تمكنت فرق الحماية المدنية بولاية تيبازة، مساء الجمعة، من السيطرة الكاملة على جميع بؤر الحرائق التي اندلعت منذ منتصف يوم الخميس بعدد من الغابات الواقعة بالناحية الغربية للولاية، وذلك بعد جهود ميدانية مكثفة شاركت فيها مختلف المصالح المعنية. وأوضح المدير الولائي للحماية المدنية، إبراهيم كواص، أنّ عمليات الإخماد تواصلت لأكثر من 36 ساعة، مستُعينَة بإمكانات بشرية ولوجيستيكية كبيرة، حيث شملت التدخلات غابات بلديات بني ميلك والأرهاط ومسلمون وحجرة النص. ورغم إعلان السيطرة على النيران، تواصل الفرق الميدانية عمليات المراقبة تحسبًا لأيّ اشتعال محتمل بفعل بقايا الجمر أو تغير الظروف الجوية. وشهدت المنطقة، أمس الخميس، اندلاع حرائق واسعة النطاق تسببت في انتشار النيران بسرعة كبيرة، بفعل هبوب رياح قوية بلغت سرعتها نحو 60 كيلومترًا في الساعة، إضافة إلى اقترابها من التجمعات السكنية. ومع ذلك، تمكّنت فرق الحماية المدنية، بالتعاون مع أعوان محافظة الغابات وأفراد الأمن الوطني والجيش الوطني الشعبي والجماعات المحلية، من إجلاء المواطنين المعرضين للخطر دون تسجيل إصابات. وجرى خلال عملية الإخماد تسخير 354 عون حماية مدنية بمختلف الرتب، إلى جانب 97 شاحنة إطفاء قادمة من ولايات تيبازة والمدية والبليدة وبومرداس والشلف وعين الدفلى وغليزان والبويرة، إضافة إلى دعم من الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء. كما تم الاستعانة بالطائرات القاذفة للمياه من نوع "بي أو 200" لتعزيز الجهود في المناطق الوعرة. وتؤكد هذه الحادثة—التي ليست الأولى من نوعها خلال المواسم الحارة—على أهمية مواصلة تعزيز وسائل الوقاية ومراقبة الغابات، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية التي تزيد من احتمالات اندلاع الحرائق واتساع رقعتها.