كشف سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، في افتتاح الملتقى الدولي الموسوم ب'' أنثروبولوجيا وموسيقى دور الشعر في الحفاظ على التراث الموسيقي''، أول أمس، بقاعة الموفار بالعاصمة، عن غياب المحاضرين المصريين عن الملتقى، بدون تقديم مبررات، رغم أنهم أكدوا عن رغبتهم في الحضور قبل مباراة 18 نوفمبر التي جرت بين منتخبنا الوطني ونظيره المصري بالعاصمة السودانية الخرطوم• ويتعلق أمر المقاطعة بكل من إيمان علي مهران عثمان، محمد أحمد إبراهيم عمران، ومحمد السيد شبانة، حسب ما صرح به حاشي ل''الفجر''، مشيرا في السياق ذاته إلى كونهم أبدوا استعدادهم للمشاركة في الملتقى مسبقاً• وأكد حاشي أن هذا الملتقى، الذي أصبح تقليدا ثقافيا جزائرياً، هو فرصة لفتح الحوار أمام مجالات العلوم الإنسانية وإبداعاتها في الشعر والموسيقى، مضيفا أن الملتقى يساهم في الحفاظ على النص الشعري والتراث الموسيقى الشفهي الذي غالبا ما يتعرض للزوال. وأجمع معظم المحاضرين على دور الشعر في الحفاظ على التراث الموسيقي وغناه في الساحة الأدبية، حيث تطرق الأستاذ الجامعي عبد الحميد بورايو، إلى رائعتي ''حيزية'' و''غرود عالية'' مثالا لدور الشّعر في الحفاظ على الطبوع الموسيقية، وبيان علاقة الأداء الغنائي بالشعر الشعبي الجزائري• حيث كان هذا اللقاء، فرصة لتقديم توضيحات حول سلسلة من التساؤلات والإشكاليات، منها ''هل يمكننا اعتبار أن النص في القرن ال,21 قد بلغ حدوده فيما يخص دوره في الحفاظ التراث، وهل يستعمل الموسيقيون النص مثلما لم يستعملوه أبدا من قبل، وهل لدينا نفس الاستماع للنص الشعري في المجتمع المعاصر''، وغيرها من التساؤلات الجوهرية. كما عمل المشاركون على استخراج العلاقة بين النص الشعري والتركيبة اللحنية في المغرب العربي، وتحديد العلاقة الموجودة بين النص الشعري والسياق الاجتماعي و الثقافي• كما مكنت هذه النقاشات أيضا، من تحديد التقنيات التي استخدمت في الحفاظ على الموسيقى من خلال النص واقتراح آفاق فيما يخص الحفاظ والنقل المعاصر للموسيقى، سيما في الجزائر، وتحديد دور المنظومة التربوية في الحفاظ على نقل التراث الموسيقي، كما أوضحته وزيرة الثقافة خليدة تومي من خلال كلمتها الافتتاحية، والتي قرأها على الحضور نيابة عنها، مدير المركز الوطني للبحوث حول عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولجيا و التاريخ سليمان حاشي، إلى أهمية النصوص في الدواوين الموسيقية الجزائرية، مؤكدة، في السياق ذاته، أن هذه الدواوين تشمل تنوعا مدهشا في الطبوع• وأوضحت الوزيرة، من جهة أخرى، أن النصوص التي تم أداؤها لحد الساعة، تلعب دورا جد هام في التناسق الاجتماعي، من خلال مختلف المواضيع التي تم التطرق إليها، مضيفة أن هذه النصوص تعبر عن الحياة اليومية للمدن والقرى• وكان الملتقى الدولي الثاني ل''أنثروبولوجيا وموسيقى دور الشعر في الحفاظ على التراث الموسيقي''، قد افتتح أشغاله صباح أول أمس، بقاعة الموفار بالعاصمة، بمشاركة العديد من الموسيقيين والباحثين في مجال التراث الشعبي، من مختلف الدول العربية والأجنبية على غرار الأردن وتونس والسودان، فلسطين، فرنسا، إسبانيا، وألمانيا، فيما غاب المحاضرون المصريون عن الملتقى الذي تختتم فعالياته مساء اليوم،لأسباب يرجح أنها متعلقة بالتصعيد الإعلامي الذي حدث عقب إقصاء المنتخب المصري على يد أشبال رابح سعدان في تصفيات كأس العالم ..2010