الرئيس وضع ثقته في الشبان وصبر عليهم فجنى ثمارا طيبة لحد الآن، في انتظار التأكيد لكون ما هو قادم أصعب بكل تأكيد·لكن المؤشرات الحالية توحي أيضا بأن عنابة تسير من حسن إلى أحسن بدليل أن النتائج كانت مرفوقة بأداء راق وبشهادة كل من تابع المواجهات الأخيرة· ففي الموسمين الأخيرين كانت النسوج الكروية ممزقة عند لاعبي الاتحاد حيث لم نكن نشاهد 5 تمريراتمتتالية، أما اليوم فقد أصبحت الكرة تنتقل بين اللاعبين ومن خط لآخر بطريقة حضارية فيها الكثير من الأناقة· عندما يختار المدرب أولا لم يفهم الاتحاد العنابي في المواسم السابقة من الأول العربة أم الحصان· ومن شدة اختلاط الأمور كان ينطلق بالتعاقد مع اللاعبين الذين يراهم منادي نجوما، وبعد ذلك يأتي المدرب· لكن هذا الموسم تم تصحيح الفكرة حيث تم التعاقد مع عبد القادر عمراني في نهاية الموسم الماضي وهو من أشرف على غربلة التعداد واختيار المستقدمين الجدد بتأن ودراسة معمقة لما يحتاجه الفريق، فكانت النتائج كما نراها اليوم· فعنابة التي كانت تعاني من هشاشة لا نظير لها خاصة خارج قواعدها لم تنهزم في خرجاتها الثلاث الأخيرة، حيث تعادلت في تلمسان والخروب وعادت بالزاد كاملا من وهران· وهذه هي ثمار العمل وفق المنطق وعدم اللهث وراء النتائج الآنية وحرق المراحل··· الانطلاقة الخاطئة في الرويبة زادت من العزيمة لم يكن طريق أبناء بونة مفروشا بالورود في البداية، ففي المباراة الافتتاحية للموسم الجاري تلقى الفريق هزيمة ساحقة برباعية نظيفة في الرويبة ضد مولودية الجزائر، نزلت كالصاعقة على الجميع وزعزعت كيان الفريق الذي، لأول مرة في عهد منادي، أحسن التعامل مع موقف قاس كهذا· فرئيس الفريق لم يتردد في عقد اجتماع مع كل أعضاء فريقه، وعكس ما كان يفعل سابقا عندما استهوته ''لعبة قطف رؤوس المدربين''، هذه المرة أكد على ثقته في المدرب عمراني وأن ما حدث لا يعدو سوى أن يكون حادثا عابرا وأن الفريق سيعود بقوة، ولم يتوقف الأمر عند الرئيس بل امتد أيضا للأنصار الذين حضروا فيما بعد لحصة الاستئناف وصفقوا على اللاعبين في سابقة تحدث لأول مرة منذ مدة طويلة جدا· وهو ما جعل الكل يضاعف من مجهوداته ويشد على أزره، فلم ينهزم الفريق منذ تلك المباراة التي يمكن القول بأنها كانت بمثابة الضارة النافعة لعنابة· بونة قوية بتلاحم أبنائها لا تنطبق مقولة ''ما أشبه ليوم بالبارحة'' على عنابة، لكونها في السابق كانت تعاني من تكتلات رهيبة تزيد من الضغوطات المفروضة على الفريق الذي دفع الثمن بحصده لنتائج هزيلة، لكن هذا الموسم فالأمور تسير في الاتجاه الصحيح وأضحى التلاحم الموجود بين اللاعبين هو أحد نقاط القوة في الفريق الذي كان في الموسمين الأخيرين يخشى من اللعب في 19 ماي، ويسجل إخفاقات بالجملة خارجه· لكن هذا الموسم الكل ينتظر على أحر من الجمر موعد اللعب داخل القواعد، كما أن الاتحاد خارج قواعده لم يعد كبش الفداء، بل أصبح يقف الند للند أمام أي فريق وما الوجه الرائع الذي تركه فيخرجة تلمسان التي نقلها التلفزيون على المباشر أو الفوز الذي عاد به من وهران دون أن ننسى التعادل الإيجابي بالخروب إلا دليل على أن عنابة عازمة على دفن الكآبة···