يؤكد عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن ما يجري الترويج حول تدخل مزعوم لشقيق رئيس الجمهورية في أزمة الحزب هو مجرد شماعة وقشة يتشبث بها من قال إنهم غرقوا في وهم مفاده أن قيادات الأفلان تعيّن بأوامر فوقية لتبرير قفزهم على القيادة الفعلية للحزب العتيد وهي اللجنة المركزية، كما تطرّق سعداني في هذا الحديث الذي خصّ به »صوت الأحرار« إلى أولويات القيادة الجديدة في المرحلة المقبلة وكذا تحالفات الحزب في رئاسيات .2014 من القيادات الحزبية من يرى أن ملف الأزمة لم يطو بعد وأن النزاع سيستمر على مستوى العدالة، ما ردّكم؟ ● أي نزاع في حزب سياسي معتمد يعود إلى قيادته والقيادة اجتمعت وفصلت في النزاع الذي ظلّ مطروحا لمدة ثمانية أشهر، وهذا الفصل يعتبر فصلا قانونيا ونهائيا وغير قابل للطعن لأن أغلبية أعضاء اللجنة المركزية بل أغلبية ساحقة كانت حاضرة وبالتالي فإن أي طعن خارج اللجنة المركزية يعتبر طعنا شكليا وليس له مضمون وأعتبر الأزمة التي يسمونها »أزمة« قد انتهت والخلاف قد طوي. ترددّ كثيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية أنكم تحظون بدعم رئاسة الجمهورية وأن هذه الأخيرة هي من ساهمت في حسم الخلاف لصالحكم، بماذا تردّون على مثل هذه الطروحات؟ ● لا أعتقد أن أعضاء اللجنة المركزية الذين قدموا من 48 ولاية يعرفون أو لهم علاقة برئاسة الجمهورية وبالتالي فإن هذه الأحاديث هي مجرّد »شماعة« أو هي قشة يتشبث بها أولئك الذين غرقوا في وهم أن قيادات حزب جبهة التحرير الوطني تعيّن من »فوق« وبأوامر فوقية من الجهات النافذة في دواليب السلطة، فقاعة فندق الأوراسي التي احتضنت الحدث الخميس الفارط كانت للجنة المركزية أي لقيادة الحزب التي قدم أعضاؤها من كل الولايات وكانت الانتخابات مفتوحة والتصويت كان حرّا ولم يكن هناك أي وجود لأشخاص خارج اللجنة المركزية أو أي إرادة خارج إرادة أعضاء اللجنة المركزية. ينتظر أن تعلنوا في الأسابيع المقبلة عن تشكيلة المكتب السياسي، هل سنرى وجوها من القيادة القديمة ضمن الفريق الذي سيرافقك في تسيير الحزب؟ ● ليس لنا قديم وجديد. نحن سنختار تشكيلة للمكتب السياسي تتناسب ومقتضيات المرحلة المقبلة بعد مشاورات واسعة. ماذا عن تحالفات الحزب في الرئاسيات المقبلة هل ستستمرّون في تحالفكم مع التجمع الوطني الديمقراطي أم أنكم ستوسعونه إلى القطب السياسي الجديد الجاري الحديث عنه والذي يقال إنه سيضم حزب تاج والحركة الشعبية الجزائرية؟ ● تحالفنا سيكون مع كل الطبقة السياسية المعتمدة نعتبرها قابلة للتحالف مع حزب جبهة التحرير الوطني، إلى جانب التحالف مع الأحزاب الممثلة في المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة الذي، نعتبره بمثابة تحالف لبناء تصور للمستقبل فيما يتعلّق بالاستحقاقات وأيضا فيما يتعلّق بالوضع الداخلي للبلاد وكذا الخارجي وسنعمل معها. نفهم من كلامكم أنكم ستستمرّون في تكتلكم مع الأرندي، حليفكم التقليدي؟ ● تحالفنا مفتوح على جميع التشكيلات السياسية وليس على حزب بذاتهو. تعديل الدستور، هو الحدث الذي تترقبه الطبقة السياسية في الوقت الحالي، حزبكم كان في أزمة طيلة أشهر وكان شبه غائب عن التفاعل والتعاطي مع مستجدات الساحة السياسية، كيف ستتعاملون مع هذا الحدث وتتداركون الغياب؟ ● تعديل الدستور هو من صلاحيات رئيس الجمهورية وإذا ما أحيل هذا التعديل إلى المجلس الشعبي الوطني فإن نوابنا سيكونون في الموعد وسيشاركون في هذا التعديل وإثراء مسودة الدستور أو التصويت عليه ونحن جاهزون ليس فقط للتعاطي مع ملف الدستور بل مع جميع النصوص التشريعية التي ستحيلها الحكومة على الغرفة البرلمانية السفلى. ما هي أولوياتكم كقيادة جديدة للمرحلة المقبلة؟ ● على رأس الأولويات رص الصفوف ولم الشمل والتكفل بانشغالات القاعدة ومواكبة ومتابعة عمل منتخبينا على مستوى البلديات والولايات وكذا النواب في البرلمان في بغرفتيه. يجري الحديث عن تدخل عسكري وشيك في سوريا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها، ما موقفكم في حزب جبهة التحرير الوطني من ما يجري التحضير له؟ ● موقفنا لا يختلف عن موقف الدبلوماسية الجزائرية وهو الرفض لكل أشكال التدخل العسكري والدعوة إلى الحل السلمي والسياسي بدلا من الحلّ العسكري، والجزائر لها مواقف ثابتة في هذا الموضوع فهي تحترم سيادة الدول وتدافع عنها ولا تقبل الحلول العسكرية التي من شأنها إلحاق الضرر بالشعوب لا سيّما المدنيين، وحرب العراق وأفغانستان والحروب التي أشعلت في أكثر من بلد آخر خير شاهد على ذلك، والولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها تعترف أن تدخلها في العراق كان خطأ ابتداء من تصريحات ديك تشيني وكذا تحليلات وكالة الاستخبارات الأمريكية، التدخل في آفغانستان كان خطأ كذلك ولحد الآن لا تزال الدول التي شاركت في التدخل غارقة في الوحل الأفغاني، ولن يختلف الأمر كثيرا في سوريا، والجزائر منذ البداية كانت تدعو إلى التعقل وحلّ النزاع في إطاره السياسي والذهاب في رأينا إلى مؤتمر جنيف 2 هو الحلّ ولا بدّ من دفع المعارضة والنظام السوري من أجل الذهاب إلى المؤتمر والجلوس إلى طاولة الحوار لحلّ النزاع بما يخدم مصالح الدولة السورية والشعب السوري.
