلته وأما الجاهل فهو قرة أعينهم، ولكن هناك من رحب بفكرة التحدث معي والخوض في أسباب عودتي إلى الإسلام تاركا النصرانية ولما فهموا حقيقة الأمر أعلنوا إسلامهم ولله الحمد.
* في رأيك ما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي بالمسلم إلى الخروج من الإسلام؟
** هذا سؤال جيد والجواب هو الجهل بالإسلام وتعاليمه، والجهل بالنصرانية وباطلها إلى جانب كثرة الشبهات التي يطرحها النصارى، لكن الإسلام الحنيف مبني على العلم والحجة يقول الله سبحانة وتعالى في الآية 64 من سورة النمل (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) فكيف تثبت قدم من لا علم له، ومصيره حتما ركوب الأهواء والظنون واتباع الشبهات وزخرف القول، والأسباب على كل حال كثيرة ومتعددة بتعدد نية العباد وتصوراتهم فمنهم من هو مفتون بدنيا أو شبهة أو شهوة أو غير ذلك.
* ما تقييمك للنشاط الدعوي في الجزائر لاسيما وأنه هام جدا لحماية المسلمين من الوقوع في شباك المبشرين؟
** حقيقة هناك جهد معتبر ومبارك بذل في الجزائر على مر الأزمنة واختلاف الظروف، حيث نجحت الحركة الدعوية في تحصين الأمة والحفاظ على دينها وهويتها وهناك والحمد لله حركة دعوية مباركة في كل مكان، لكن الشيء الذي لاحظناه هو نقص التنسيق بين الدعاة ومختلف الهيئات العاملة في ميدان الدعوة، صحيح أن هناك نشاطا وغيرة على هذا الدين ولكن لابد من التنسيق والاتصال حتى يستفيد الدعاة من تجارب بعضهم من أجل تفادي أخطاء قد تضر بالدعوة الإسلامية.
* من خلال بحثنا القصير واقترابنا من بعض الحركات التنصيرية في الجزائر لاحظنا أنها تعمل ضمن شبكة موسعة لتنصير المسلمين هل لك أن تشرح لنا آلية عمل هذه الجماعات؟
** نعم هذا صحيح.. ومن اطلع على تقرير مؤتمر كولورادو للتنصير الذي عقد سنة 1978 سيدرك أن القوم يسيرون وفق مخطط شامل وأهداف واضحة ومنهجهم يقوم على ضرورة استيعاب المحيط الذي يراد تنصيره والاستعانة بأهله في البحث عن أفراد معينين من ذلك المحيط وتكوينهم تكوينا يؤهلهم ليكونوا نواة صلبة يبنى عليها العمل التنصيري وهذا ما يخلق نوعا من الثقافة النصرانية المحلية التي يتقبلها ذلك المجتمع لتصبح مألوفة بعد أن كانت جسما غريبا، وبذلك يسعون إلى مشاركة المجتمع في كل شيء محاولين استغلال جهل الناس بدينهم والفراغ الروحي الموجود من خلال دغدغة العواطف، والكلام المعسول وتكون هناك عادة زيارات منتظمة من الخارج وبالخصوص الإنجيليون الأمريكيون في صورة منظمات ظاهرها انساني أو ثقافي أو استثماري وداخلها تبشيري بحت فالحذر كل الحذر من تلك المراكز الثقافية والزيارات المشبوهة ولابد للدولة أن تكون فطنة ومتابعة لهذه النشاطات.
* بعد عودتك إلى الإسلام رويت تجربتك في كتاب أسميته (كنت مسيحيا)، ما الدافع من كتابة تجربتك ونشرها؟
** كتابي عنوانه (كنت نصرانيا) نسميهم كما سماهم الله عز وجل النصارى، أما الدافع فيعلم الله السميع العليم أنني لم أكن أنوي كتابته لأنني أذكر أنه في التسعينات لم تكن هناك ضرورة لإصدار مثل هذا الكتاب لأن فتنة النصرانية لم تكن معروفة، فعلى مستوى ولاية بجاية التي أنحدر منها لم يتجاوز عدد النصارى خلال سنوات اعتناقي للنصرانية 30 نصرانيا إن لم تخن الذاكرة ولكن مع دخول سنة ألفين بدأ الخوض في هذه المسألة وخاصة في الجرائد، ولما رأيت أنه من الممكن أن ينخدع بعض الناس بفتنة التنصير ومن باب الواجب وتبرئة الذمة أمام الله سبحانه كتبت تجربتي بتشجيع من أحد الإخوة الذي سمع قصتي وشجعني على طبعها وأصدرت الطبعة الأولى منه سنة 2001 والطبعة الثانية مزيدة سنة 2009 وأردت من خلاله أن أقدم صورة للقارئ عن حقيقة النصرانية وكيف يتعامل مع من انخدع بهذه البدعة التي لا توصل بصاحبها إلا ليكون حطبا لجهنم كما يقول شيخنا الطاهر أيت علجت حفظه الله.
* لماذا استخدم محند أزواو اسما مستعارا في كتابه هل شعرت بأنك مستهدف في تلك الفترة؟
** أبدا لم أكن مستهدفا، ولكن أؤكد لك أن ذلك كان لسبب شخصي يتمثل في كوني أكره الخوض في هذه التجربة القاسية التي لا تليق أن يشهر بها ويعتز بتذكرها بل ديننا يأمر بالستر في الذنوب والمعاصي، هذا إلى جانب أني علمت أن موضوع التنصير سيكون الحدث الذي سيهتم به الإعلام بكثافة لن أطيقها لهذا تفضل الأستاذ الهادي حسني حفظه الله بالتقديم للكتاب وهو من سماني محند أزواو.
* ما الرسالة التي توجهها إلى الشباب الذي يرتد اليوم عن دينه؟
** أوصيهم بالمسارعة إلى التوبة لله عز وجل والعودة إلى الإسلام قبل أن يهاجمهم الموت يقول تعالى (إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) (آل عمران: 19)، (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُو فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران: 85)، الأمر جلل والشرك بالله أمر ليس بالهين، يقول الله عزوجل في قرآنه الكريم على لسان عيسى عليه السلام: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة:72).. عودوا إلى القرآن الكريم فهو الهدى والنور والشفاء، ادرسوا الإسلام عند أهله ومن مصادره الصحيحة، وأنى تعرف حقيقة الإسلام من أعدائه؟ كما يقول الإمام ابن باديس رحمه الله اقرأو قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ) (المائدة: 68)، يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: لستم على شيء .......(أي في الدين)، نعم أنظر في دينك يا من اغوتك النصرانية أنت لست على شيء لأن الدين هو العقيدة والشريعة، أما العقيدة فلقد ترك النصارى التوحيد، وجعلوا مكانه التثليث وتأليه عيسى عليه السلام، والشريعة نبذوها وقالوا إننا تحررنا منها ومكان الرحمة والتوبة من الذنوب جعلوا فيه عبادة الصليب فهل أنتم على شيء من الدين ؟ اقرأوا القرآن تشفى قلوبكم وتفتح بصائركم بإذن الله فإن توليتم وأصررتم على ضلالكم فاقرءوا الكتاب المقدس بفتح عقولكم: هل قال عيسى عليه السلام في الأناجيل أنه إله أو أنه مركب من ثلاثة؟ هل تعلمون أن الكتاب المقدس محرف؟ وغيرها من القضايا الكثيرة، ابحثوا واقرءوا عن ما لا يقال لكم في دروس الكنائس إن أردتم حقيقة الله والدار الآخرة والحياة الأبدية، هداهم الله وإيانا إلى سواء السبيل.
* ما الحلول التي تقترحها لمواجهة ظاهرة التنصير في الجزائر؟
** أدعوا كل مسلم لتعلم دينه والعمل به، ودعوة ممن اغتر بالنصرانية بانتهاج المنهج القرآني، الجدال بالتي هي أحسن، بالكلمة الطيبة والقدوة ولما عم الجهل بحقائق الإسلام وكثرت الشبهات ومع هذه الهجمة التنصيرية وغيرها، كان لزاما على الدعاة عموما والجهات الرسمية خصوصا مضاعفة الجهد في سبيل تكوين الدعاة والأئمة ليسعوا في نشر العلم والوعي بين عامة الناس، لابد من دراسة الأوضاع المختلفة لمسار الدعوة الإسلامية وتشريح الوضع وتقديم خطط ومناهج عملية، واستغلال الوسائل الشرعية خاصة الإعلام بأنواعه وتنويعه فأنا أدعوا إلى مؤتمر دراسي يضم الدعاة والعلماء والأئمة والجهات الفاعلة للخروج بمنهج عملي منسق توجيهي، لابد من هذا كله وإلا تناثرت الجهود ويضيع الوقت في ردود أفعال لا تنفع والمنصرون يخططون ويعملون ونحن نتفرج عليهم حركة بركة كما يقول شيخنا الطاهر آيت علجت حفظه الله.
تطالعون في عدد الغد:
مسار التنصير في الجزائر.. واقع مخيف ومستقبل غامض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.