وقّعت كل من الجزائر ونيجيريا والنيجر، أول أمس، في العاصمة النيجيرية اتفاقا لمد خط أنابيب تنقل الغاز النيجيري عبر الصحراء الكبرى للأسواق الأوروبية، التي تسعى لتنويع مصادر حصولها على الطاقة وتقليل اعتمادها على إمدادات الغاز من روسيا• ويعكس التوقيع على هذا الاتفاق الإرادة الحقيقية للدول الثلاث لإنجاز هذا المشروع الذي تقدّر تكلفة إنجاز أنبوب الغاز الذي يبلغ طوله 200,4 كم بأكثر من 10 مليار دولار ومن المنتظر أن ينقل 20 إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من نيجيريا نحو أوروبا عبر الجزائر والنيجر ابتداء من ,2015 وتم تصنيف المشروع في خانة المشاريع التي تحتل الأولوية في مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا ''النيباد'' إذ أنه سيرفع من حجم تموين أوروبا بالغاز الطبيعي ويعمل على تطوير تزويد هولندا بالغاز الطبيعي المميع• وقد أعربت العديد من الشركات الطاقوية الأجنبية عن اهتمامها بتطوير هذا المشروع الضخم على غرار شركة ''توتال'' الفرنسية و''غازبروم'' الروسية و''إيني'' الإيطالية، وقال وزير البترول النيجيري، ريلوانو لقمان، خلال مراسم التوقيع في أبوجا إن هذا حدث تاريخي فيما يخص الاستغلال التجاري للموارد الهائلة من الغاز الطبيعي• وتقدر تكاليف المشروع بعشرة مليار دولار علاوة على تكاليف مراكز التجميع التي تقدر بنحو 3 مليار دولار، وهو يهدف إلى نقل الغاز عبر خط أنابيب بطول 4128 كيلومتر من نيجيريا عبر الجزائر والنيجر، وينقل 30 مليار متر مكعب من الغاز لأوروبا سنويا بدءا من .2015 وكانت شركة ''سوناطراك'' قد وقّعت عام 2002 مذكرة تفاهم مع شركة النفط النيجيرية، وتملك نيجيريا احتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر بنحو 180 تريليون متر مكعب وهي سابع أكبر احتياطيات من نوعها في العالم• وأعربت شركتا توتال ورويال دتش شل عن اهتمامهما بالمشروع، غير أن المحللين يقولون إن شركة غازبروم عملاق الغاز الروسي سبقتهما، ووقّعت غازبروم بالفعل اتفاق تعاون مع شركة نيجيريان ناشيونال بتروليم كوربوريشن النيجيرية الحكومية خلال زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الأخيرة لنيجيريا• وقال ميدفيديف أن موسكو قد تستثمر نحو 5,2 مليار دولار في قطاع الطاقة في نيجيريا، في إطار سعي روسيا للحاق بالصين والحصول على جزء من مصادر إفريقيا من الغاز الطبيعي•