يعتبر المتتبعون للممارسة الإعلامية للقنوات الفضائية الجزائرية، أن هذه الممارسة الجديدة، بحاجة إلى مساهمة النخب، بمختلف توجهاتها، وبالذات في الجانب المتعلق بتجذير الهوية الثقافية الوطنية ومنحها ما تستحقه. الدكتور سعيد عيادي الفعل الثقافي مشروع غير متكامل في عمل القنوات الفضائية الفعل الثقافي هو بحد ذاته وعي بمدى فاعلية الرؤية النقدية للمكونات التاريخية والفكرية واللآثارية والعمرانية للنمط أو الانماط التي حددت للإنسان صيرورته الطويلة عبر التاريخ، وهي التي تحدد طرائقه وأساليبه في العيش والتفاعل في عالمه المعاصر، ولذلك فإن الفعل الثقافي لا يحتاج فقط أن نطوره ونرعاه، بل نحن نحتاج أن نتفاعل مع الإرث العلائقي للفعل الثقافي في محيطنا الانساني، ولذلك فنحن نبحث من خلال دوائر النشاط الموجهة لنجعل من الاعلام الثقافي سياقا لتحويل الفعل الثقافي إلى حالة من التوارد والتفاعل والتواصل الذي يجمع الأفكار ويعضدها ويبرمجها ضمن جهود ومساعي تسعى، لتجعل من الفكرة نسقا ونظاما يستقبل الأفكار ليعيد توليدها وبعثها كفضاءات جديدة للتطور والانفتاح . من هنا فإن للفضائيات فرصا وإمكانيات وسياقات تسمح بنقل الاهتمام بالفعل الثقافي من التناول الخبري التواصلي إلى العرض الفكري الذي يستهدف إثارة العقل الفاعل لدى الفئات المستهدفة لجعل النشاط نشاطا بنائيا، وعليه فإن من بين إمكانيات ترقية الفعل الثقافي في الفضائيات الثقافية أن تكون لدى الهيئات المشرفة عليها القدرة على المزاوجة بين بناء المشروع الاعلامي للقناة وتشكيل البعد الحرفي ضمن التبليغ الثقافي الذي يستجمع الٍي العام ويثيره ليبدي مواقف ويبني عليها رؤاه الفكرية والسلوكية، وهذا يقتضي توفير الجودة اللازمة في الربط بين الهياكل والأجهزة الخاصة بالإنتاج والتركيب وبين توظيف كفاءات ومؤهلات الصحفيين او المنتجين المشتغلين أصلا بمكونات الفعل الثقافي، وهو ما يعطي للممارسة الثقافية بعدا عضويا وتفاعليا، وهذا ما يتطلب تحديد معالم سياسة دقيقة ترتب وتحديد فعاليات الفعل الثقافي ضمن مشروع كامل يستوفي كل الشروط المالية والتقنية والفنية، الكفيلة بجعل مستوى البناء والعرض والتوزيع للمنتوج الثقافي يشكل نقطة اندماج بين اهداف المشروع إعلاميا وبين طموحات المتلقين في التشبع بالقيم الثقافية التي تعطي لهم شعورا بالتواصل والتكيف والتلاحق مع المعطى الخاص للثقافي ضمن المجتمع، وبالتوافق مع تيار النقل الثقافي في المجالات الأوسع مدى عالميا، كما يكون من المهم التركيز على تحديد نوعية ومستوى المنتوج المهيىء ليكون مادة استهلاكية تمتلك عناصر الدمج بين الهوية وعنصر الانتماء والرغبة في حمل رموزه كوعي بقيمة الوجود الاجتماعي للروابط التي تصنع اللحمة بين مضامين المشروع وطموحات التلقي المتوافق مع القيم. المشتغلين أصلا بمكونات الفعل الثقافي، وهو ما يعطي للممارسة الثقافية بعدا عضويا وتفاعليا، وهذا ما يتطلب تحديد معالم سياسة دقيقة ترتب وتحديد فعاليات الفعل الثقافي ضمن مشروع كامل يستوفي كل الشروط المالية والتقنية والفنية، الكفيلة بجعل مستوى البناء والعرض والتوزيع للمنتوج الثقافي يشكل نقطة اندماج بين أهداف المشروع إعلاميا وبين طموحات المتلقين في التشبع بالقيم الثقافية التي تعطي لهم شعورا بالتواصل والتكيف والتلاحق مع المعطى الخاص عمل القنوات الفضائية. الدكتورة سكينة العابد المنتج الثقافي يعاني الاستنساخ في القنوات الفضائية لم يطرح إشكال الإعلام الثقافي في الجزائر من قبل، مثلما طرح مع فتح آفاق السمعي البصري، بعد صدور قانون 2012 إذ أن ظهور الفضائيات، وعلى كثرتها والتي أمل معها البعض في ظهور بوادر التنوع، تجلت فيها نوازع الضعف أكثر منها :استنساخ ثقافة الاخر، عبثية اللغة ،انتهاك القيم الأصيله للمجتمع، انعدام التخطيط وضبابية الأهداف، وغياب التنقيب في الموروث الثقافي ماضيه وحاضره، على غناه وثقله المسكوت عنه ..إضافة إلى ضعف الكادر الإعلامي، وتقزيم المنتوج الثقافي ودحرجته إلى أدنى المراتب والاهتمامات. وإزاء هذا الوضع، الذي يمكن ان نعبر عنه بأنه وضع مرتبك ومضبب، إلا أنه من الممكن مجابهته بتظافر الجهود لتقديم بديل قادر على إقناع الرأي العام وفاعل، في عملية التنوير الثقافي عبر الوسائط الإعلامية الأكثر جماهيريه، ألا وهي الفضائيات ،كونها أصبحت احد الروافد الاساسية تشكيل وعي وتصور وقيم الجمهور راهنا، ومن بين الاليات التي يمكن اقتراحها للخروج من هذا النفق الذي أصبح ملازما للإعلام الثقافي، والذي أصبح يطح عبر مجموعة من الإشكالات، التي تكاد ان تبتعد به أشواطا عِوَض التقدم والبروز خصوصا بعد مرور أربعة أعوام من التجربة الإعلامية، والتي قد يقول البعض أنها لا يمكنها أن تؤسس لحكم نهائي ..نطرح بعض الاليات، التي من الممكن أن تكون منطلقا ودافعا لاعلام ثقافي المنوط إبرازه من بينها : وضع خطط هادفة بعد القيام بتقييم حقيقة ودوري للشاشات الاعلاميه المتعبة، لأن غياب هذا الأخير أسهم أكثر في تكريس الضعف وتراكمه، وذلك وفق منظور موضوعي بعيد عن أي تطرف فكري أو سياسي، الاستثمار في المنتوج الثقافي كونه سيعطي أفق خاص ومحلي، ومنظور حقيقي للمحتوى الثقافي خلق أوعية إعلامية، ذات مستوى منافس بعيدا عن روح الاستنساخ السائدة في أغلبية البرامج. الأستاذة أميرة أوشريف نجاح القنوات الفضائية مرهون بجودة رؤيتها للفعل الثقافي في كثير من الأحيان حين نلتقي ونتكلم عن الإعلام الثقافي، والذي نعني به تخصيص وسائل الإعلام بمختلف دعائمها المكتوبة والسمعية البصرية، وحتى الإلكترونية فضاء معتبرا لجوانب مختلفة من الإبداعات الأدبية الثقافية وحتى الفنية، فكأننا نتكلم عن عملة نقدية واحدة، جهتها العليا إعلام والأخرى ثقافة، فهدفهما واحد هو مخاطبة الناس، فالإعلام هنا يجب أن يكون واجهة ومرآة عاكسة لكل فعل ثقافي، كان أم اجتماعي أو سياسي...، شريطة كونه وسيط ناجح وفعّال مع المتلقى والمستهلك. لكن مع الأسف ما ذٌكر سالفاً هو ما يجب أن يكون بصورته الواقعية، التي تتجلى لنا واضحة من خلال ما هو موجود في قنواتنا الفضائية، التي أصبح هاجسها الأكبر العمل على عنصر الإبهار والبهرجة الشكلية، والتي في حقيقتها هي عامل أساسي من عوامل الإعلام الثقافي، على حساب المضمون، والذي يُعنى حقيقةً بصلب الموضوع الذي سيعنون أخيرا بأحد العناوين الثقافية الجذابة والساخبة خارجيا، والمسطحة والفضفاضة داخليا، وكمثال على ذلك البرامج التي تطرح المواضيع المعرفية والثقافية، في مضمونها نجدها قليلة ومصيرها في غالب الأحيان الزوال والاندثار وحتى النسيان، وهذا يدفع بالمتلقي بفقد المصداقية، اتُجاه هذه القنوات التي جاءت وليدة الانفتاح الإعلامي، بموجب المادة 12/05، وكل هذا راجع وحسب رأي المختصين لعدة عقبات مادية وبشرية، وحتى فكرية وعقائدية، نأمل زوالها مع الوقت، كون هذه القنوات مازالت تعيش مرحلة الطفولة وسائرة نحو مراحل متطور علها تتطور معا، وهذا راجع لعمرها الزمني والذي لا يتجاوز 5سنوات تقريباً. الأستاذة تومي فضيلة الإعلام الثقافي غاب في قسنطينة عاصمة الثقافة العربية عندما ننطلق من تساؤل مفاده هل أشبعت التغطية الإعلامية لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة الجزائرية رغبات الجمهور القسنطيني؟ حيث تم توزيع استمارة استبيان على عينة قصدية قوامها مائة مفردة بحث، بمدينة قسنطينة تضمنت الاستمارة اسئلة مقسمة إلى محورين محور البيانات الشخصية، ومحور الاشباعات المحققة من التغطية الإعلامية لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. وحويت المداخلة على شق نظري تم التطرق عبره إلى مفهوم الإعلام الثقافي ودوره في تغطية مثل هذه التظاهرات الثقافية منطلقين من فكرة أنه لا توجد ثقافة بدون تعبير، ولا إعلام جيد دون ثقافة تؤازره، ومنه يعد الإعلام الثقافي هو رصد بالكلمة والصوت والصورة لما يدور في الساحة الثقافية من نشاطات ثقافية، وضرورة تبليغها وإيصالها للمتلقي عن طريق الوسائط الإعلامية المختلفة، فهو يهدف إلى توصيل المعرفة للمتلقي، هذه الأخيرة التي تتناغم وتتزاوج فيها الثقافة بالإعلام لتحقق هدفا واحد ألا وهو مخاطبة الناس والاتصال بهم عن طريق كلمة تدون تثلج صدور القراء المتتبعين، وصوت ينبعث يطرب آذان المستمعين، وصورة معبرة تصنع جمالية الأحداث وتزيدها رونقا في عيون المشاهدين. وفي هذا السياق، يسعى الإعلام الثقافي إلى معالجة الأحداث والظواهر والتطورات الحاصلة في الحياة الثقافية ويتوجه أساسا إلى جمهور نوعي وعام معني ومهتم بالشأن الثقافي الوطني والدولي. لنصل إلى نتيجة مفادها أن التغطية الإعلامية بصفة عامة كانت ضعيفة أو مغيبة في أحيان أخرى في هذه التظاهرة الثقافية من وجهة نظر الجمهور القسنطيني من أفراد عينة البحث، لأسباب يدركها الصحفي ذاته ومنه وجب البحث في هذه الأسباب في دراسات مستقبلية.
