الإعصار المالي يأكل نيويورك و واشنطن ، والرئيس باراك أوباما الوارث لتركة جورج بوش ، ليس في يده حيلة، سوى وضع خطط الإنقاذ التي لا تصلح ما أفسده المحافظون الجدد ، وسيجد في نهاية عهده غالبية الأمريكيين وهم ليس بوسعهم دخول أوروبا إلا بصفتهم يدا عاملة مؤقتة على غرار ما يفعل فقراء أمريكا اللاتينية وجزر الكرايبي الذين يقصدون أوروبا للبحث عن عمل لا يجدونه إلا في الأشغال الشاقة أيام المواسم والحصاد. ويرى أوباما اليوم عشرات الآلاف من الشباب الأمريكيين الذين يعيشون في اليابان بصفة غير قانونية، حيث يلقبون بالمهاجرين السريين الذين يدرسون اللغة الانجليزية أو يعملون في البارات الليلية أو المقاهي أو دور عرض الأزياء ليؤمنوا معيشتهم، أما الشابات الأمريكيات فيعملن في البارات كمضيفات أو بائعات هوى بشكل عارض. تفاقم مفعول الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تغرق فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية الآن و تنبئ بانهيار إمبراطورية امتلكت عوامل انهيارها بمجرد ظهور مشاهد ازدهارها.. نتيجة لسياسات العولمة والاحتكام المفرط إلى حرية السوق وتراجع القيم التربوية والثقافية والتردي النوعي في التقنية الإنتاجية التي تشهد التطور السلبي "المتراجع" إلى أدنى المواقع. والشكل المبهر لمحتوى فارغ، رأسمالية دون رأسمال، هو المشهد الذي تنتهي به الإمبراطورية الأمريكية على حافة الهوة بين الفقراء وأصحاب الثراء الفاحش الذين يشكلون الطبقة الرأسمالية التي لا تمتلك رأس مال غير موقعها في بورصتي "نيويورك" أو "وول ستريت". وعبثا يسعى "أوباما" انتشال أمريكا التي تتعثر بانتقالاتها الحضارية بعد أن بنت على قدر من الاتساع إمبراطوريتها المرتكزة على أركان مرتعشة قبل أن تضرب موعدا مع هبوطها لمستويات دول العالم الثالث حيث سيجد أغلبية الأمريكيين أنفسهم على حافة الفقر في عالم رأسمالي بلا رأسمال..فيعود كما كان إلى أصله مواطنا من مواطني العالم الثالث الذي سينتقل آليا إلى نيويورك في انتقالات حتمية.