كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن عينات من الحمض النووي أخذت من عناصر »جهادية« تم القضاء عليها في المواجهات الجارية في جبال إيفوغاس بشمال مالي للتحقيق في احتمال مقتل عبد الحميد أبو زيد، ومختار بلمختار، القياديين البارزين في تنظيم القاعدة، فيما قام وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بزيارة مفاجئة إلى منطقة إيفوغاس أين تتواصل العمليات العسكرية الفرنسية والتشادية ضد الحركات الإسلامية المسلحة. يتواصل الجدل بخصوص الأخبار التي تحدثت عن مقتل كل من أمير كتيبة طارق بن زياد، التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، عبد الحميد أبو زيد، ومختار بلمختار، المكنى بخالد أبو العباس، والملقب أيضا بالأعور، أمير كتيبة »الموقعون بالدماء«، المسؤولة عن الاعتداء على المنشأة الغازية »تيقنتورين« بإن أميناس في منتصف جانفي الماضي، هذا رغم التأكيد المتكرر لمقتلهما من قبل قيادة القوات التشادية التي تشارك في العمليات العسكرية رفقة القوات الفرنسية بجبال إيفوغاس بشمال مالي على مقربة من الحدود مع الجزائر، ففرنسا التي تتحفظ إلى حد بعيد بخصوص مقتل بلمختار وترجح احتمال القضاء على أبو زيد، كشف رئيس دبلوماسيتها لوران فابيوس عن أخذ عينات من الحمض النووي من جثث عناصر إرهابية تم القضاء عليها في جبال إيفوغاس، وهذا للتأكد ما إذا كان من بين هؤلاء قياديين في التنظيمات الجهادية، على غرار عبد الحميد أبو زيد ومختار بلمختار، علما أن فابيوس كان قد صرح أول أمس الخميس لقناة »أر تي أل«: »نحن نعلم أن هناك قياديين في التنظيم من بين القتلى الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم خلال معارك في جبال إيفوغاس المحاذية للحدود مع الجزائر..«. وبحسب وزير الخارجية الفرنسي فإن التحقق من هذه المسألة يتطلب تحريات دقيقة عن طريق الحمض النووي، وهو ما تقوم به مصالح الجيش الفرنسي. وترجح الكثير من المصادر أن تكون العينات التي أخذها الجيش الفرنسي قد أرسلت إلى الجزائر، باعتبارها الوحيدة في المنطقة القادرة على استخدام هذه التقنية ومقارنة العيينات بعينات تؤخذ من أقارب كل من أبو زيد وبلمختار. ومن جهة أخرى شرع وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أول أمس الخميس في زيارة مفاجئة إلى مالي استهلها بتفقد القوات الفرنسية التي تشارك في العمليات العسكرية ضد المجموعات الإرهابية في جبال إيفوغاس غير بعيد عن الحدود مع الجزائر، واختتمها أمس ليتوجه بعدها إلى بوركينافاسو التي تشارك بوحدة عسكرية في إطار القوة الإفريقية المشتركة للتدخل في مالي. وقال وزير الدفاع الفرنسي أن العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي لا تزال متواصلة، مضيفا بأن الهدف من العملية هو استعادة وحدة مالي وسيادته على أراضيه، واستغل جون إيف لودريان المناسبة للتنويه بما اسماها باحترافية الجيش الفرنسي وخطورة المهمة التي يقوم بها منذ اندلاع العملية العسكرية الفرنسية التي أطلق عليها اسم »سرفال« أو القط الوحشي.