إذا كانت الإصابات التي تعرّضت لها ركائز المنتخب الوطني منذ اقتطاع «الخضر» لتأشيرة التأهل «لكان 2013» على حساب المنتخب الليبي قد أربكت عشاق المنتخب الوطني و المتتبعين، وأقلقت المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش وكافة المسؤولين على مستوى الاتحادية، وذلك خوفا من غياب البعض منهم عن نهائيات كأس أمم افريقيا المقبلة، فما بالك الأمر بالنسبة للاعبين الحاليين الذين تماثلوا حديثا للشفاء من الإصابات التي كانوا يعانون منها، فالبعض منهم لا زال لا يلعب بانتظام مع ناديه ويدفع فاتورة التواجد تحت تصرف «الخضر» لفترة طويلة، والبعض الآخر صار متخوّفا من شبح الإصابات الذي قد يطاله قبل أقل من شهرين فقط قبيل المحفل الكروي القاري بجنوب إفريقيا، والذي قد يحرمهم من التواجد في بلد «نيلسون مانديلا» الصائفة المقبلة. حاليلوزيتش يسابق الزمن من أجل ضبط قائمته الإفريقية عبر مدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش عن قلقه الشديد إزاء الصعوبات المعقدة التي تواجه دفاع الخضر قبل موعد نهائيات كاس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا وذلك بسبب لعنة الإصابات التي لحقت بأبرز ركائز المنتخب وخاصة على مستوى خط الدفاع، إضافة إلى عدم جاهزية البعض الأخر.أكد المدرب البوسني أن أكثر ما يقلقه هو المشاكل التي لحقت بخط الدفاع، حيث باتت مشاركة كل من كادامور ومدافع ريال سوسيداد ورفيق حليش مدافع أكاديمكا البرتغالي ومجيد بوقرة مدافع لخويا القطري مرتبطة بشفائهم من الإصابات التي لحقت بهم، فيما أصبحت مسألة مشاركة جمال مصباح مدافع آسي ميلانو الايطالي بمثابة مراهنة خطيرة وغير محمودة العواقب، لكون اللاعب بعيد عن أجواء المنافسة الرسمية منذ عدة أشهر وحظوظ عودته لتشكيلة الميلان في الأسابيع المقبلة تبدو ضئيلة جدا في ظل التهميش المستمر للدولي الجزائري من قبل المدرب آليغيري.وعلى مستوى خط الهجوم، مازال الهداف إسلام سليماني تحت الرعاية الطبية بعد العملية الجراحية التي أجراها الشهر الماضي اثر إصابته في الدوري المحترف مع فريقه شباب بلوزداد، وعودته للملاعب قد تحتاج إلى وقت طويل، في وقت أن الناخب الوطني يسابق الزمن من اجل ضبط قائمته الإفريقية. الخوف من التعب والإرهاق والاحتكاك في المباريات ولم يعد لاعبونا يتخوّفون من الاحتكاك بلاعبي المنافس فحسب، لأن الإصابات الأخيرة التي طالت كل اللاعبين المصابين لم تكن نتيجة احتكاكهم بالخصوم، أو نتيجة تعرّض لتدخلات خشنة من طرف المنافسين، بل أنّ سقوطهم كان حرّا نتيجة الإرهاق الذي نال منهم جرّاء عدم توقفهم وركونهم للراحة منذ أكثر من سنتين اضطرّوا فيهما إلى خوض مشوار ماراطوني مع المنتخب وأنديتهم معا، وهو ما صار يشكل هاجسا للاعبين خلال الفترة القصيرة التي تفصلنا عن «الكان«خوفا من أن ينال منهم التعب والإرهاق في الفترة المقبلة، وحتى لا يعرّضوا أنفسهم إلى الإصابات. لا أحد منهم يرغب في تضييع «الكان» ويبدو أن رغبة لاعبينا جميعا في المشاركة خلال «العرس الإفريقي» المقبل هي التي جعلتهم يتخوّفون كثيرا من أن يتعرّضوا إلى الإصابات، سواء أولئك الذين أصيبوا وتماثلوا نهائيا للشفاء، أو أولئك الذين لم يصابوا بعد، فالجميع يرغب في تدوين اسمه ضمن سجلات نهائيات كأس أمم افريقيا، والجميع يرغب في ترك بصماته هناك، والجميع يرغب في خدمة منتخبه، والجميع يرغب في رفع أسهمه في السوق الأوروبية والظفر بعقود مع أندية جديدة، هي كلها عوامل جعلتهم يتخوّفون من أن يطالهم شبح الإصابات الذي يحرمهم من كل ذلك.