موقف سياسي إيجابي جريء وشجاع، جاء في وقته ذلك المتعلق بتلك المواقف التي أقرها مجلس الوزراء، أقصد تلك التي أعلنت بتاريخ 22 فبراير 2011 وفي مقدمتها الأمر المتعلق برفع حالة الطوارئ. الإجراء الذي أُستقبل بترحيب دولي واسع، وحظي بالإشادة والتنويه من قبل منظمات وتنظيمات تنشط في مجال حقوق الإنسان دوليا وإقليميا ومحليا. لقد أسقط هذا الأمر ما في أيدي من كانوا يعلقون على مشجب حالة الطوارئ في الجزائر، أباطيل وأكاذيب وافتراءات ما أتى الله بها من سلطان. فلا طالما تحججت جهات في الداخل وكيانات في الخارج لا تعرف الوضع الحقيقي في البلاد سوى من خلال بعض الحاقدين والناقمين الذين يعيشون من فُتات موائد تلك الكيانات على حساب الطعن في استقرار وطنهم وترقية مجتمعهم والتنمية المطردة لبلدهم . إن رفع حالة الطوارئ شيء محبذ ومرغوب فيه بل مطلوب بإلحاح، وبالإقدام على تنفيذه سُحب البساط نهائيا من تحت أقدام المتقولين بالحق الذي يراد به باطل، وفكك السلاح الوهمي المقلد اجتراره، الذي كانوا يستعملونه للتشويش على المسار الصحيح للبلاد، وهم في حيرة من أمرهم التي كثيرا ما تدفعهم إلى عدم التفريق بين المواطنة والشعور الوطني، والتفريق بين الحب وبين الشهوة، فالحب تعلق وارتباط، والشهوة مغنم، فهجر وفراق . إن المجتمع الجزائري الذي يعرف كيف ومتى يتملك أعصابه، وكيف ومتى يضبط النفس الأمارة بالسوء فيحولها إلى لوامة، واللوامة إلى راضية ، والمؤمن بالمقولة التي مفادها: »يا امضيع الذهب، ايروح الذهب وتلقاه، واللي ايودر حبيب، إيروح الحبيب ويلقاه، واللي يودر الوطن – الوطن وين يلقاه«. لقد دحض من راهنوا على إفتزازه، وقهر من أرادوا استغلاله وتوظيفه إلى مصالحهم الشخصية ومآربهم الذاتية، وأطاح بأفكارهم التي لا تنسجم مع قيمة ومبادئه ومكتسباته، وأسقط في الماء أوراق توجهاتهم المستوردة التي لا تخدم انشغالاته واهتماماته وهو يحوّل بذلك منهج الافتراض إلى الواقع ، ودور المشاهد إلى الفعل ببياض الثبات الناصع، وإن البياض لا يحتمل الدنس . إن الحكومة قد اجتمعت متكاملة وقررت متضامنة، وأصدرت متفقة أوامر ومرسوم، مكفول نجاحها برسم صدورها، وأهمية الجهات التي عُهِد إليها تنفيذها ، إما غير ذلك من التوصيات والتدابير التي شملها التاريخ ذاته، وبالرجوع إلى أولئك العناصر الذين بالرغم من خصوصية الظّرف لا يزالون يقلدون النعامة ليس في منفعة »زهمها« إنما في دس رأسها، والحال هذه فإن الخوف أن يؤول معهم المآل مثلما آل مآل شاري نعال الإبل... !؟