وجّه رئيس فرع نقابة »إينباف« في ولاية قالمة نداء إلى القيادة الوطنية للنقابة، دعاها فيه إلى عقد لقاء وطني للمكاتب الولائية، وحثها على عدم التوقف عن النشاط وعدم الجمود، لأن ذلك برأيه يعطي صورة غير مقبولة عن النشاط النقابي والنقابيين، ويتسبب في تجميد المطالب والانشغالات المرفوعة، ويؤجل عملية الاستجابة إليها، وتساءل باستغراب عن حالة الجمود والخواء التي تعيشها الفروع النقابية على مستوى الولايات، بل واتهم بعض المكاتب الولائية بالجري وراء المصالح الشخصية، وترك المصالح العامة. رغم أن الأستاذ ياسين رئيس الفرع النقابي في ولاية قالمة هو ابن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، إلا أنه لم يتقبل الوضع الراهن الذي تعيشه الهياكل الولائية لهذا التنظيم النقابي، وقد شبّه وضعها ب »المستودعات«، ومن كثرة اندهاشه من هذا الوضع، تساءل باستغراب، وقال: »أين هي المكاتب الولائية؟ طفح الكيل وبلغ السيل الزبى« . ويبدو أن هذا الأخير يختزن في داخله وهذا أمر طبيعي هموم وانشغالات زملائه الأساتذة المتضررين الذي جُمدت وضعياتهم في الإدماج والترقية بولايته وولايات أخرى مماثلة من قبل المراقبين الماليين الذين مازالوا يتحججون بعدم وضوح هذا الأمر في جانبه التطبيقي، ولم يلتزموا بقرارات الوظيفة العمومية التي من المفروض أنها هي الأساس الذي يُعتمدُ عليه في مثل هذه الحالات. رئيس الفرع النقابي ل »إينباف« في ولاية قالمة، قال: » من المؤسف جدا أن نسجل غياب المكاتب الولائية ولعب دورها في الاتصال والإعلام والتعبئة بحيث أصبحت بعيدة كل البعد عن المستجدات بل البعض تجاوزتها الأحداث«. وأوضح أن »المتتبع لمختلف المواقع الولائية يجدها خالية وخاوية من كل جديد، أما ميدانيا فحدث ولا حرج وكأن هذه المكاتب خلقت لكي تكون مستودعات لبيع البطاقات في فصل من الفصول وانتهى دوره«. وعبّر رئيس الفرع النقابي عن عدم رضاه على طريقة التواصل الجارية بين قمة وقاعدة نقابة اتحاد عمال التربية والتكوين، وقال: »إنه كان من المفروض أن تبقى القضايا المحلية من اختصاص المكاتب الولائية، وأن تتفرغ القيادة الوطنية للقضايا الوطنية الكبرى«. ووجّه الأستاذ ياسين نداء مستعجلا إلى أعضاء المكاتب الولائية عبر الوطن، دعاهم فيه إلى »التحرك والاهتمام بانشغالات القاعدة« التي قال عنها أنها »أنهكتها أروقة الإدارة المتعفنة التي تبرر تعطيل مصالح الموظفين بحجج كاذبة وتافهة أحيانا وهذا كله راجع إلى غياب المعلومة وانعدام المتابعة الجادة لقضايا الساعة، ناهيك عن تستر مكاتب ولائية عن ملفات سوداء ذات صلة«. وكشف رئيس الفرع النقابي الولائي عن غياب المكاتب الولائية، وهو الغياب وفق ما قال الذي »جعل التعفن يبلغ ذروته في كثير من مديريات التربية، وأصبح قضاء مصالح شخصية عنوان رئيسي لكثير من أعضاء المكاتب الولائية، بل هناك كثير من رؤساء المكاتب الولائية لم يدخل مكاتب مديرية التربية منذ زمن بعيد لأنه مشغول في قضايا أخرى بعيدة كل البعد عن العمل النقابي، بل أصبح العمل النقابي آخر اهتماماته«. وطالب رئيس الفرع النقابي القيادة الوطنية لاتحاد عمال التربية والتكوين بتدارك الوضع، والتعجيل بعقد لقاء في أقرب الآجال مع المكاتب الولائية، وحثها على التحرك والعمل والاهتمام بقضايا الموظفين، وتفعيل المجالس الولائية السيدة، التي من خلالها تطرح وتنقل قضايا الموظفين لتبليغها للجهات المعنية، واتخاذ المواقف المناسبة«. ورغم كل ما سبق، فإن الأستاذ ياسين يقرّ أن هناك مكاتب ولائية تقوم بدورها على أحسن وجه، وتعمل بإخلاص وقد أصبحت الشجرة التي تغطي الغابة« .