نفت الخارجية الليبية وجود خلافات بين الجزائر ومصر حول الأوضاع في ليبيا، وأوضح مسؤول الدبلوماسية في الحكومة المعترف بها دوليا، محمد الدايري، أن هناك تفاهم بين البلدين حول الأوضاع في ليبيا، ويقفان وراء الحل السياسي ويدعمان فكرة الحكومة وحدة وطنية وكل الجهود التي تصب في هذا الاتجاه. وضع وزير الخارجية الليبي محمد الدايري حدا للجدل وتخمينات أشارت إلى وجود خلافات جوهرية بين الجزائر ومصر فيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا، خصوصا قضية الحوار والحل السياسي في هذا البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وقال رئيس الدبلوماسية الليبية أن مصر والجزائر يدعمان الحل السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية لحل الأزمة الليبية، مؤكدا في تصريح ل »بوابة الوسط« ،الليبية: » كان هناك بعض التباين في مواقف البلدين تجاه الأحداث على الأرض، لكن الآن نستطيع القول إنهما (مصر والجزائر)، وراء الحل السياسي وحكومة وحدة وطنية وتدعمان أي جهود تصب في هذا الاتجاه" وأضاف الدايري، »إن نقاط الاختلاف ربما تتعلق بنظرة الأخوة المصريين لنا كحكومة ومجلس نواب باعتبارنا نمثل الشرعية، أما بالنسبة للأشقاء في الجزائر يعترفون بشرعيتنا، ولكنهم لا يرغبون في التأكيد عليه رغبة في الحفاظ على قنوات مفتوحة مع الأخوة في فجر ليبيا وهذا معروف للكافة، مع ذلك لا يؤثر هذا الموقف على تمسك البلدين بالتنسيق المستمر والتفاهم حول ضرورة دعم المصالحة والحوار«، كما أوضح الدايري: "أحب التركيز على قضية أن الدول العربية تقف مع مشروع الوفاق الوطني وأغلبها تؤيده دون استثناء قبل أن يكون مشروعًا دوليًا تتبناه الأممالمتحدة، وعلى الرأي العام الليبي أن يدرك هذه الحقيقة، ولا أعتقد أن هناك مؤامرة دولية تتخفى تحت ستار حكومة الوفاق الوطني، وينبغي أن نكون واعيين لكل ما يدور حولنا". وكانت مصادر إعلامية عربية قد تحدثت بإسهاب عما أسمته بخلاف جزائري-مصري حول حل الأزمة الليبية، خصوصا بعد تلميحات مصر إلى التدخل العسكري في ليبيا ودعمها للجنرال خليفة حفتر، وقيامها بضربات في العمق الليبي، وبدا لدى الكثير من المراقبين أن الجزائر ومصر تتنافسان على فرض مواقف كل واحد منها في ليبيا، مع أن الموقف الجزائر كان واضحا ومنذ البداية، وهو السماح لليبيين بحل مشاكلهم بعيدا عن التدخل الخارجي وهذا عبر مساعدة الليبيين على بدأ حوار جدي للتوصل إلى حكومة وحدة وطنية تضع حدا للاقتتال وللانفلات الأمني الذي تعانيه ليبيا منذ سنوات، والذي تستغله المجموعات الإرهابية وعلى رأسها عصابات تنظيم الدولة »داعش« لتوسيع رقعة تواجدها على التراب الليبي.
للإشارة عقد في بداية جوان المنصرم لقاء ثلاثي جمع ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية في الجزائر عبد القادر مساهل وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيرهما الإيطالي باولو جنتيلوني.وقال مساهل في مؤتمر صحفي مشترك: "نحن نبذل جهودا كدول جوار لكي تتوج الجهود المبذولة من الأممالمتحدة بحل سلمي للشعب الليبي"، وصرح شكري إن »الدول الثلاث حريصة على دعم المبعوث الأممي (برناردينو ليون) في جهوده للتوصل لحكومة وحدة وطنية تؤدي إلى العمل المشترك من قبل الأطراف السياسية الليبية التي نبذت العنف والإرهاب وتنازلت عن الخيار العسكري«، من جانبه شدد وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني على أن هذا اللقاء الثلاثي يأتي »في توقيت مهم للغاية تشهد فيه المفاوضات (بين الأطراف الليبية) مرحلة حاسمة«، كما لاحظ الوزير الإيطالي أن الاتفاق بين الأطراف الليبية وتشكيل حكومة وحدة وطنية هو الحل "للسيطرة على الأوضاع في الأرض والكف من الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية".