علمت ''الفجر'' من مصادر محلية متطابقة، أن إرهابيا قد سلم نفسه أول أمس الأحد في حدود الثانية والنصف بعد الزوال لمصالح الأمن بولاية البويرة، رغبة منه في الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية• وأضافت ذات المصادر، أن هذا الإرهابي الذي يرجح أن يكون من قادة كتيبة الأنصار المتمركزة بمرتفعات سيدي علي بوناب الممتدة حدودها إلى بومرداس، قد دخل قبل عدة أيام في مفاوضات مع عائلته لإعلان التوبة، وهي العملية التي آتت أكلها بعد استسلامه وبحوزته سلاح رشاش من نوع كلاشينكوف، إلى جانب بعض الأسلحة البيضاء وقنابل يدوية• هذا في الوقت الذي تحركت مصالح الدرك الوطني بعد العملية في حملة تفتيش ومراقبة واسعة للمركبات في كل من البويرة بومرداس وتيزي وزو، هذه الأخيرة التي شهدت أمس حراسة أمنية من طرف مصالح الأمن، بما فيها الشرطة القضائية التي كثفت دوريات المراقبة مع توزيع أعوان بالزي المدني لمراقبة أية تحركات مشبوهة• يذكر أن ''الفجر'' قد أشارت سابقا إلى استعداد 80 إرهابيا للنزول من الجبال على شكل دفعات بعد رفعهم للرايات البيضاء رغبة منهم في ترك العمل المسلح بمنطقة القبائل، من بينهم 15 أميرا ينتسبون إلى عدة كتائب وسرايا• كما أن عملية التمشيط التي شرعت فيها القوات الخاصة بما فيها عناصر الجيش منذ زوال أول أمس بقرية اث وأعيان بمنطقة اقبيل بمرتفعات عين الحمام، أين تمت محاصرة ما لا يقل عن 30 إرهابيا ما تزال متواصلة لحد الساعة باستعمال مروحيات عسكرية وفرق من المشاة، في انتظار الاستعانة بفرق من المظليين مع نهاية الأسبوع كأقصى تقدير من خلال تطويق مرتفعات عين الحمام الممتدة أطرافها إلى غاية منطقة بني يني، وهي العملية التي أسفرت حسب ما علمته ''الفجر'' من مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل عن إصابة 6 إرهابيين مع القضاء على 5 آخرين في حصيلة أولية• فضلا عن ذلك ارتفعت حصيلة المخابئ المدمرة إلى 10 كازمات، البعض منها يعود إلى حرب التحرير بطول يفوق الكيلومترين وكانت مصادرنا الخاصة قد كشفت في سياق متصل عن استعداد القوات المشتركة التي ستكون معززة بعناصر من الحرس البلدي والشرطة القضائية لتمديد عمليات التمشيط إلى غاية الواجهة البحرية لأزفون مع بداية الأسبوع الجاري، بعد معلومات أدلى بها مواطنون تفيد بوجود تحركات مشبوهة لمسلحين ينتقلون خلال اليومين الأخيرين بين مرتفعات اغريب وازفون دون أن يستفزوا السكان، إلا أنهم متخوفون من العملية في ظل استفحال هجمات بعض العناصر المتعصبة بحثا عن موارد مالية لإعادة نشاطها وتجديد خلاياها، وهو ما تفطنت له المصالح المختصة بعد إجهاضها أول أمس لمؤتمر كان مقررا أن يضم أمراء بمنطقة اقبيل بعين الحمام، وهذا بفضل العمل الاستخباراتي الذي آتى أكله بمنطقة القبائل• ويذكر حسب مصادر محلية أن الإرهابي الذي سلم نفسه بالبويرة كان بصدد الالتحاق بمرتفعات بومرداس وبعده بتيزي وزو حيث يتواجد أتباعه من التنظيم المسلح، لكنه وفي ظل الحصار الذي تعيشه المنطقة قرر الاستسلام رغما عنه في ظل الحضور القوي و المكثف لفرق الدرك الوطني التي نجحت في مهمتها النبيلة في مجال محاربة الإرهاب بالتنسيق مع القوات المشتركة.