الشارع الأمريكي ينتفض ،ويطلق مواعيد لممارسة طقوس اللعنات التي يصبها على إدارته التي يتناوب عليها الديمقراطيون والجمهوريون ، في زمن تعثر أمريكا بانتقالاتها الحضارية وهي تبني على قدر من الاتساع إمبراطوريتها المرتكزة على أركان مرتعشة لتضرب عام 2020 موعدا مع هبوطها لمستويات دول العالم الثالث حيث سيجد أغلبية الأمريكيين أنفسهم على حافة الفقر في عالم رأسمالي بلا رأسمال... وسرعان ما تبدد الحلم.. و انكشف وهما لا يستقر في عقل، فتنهار أركان الخيال، ركنا، ركنا، وينكشف الفراغ المختبئ بغطاء من الازدهار الوهمي فتتعرى أمريكا إمبراطورية معاصرة تمتلك عوامل انهيارها. هذه هي أمريكا.. دولة من طراز دول العالم الثالث. ويتجول المتسولون بأعداد غفيرة حول نصب الحرية، يمدون صحونهم الفارغة، باتجاه أناس لا يأبهون بهم شكلا أو ضمنا، وفي أضعف الإيمان يتقززون من منظرهم البائس.. والمكان هنا "نيويورك" وليس مدينة من مدن الفلبين العامرة بمتسوليها. في الفلبين قد يمتلئ الصحن ببعض النقود، لكن في نيويورك لا تجد من لديه الوقت للنظر في صحن فارغ. والشارع أمريكي ساخر بالبهرجة والأضواء وإعلانات الإغراء العاجزة عن إخفاء بؤس الأغلبية. وصدقت نبؤة الكاتب الأمريكي "ادوارد ليتواك" في كتابه "انهيار الحلم الأمريكي" ووجد إجابة لسؤاله الشهير: متى تغدو أمريكا بلدا من بلدان العالم الثالث؟ وتشير التقديرات إلى أن أمريكا ستصبح بلدا من بلدان العالم الثالث في عام 2020. وهذا ليس مستبعدا إذا ما كشف عن التباطؤ الذي تتم به وتيرة الإصلاحات العاجزة عن ترقيع الكوارث. وإزاء استمرار الاتجاهات الحالية للاقتصاد المتراجع فإن جميع الأمريكيين باستثناء قلة قليلة سوف يجدون أنفسهم على حافة الفقر في ولاياتهم الكبرى ، ولا يجدون ما يفعلونه أكثر من التحسر من غير أمل على عصر ذهبي للرخاء الأمريكي ينتهي بانتفاضة الشارع الأمريكي.