اختار المخرج الجزائري جميل بلوصيف الحوارالعفوي في فيلمه » في العلبة« الذي يدخل به مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان وهران للفيلم العربي،حيث حملتنا كاميرا المخرج المغترب إلى حي من أحياء الضاحية الباريسية التي خصصتها فرنسا للمهاجرين المغاربة وأوروبا الشرقية ، نقل يوميات مجموعة من الأطفال بتلقائية وعفوية أعطت للفيلم نكهة خاصة وممتعة تصور الواقع الحقيقي لسكان الأحياء وضواحي المهاجرين في فرنسا. المتتبع للمشاهد الأولى لفيلم جمال بلوصيف الذي تدور أحداثه في 65دقيقة والمنتج في 2013 بمشاركة عدد من الممثلين منهم صابرينة دحماني يظن انه ربورتاج وثائقي يجريه المخرج مع مجموعة الأطفال ، لكن هي بصمة جمال السينمائية التي تبين في آخر الفيلم انه أعد بطريقة يتداخل فيها الروائي بالوثائقي وهو ما لم يصل إلى بعض الصحفيين ممن تابعوا العرض . ويتحدث سيناريو الفيلم الذي كتبه المخرج عن مصور فيديو الذي وصل الى حي سكني في فرنسا حيث يكتشف كل يوم من خلال تصويره العفوي للأحداث حياة غير تلك التي اعتادها. وفي رده على الأسئلة والملاحظات دافع المخرج جمال بلوصيف عن فيلمه واختياره لهذا الطابع السينمائي »لجديد« الذي يهدف حسبه إلى استنطاق الخيال قائلا» لقد اقترحت فيلما يعتمد على الصورة المعبرة ومشاهد تتكلم عن قضايا دون أن أتقيد بأسلوب السيناريوهات النمطية الكلاسيكية للسينما«. كما أن هذا الفيلم يندرج ضمن الأعمال التي تترجم أفكار وتوجهات جديدة في عالم الفن السابع والمجال مفتوح أمام جميع المبدعين لترجمة وجهة نظرهم في السينما من خلال نوعية الأعمال التي يرونها مناسبة لذلك يضيف ذات المخرج.. وقد اجتهد المخرج جمال بلوصيف في وضع لقطات معبرة من خلال تصوير مشاهد واقعية أدمج فيها ممثلين لا يتراوح سنهم بين 12 و 14 سنة حيث حاول خلق حوارات وبشكل عفوي مع أشخاص حول مواضيع تهم المجتمع والوسط الذي يعيش فيه جميعهم وجيرانهم.