الاجتماع التشاوري الأول بين قادة الجزائر وتونس وليبيا: تأكيد على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيق    في إطار متابعة تنفيذ برنامج التحضير القتالي لسنة 2023/2024: الفريق أول لسعيد شنڤريحة في زيارة عمل إلى الناحية العسكرية الثالثة    محمد عرقاب : نحو استحداث 4 معاهد تكوينية متخصصة في مجال المناجم    يعقد هذا الجمعة بتركيا.. مجلس الأمة يشارك في مؤتمر "رابطة برلمانيون من أجل القدس"    عطاف يؤكد:الوضع المأساوي في قطاع غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر في مجلس الأمن    تكفل الدولة بالمواطن متواصل..!?    وزير الداخلية: استلام 134 منطقة نشاط مصغرة مع نهاية 2024    أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بجسر قسنطينة بالعاصمة: وضع حد لنشاط عصابة إجرامية تحترف سرقة السيارات    المجمع الجزائري للغة العربية : الإعلان عن تأسيس الجائزة الوطنية في علوم اللغة العربية    وهران: إيفاد لجنة من وزارة التربية الوطنية للنظر في أسباب سقوط سقف لقسم بمدرسة ابتدائية    طاقة ومناجم: "نسعى الى استغلال الأملاح الناتجة عن تحلية مياه البحر"    لا بديل عن الرقمنة في جرد وأرشفة الملفات القضائية    80٪ من الجزائريين يستفيدون من الانترنت    استعراض آفاق قطاعات النقل والرقمنة في الجزائر    ضرورة توفر وسائل إعلام قوية لرفع التحديات    الشفافية والصرامة في إعداد دفتر شروط التجهيزات الطبية    تطوير المنصة الرقمية للمستثمرين في الصناعة الصيدلانية    تم معالجة 40 ألف شكوى تلقاها وسيط الجمهورية وطنيا    لا تزال الأزمة تصنع الحدث في الساحة الرياضية: بيان رسمي .. اتحاد العاصمة يعلّق على عدم إجراء مباراته أمام نهضة بركان    لا مفر من الرحيل عن ليل: بعد إهانة ليل.. صديق آدم وناس يكشف "المؤامرة "الفرنسية    «داربي» عاصمي واعد من أجل مكان في النّهائي    تضاعفت قيمة عمورة السوقية 4 مرات: سانت جيلواز.. عمورة للبيع لمن يدفع أكثر من 20 مليون يورو    الخطوط الجوية تعلن عن عرض جديد    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    العاصمة.. إحصاء 248 مشروع تنموي في مختلف القطاعات    برج بوعريريج.. مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 76 يرى النور قريبا    مطالب بحماية الشعب الصحراوي من الاضطهاد المغربي    المنتخب الوطني يتعادل أمام نظيره التونسي    توظيف التراث في الأدب.. عنوان المقاومة..    البنك الوطني الجزائري: رقم الأعمال يرتفع بأكثر من 27 بالمائة في 2023    المدرسة العليا للدّفاع الجوي..صرح علمي بكفاءات عالية    قصف ومجازر وسط القطاع واقتحامات للمسجد الأقصى    فلسطين: انتشار مكثف لجنود الاحتلال في القدس وغلق كافة الممرات المؤدية للمدينة    الإحصاء للعام للفلاحة : تحضيرات حثيثة بولايات جنوب الوطن    مسؤول أممي: نشعر بالذعر من تقارير عن وجود مقابر جماعية في غزة    فرصة جديدة لحياة صحية    رأس الحمراء و"الفنار".. استمتاع بالطبيعة من عل    دعوة لإنشاء جيل واع ومحب للقراءة    بطولات رمز المقاومة بالطاسيلي ناجر..تقديم العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي الطويل "آق ابكدة .. شمس آزجر"    القضاء على إرهابي واسترجاع مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف بمنطقة الثنية الكحلة بالمدية    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    القرار سينفذ هذا الصيف: منع كراء عتاد الاستجمام و زوارق النزهة بشواطئ عنابة    ساهم في فوز فينورد بكأس هولندا: راميز زروقي يتذوّق أول لقب في مشواره    استدعاءات الباك والبيام تُسحب بداية من 9 ماي    وزارة الفلاحة تنظّم ورشات لإعداد دفاتر أعباء نموذجية    مؤشرات اقتصادية هامة حقّقتها الجزائر    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    90 % من الجوعى محاصرون في مناطق الاشتباكات    بن ناصر يُفضل الانتقال إلى الدوري السعودي    الشباب السعودي يقدم عرضا ب12 مليون يورو لبونجاح    مصادر وأرشيف لتوثيق الذاكرة بجهود إفريقية    الدورة 14 مرفوعة إلى الفنان الراحل "الرازي"    رفع مستوى التكوين والاعتماد على أهل الاختصاص    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواجهات الدور ال 16 بين شعراء منتخبات المونديال
حصريا على صفحات "الفجر الثقافي"
نشر في الفجر يوم 27 - 06 - 2010

لا صوت يعلو فوق صوت الكرة في هذه الأيام.. الكّل يتنفّس كرة، يأكل كرة، يلبس كرة، يفكّر كرة، يتاجر بالكرة، ويخلط السياسة بالكرة.. لكن هل فكّرتم يوما في أن تجمعوا الشِعر بالكرة؟ معادلة قد تبدو صعبة من الوهلة الأولى، لكن "الفجر الثقافي" حقّقها اليوم، من خلال دخول الدور الثاني من مونديال الكرة، باستحضار أهم الوجوه الشعرية للبلدان التي تدخل منتخباتها الكروية هذا الدور.. في هذا الدور الذي تتابعون مبارياته الشعرية - حصريا - على صفحات "الفجر"، مواجهات شعريّة افتراضية مثيرة، استثنائيّة، تجمع بين عمالقة الإبداع الشعري في العالم.. نتائجها لن تحسم على البساط الأخضر بأقدام اللاعبين وإنما تحسم بحسب أذواقكم، فتمتّعوا..
"غاليانو" الأرغواني يصافح "كو" الكوري شعريا
"إدواردو غاليانو" الأوروغواني، ابن المنفى، والشاعر السياسي، المتقلّب بين الأرجنتين وإسبانيا.. الباحث والروائي والصحفي، صاحب كتاب "كرة القدم في الشمس والظل".. وترجم كتابه "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة" إلى أكثر من عشرين لغة، واجه أول أمس في الدور ال 16 من هذا "المونديال الشعري". الشاعر "كو آن" واحد من أهم الأصوات الشعرية في كوريا الجنوبية، الذي نشأ وترعرع في ظل الإحتلال الياباني لكوريا الذي استمر بين 1910- 1945 وهي أقسى فترة تاريخية عاشتها كوريا.. كو، أحد أهم شعراء العالم المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب، لكن بلده للأسف لم يتخطّ عتبة الأورغواي في المونديال الكروي 2010..
نصوص إدواردو غالياتو
أصدقاء
طاولة كبيرة يلتف حولها الأصدقاء في المطعم ويسمونها المنبر، كانت ملاذ توم جوبيم من شمس الظهيرة ومن ضجيج شوارع ريودي جانيرو. ذات يوم جلس توم إلى طاولة أخرى في الزاوية يشرب الجعة مع زي فرناندو. تشارك الإثنان طاقية من القش لسنوات طويلة يلبسها توم يوماً، ويلبسها زي فرناندو في اليوم التالي، كما اشتركا في بضعة أشياء أخرى أيضاً.
قال توم عندما اقترب منه احد الأصدقاء. "لا. أنا في خضم حديث هام". وعندما دنا منه صديق آخر قال: "اعذرني فلدينا الكثير لنتناقش به". ومرة أخرى: "عذراً نحن نناقش قضية هامة".
في تلك الزاوية لم يتفوه توم وزي بكلمة واحدة. زي فرناندو كان يقضي يوماً روتينياً واحداً من تلك الأيام التي تمر في التقويم وتمحوها الذاكرة بينما يوفر له توم صحبة صامتة مع الجعة. بقيا غارقين في موسيقى الصمت حتى انقضاء فترة الظهيرة. لم يكن قد بقي أحد عندما نهضا ببطء وخرجا من المطعم.
أحلام
ترقص هيلينا داخل صندوق الموسيقى حيث السادة الصغار المتأنقون بشعور مستعارة يدورون وينحنون ثم يدورون مرات أخرى كانت هذه الدمى الخزفية المتحركة سخيفة بعض الشيء لكنها ساحرة، وكان الانسياب مع أنغامها مفرحاً حتى زلت هيلينا وهي تدور فسقطت وانكسرت. نفخة في البوق جعلتها تصحو اصيبت قدمها اليسرى.
أرادت أن تقف لكن كاحلها تورم فلم تستطع المشي.
قالت لي: "لقد سقطت في بلد آخر وزمن آخر".. ولكنها لم تبح بالسر للطبيب.
نصوص كو آن
زورق

أنت
عميق في داخلي
عند الأفق
وزورق
يتهادى في الخارج بيني وبينك
إلى الأبد
زورق يتهادي بعيداً
لكي لا يعود أبداً
لا يعود ابداً
أبداً
قوة الحب
أما يجبُ أن تكون قوة الحب
أشد من الكراهية؟
في عالمنا هذا
وفي العالم الآخر
توجد صباحات ، مساءات ، ليالٍ
تستحق أن نحياها
أنا الذي أضيء مصباحاً في الوحدة.
في مساء ربيعي يُسمع صوتُ طفل يبكي
في مساء خريفي يُسمع أحدهم وهو ينشر غسيلاً
هنا
مكان يعيش فيه الناس بكثافة كبيرة
حين مررتُ بالحقل
الذي سمدوه ببرازهم
احنيتُ تلقائياً رأسي تبجيلاً
حركة راسخة!
تغيير غير منقطع!
أنتم كلكم يجب أن نفهمكم أكثر دائماً
عشر سنوان دراسات، أش ، وقت ضائع فحسب
نلمس الأشجار بأيدينا
ونمشي بأقدامنا فوق العشب
ولذلك
تقف الأشجار والعشبُ قريباً من البشر.
ترجمة: عبد الستار نورعلي
الشِعر الأزرق الأمريكي في مواجهة القصيدة السوداء
"أنا لم أفهم أبداً لماذا وجبت تسميته الشاعر الأشيب الطيب، في حين أن لون لغته، مزاجه، كيانه برمته، هو الأزرق المثير".. هذا ما قاله الناقد الأمريكي د. لورانس عن الشاعر الأمريكي المثير للجدل حيا وميتا، والت ويتمان.. هذا الشاعر الأزرق على رأي لورانس سقطت بلاده أول أمس، أمام بلد البشرة السوداء والقبلب الأبيض، بلد الشاعر الغاني "ف.ا. كوبينا باركز"، الذي لم تخرج أشعاره عن فلك الشعراء الزنوج وقضية اللون التي استحوذت على حيز أوسع في وجدان الشعراء السود.. وإذا كان الأمريكان قد سقطوا في الدور ال 16 من المونديال الكروي أمام أسود غانا، فهل يتساوى شاعرا البلدين شعريا؟
نصوص والت ويتمان
أغنية
1
تعالي...
سأجعل القارة يابسة أبيّة دونها الإضمحلال،
سأنشىء أعظم سلالة بشرية أشرقت عليها الشمس حتى الآن،
سأقيم أراضٍ خلاّبة سماوية
بمحبة الرفاق
بمحبة الرفاق الصامدة مدى الحياة.
2
سأنمّي العِشرة بين الرفاق كثيفةً كالأشجار
على طول أنهار أميركا كلها،
وفي محاذاة شطآن البحيرات العظمى،
وعلى أديم السهوب،
سأشيّد مدناً متواشجة
أذرعها تلتف حول أعناق بعضها البعض
بمحبة الرفاق
بمحبة الرفاق العنفوانية.
3
هذه كلها مني لكِ أيتها الديمقراطية، لتكون طوع يمينكِ يا امرأتي!
لكِ، لكِ، أنا أهزج هذه الأغاني،
بمحبة الرفاق
بمحبة الرفاق الشاهقة.
سفينة
في ما وراء الحدود عند دفّة سفينة
في ما وراء الحدود، عند دفة سفينة،
ربّان يافع يتولى القيادة بحذر.
نفيرٌ عبر الضباب يعلو الشاطئ، يصدح بشجن؛
نفيرٌ بحري، نفيرُ إنذارٍ تهدهده الأمواج.
أنتَ يا من يجيد التحذير بحق،
أنتَ يا نفيراً عند صخور البحر
يصدح ويصدح ويصدح
ليُخطر السفينة بموقع حطامها.
ولأنكَ يقظٌ أيها الربّان،
تستجيبُ نداءَ النفير.
مقدّم السفينة ينعطف،
والسفينة المرتاعة مغيرةً اتجاهها،
تسرع بعيداً تحت أشرعتها الرمادية.
السفينة البهية والمهيبة، بكل ثرواتها النفيسة،
تسرع بعيداً بحبور وآمان.
لكن يا أيتها السفينة؛ السفينة الخالدة،
يا سفينة خارج حدود السفينة،
يا سفينة الجسد ويا سفينة الروح
الراحلة
الراحلة
الراحلة.
ترجمة/ أمال نوار
نصوص كوبينا باركز
أسود
أعطني أرواحًا سوداء.
ودعهم كما هم سودًا في سواد الشيكولاتة
أو اصبغهم بلون التراب حتى يصبحوا ترابًا
ولكني إذا استطعت فإني أتوسل إليك
في أن تحفظ عليهم سوادهم ليبقوا سودًا.
الأميرة السوداء
أيتها الأميرة السوداء
إنني أتغنى بك وأتغنى بمفاتنك
يا آلهة الجمال الطبيعي التي لا يدانيها أحد
أما أنت أيها التمثال الصغير الأبيض يا ذات الشفاه الحمراء
كلا - حقًا إن جمالك صناعي صناعي للغاية.
التجاوز من فرط الحساسية
ابتهالة للخالق
صبور، غير غاضب.
يجلس في سكون ليصدر الأحكام.
يراك حتى وهو لا ينظر إليك.
يقيم في مكان قصي ولكن عينيه على المدينة.
يضحكهم.. فيضحكون.
أوهو هو : إنه أبو الضحك.
عينه حافلة بالفرح.
يقيم في السماء مثل خلية نحل.
أوباتالا: هو الذي يحيل الدم إلى أطفال.
ترجمة / غير مثبتة
راقص التونغو بورخيس يراقص ابن السلام والحرب، باث
يعترف الشاعر الأرجنتيني المتمرّد خورخي لويس بورخيس، بأنه عاد من أوروبا حاملاً راية التطرف، ويشير بورخيس إلى أن أفضل رد على سؤال عما إن كان متطرفًا، هو رد صديقه ومترجمه إلى الفرنسية نستور ايبارا الذي قال: إن بورخيس يتخلى عن كونه شاعرًا متطرفًا مع أول قصيدة يكتبها.. كم ينطبق هذا الوصف على الأسطورة مارادونا ابن بلد بورخيس، الذي سيواجه شعريا اليوم، ابن بلد اللاعب المكسيكي ماركيز، الشاعر المكسيكي المختلف أوكتافيو باث لوثانو..عاشق الهوية المكسيكية المعقدة. مع أن معنى اسمه باث - Paz باللغة الإسبانية السلام، إلا أن المؤرخ المكسيكي الكبير إنريكي كراوث وصفه قائلا: «لم يكن رجل سلام، لكنه رجل حرب، حرب جيدة، حرب فكرية نبيلة يشنها نتيجة غضبه وانفعاله"..
من نصوص خورخي لويس بورخيس
النهر
أن ننظر إلى النهر المصنوع من الزمن و المياه
ونتذكر أن الزمن مهر آخر،
أن نعرف أننا نكف عن الوجود، تماماً كالنهر
وأن وجوهنا تتلاشى، تماماً كالمياه.
أن تشعر أن اليقظة هي نوم آخر
يحلم بأنه ليس نائم، وأن الموت
الذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموت
الذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوماً.
أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاً
لأيام النوع الإنساني وسنواته
أن نترجم حنق السنين
إلى موسيقى و إشاعة و رمز.
أن نرى في الموت نوماَ، وفي الغروب
ذهباً حزيناَ، فذلك هو الشعر
خالداً معوزاً. لأن الشعر
يرجع كالفجر والغروب.
في أوقات الظهيرة، يطل علينا
وجه ما من أعماق مرآة،
لابد أن الفن مثل تلك المرآة
التي تنجلي لنا عن وجهنا نحن.
يروون كيف أن عوليس، وقد طوحت به الأعاجيب
كان يبكي حباً، ليلمح الطريق إلى ايثاكا
متواضعة خضراء
الفن هو ايثاكا
الأبد الأخضر تلك، وليس الأعاجيب.
وكنهر لا نهاية له أيضاً
يتقضى ويبقى، مرآة لشخص هيرقليطس القُلّب
الذي هو نفسه وشخص آخر سواه
مثل نهر لا نهاية له.
ترجمة/ سعيد الغانمي
نصوص لأوكتافيو باث
تكوير
عمود من الخفقات سامق
فوق محور الزمان الساكن
تغطيك الشمس وتعريك
ينسلخ من جسدك النهار
في ليلك يتيه
ينسلخ من نهارك الليل
في جسدك يتيه
تناوب أزلي
حديثة العهد أبداً
حاضرة منذ القدم.
مناجاة
تحت مكسور العمد،
بين الحلم والعدم،
تعبر مقاطع اسمك
ساعات سهدي.
شعرك الطويل الأصهب،
برق صيف،
يهفهف بعنف حان
على ظهر الليل.
تيار الحلم المظلم
بين الأطلال يتبع
يشيدك من العدم:
شاطئ ليلي رطب
حيث يمتد ويضرب
بحر حالم، أعمى.
أسباب الموت
حدثوني عن الوطن.
وكنت أفكر في أرض فقيرة،
قرية من تراب وأنوار،
وشارع وجدار
وإنسان صامت إلى جانب ذاك الجدار
وهاته الأحجار تحت شمس القفار
والنور الذي يتعرى في النهر
نسيان يقيم الذاكرة
ليس لنا ولا نستحضره،
أحلام النوم، حضور مباغت
يقول بها الزمان أنا لسنا نحن،
بل هو من يتذكر هو من يحلم.
ليس هناك وطن، هناك أرض، صور أرض
تراب ونور في الزمان..
ترجمة / غير مثبتة
هل سيتزحلق صاحب النشيد السلوفاكي على الزبدة الشعريّة الهولندية؟
في المواجهة الكروية التي سيقف فيها السلوفاك في ملعب واحد أمام الطواحين الهولندية، سيعزف النشيد السلوفاكي.. حينها قد يتذكّر أغلب السلوفاكيين شاعرهم الأوّل صامو تومازيتش، الذي كتب كلمات النشيد القومي السلوفاكي، مثلما كتب المثير من القصائد الملحمية عن مآثر البطولة المعنوية الجماعية للسلوفاك.. لكن هل ستقف تلك الحماسة الكروية والشعرية بثبات على زبدة الشعر الهولندي..؟ وخصوصا قصائد الشاعر بول سنوك، الذي يعتبر رائد الشعر الحديث في بلد الجبنة والبقرات السمان..
من نصوص صامو تومازيتش
شيء ما
الاثنين.
عاصمةٌ مرسومةٌ في العتمة، هناك
حيث ألف رجلٌ مكسالٌ أغنيةً:
بأن الحب ما زال ممكناً على الأرض.
وبسبب الكسل
وبسبب الملل
وثق الجميع بذلك وصاروا هكذا يعيشون:
ينتظرون موعداً،
يخافون فراقاً،
ويغنون أغاني الحب.
لكن ثمة من اكتشف سراً.
دفنه..
وغطاه بالصمت...
والمصادفة وحدها كشفت غطاء السر.
ومنذ ذلك اليوم
وحتى الآن
وكأن في كل الأشياء ما يؤلم .
اللغة
نحن نعلم بالذي يقع اليوم على الجميع،
وبالذي يحدث الآن
ونعلم بأن زمن الرجولة قد حان في ساعاتنا.
وبأن الرجولة لن تغادرنا.
وما من خوفٍ على الأموات الراقدين تحت وابل الرصاص،
وليس مراً أن نبقى دون دم –
لأننا سنحافظ عليك أيتها اللغة
أيتها الكلمة العظيمة.
حرةً ، نظيفةً سنأتي بك،
وللأحفاد نعطيك
ومن الأسر نحميك
وإلى الأبد !
من نصوص بول سنوك
شكسبير وغوتة.. أو عندما يلتقي الكبار
سمعة الشاعر الظاهرة ويليام شكسبير، تشبه إلى حدّ ما سمعة الكرة الإنجليزية، ولا جدال حول ما قدّمه ضباب سماء إنجلترا من إبداع وتميّز للعالم بأسره أدبا كان أم كرة.. الشاعر والكاتب المسرحي، مبدع هاملت، عطيل، روميو وجوليات وتاجر البندقية.. الشاعر الفذّ وليام شكسبير، واجه أمس، الشاعر الإستثنائي الآخر ابن الكبرياء الألماني، الشاعر الفيلسوف الأكبر غوته Goethe الذي "شغل الناس وملأ الدنيا"، وهو في الأدب الألماني بمنزلة المتنبي في الشعر العربي.. عندما يواجه شكسبير غوته، فالأكيد أن المقابلة ستكون أسطوريّة..
نصوص لشكسبير
الترجمة الأولى
ألا تشبهين صفاء المصيف
بل أنت أحلى وأصفى سماء
ففى الصيف تعصف ريح الذبول
وتعبث فى برعمات الربيع
ولا يلبث الصيف حتى يزول
وفى الصيف تسطع عين السماء
ويحتدم القيظ مثل الأتون
وفى الصيف يحجب عنا السحاب
ضيا السما وجمال ذكاء
وما من جميل يظل جميلا
فشيمة كل البرايا الفناء
ولكن صيفك ذا لن يغيب
ولن تفتقدى فيه نور الجمال
ولن يتباهى الفناء الرهيب
بأنك تمشين بين الظلال
إذا صغت منك قصيد الأبد
فمادام فى الأرض ناس تعيش
ومادام فيها عيون ترى
فسوف يردد شعرى الزمان
وفيه تعيشين بين الورى
ترجمة : د/ محمد عنانى
الترجمة الثانية
من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير وأطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدي ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق.
ترجمة/ د. صفاء خلوصى
نص لغوته
ملك العفاريت
من يسري ممطيا دابته عبر الليل والريح
إنه الأب برفقة ولده
يأخذ الصغير في أحضانه
يمسكه بإحكام ويدفئه
آه ولدي لمَ تخبئ وجهك خائفا؟
ألست ترى، أبتي، ملك العفاريت؟!
ملك العفاريت بالتاج والذيل؟!
ولدي، إن هو إلا خيط ضباب!
"أيها الولد المحبوب ، تعال ، تعال معي
كل الألعاب الجميلة ألعبها معك
الورود الملونة الجميلة على الشاطئ (في انتظارك)
وأمي أعدت (لك) لباسا ذهبيا"
أبي.. أبي.. أو لست تسمع؟
ما يعدني به ملك العفاريت بصوت خفيض..
كن هادئا.. كن هادئا.. بني
في الأوراق اليابسة لا تهفهف سوى الريح..
"ألا تريد أيها الولد الرقيق أن تأتي معي
بناتي في انتظارك
بناتي ينظمن الصفوف الليلية
ويتمرجحن ويرقصن ويغنون لك"
أبي أبي أولست ترى هناك؟!
بنات ملك العفاريت في المكان المدلهم؟!
ولدي.. ولدي.. إني أرى بجلاء
على البعد تلوح المروج القديمة داكنة!
"إنني أهواك، قوامك البديع يثيرني
فإذا لم تكن مطواعا، فإني سأقسو عليك"
"أبي أبي إنه الآن يجسني
ملك العفاريت (أبتي) يؤذيني!"
يقشعرالأب ويسرع في سيره
ممسكا في أحضانه الولد المتأوه
يصل إلى الباحة* بشق الأنفس
في أحضانه كان الولد ....
قد مات ..!
ترجمة: عتيق أخواجي
راقص الصامبا الشعرية بانديرا، في مواجهة المدهش نيرودا
الساحر البرازيلي، أو شاعر الصامبا، مانويل بانديرا واحد من أهم شخصيات حركة الحداثة الشعرية البرازيلية. صاحب "نجمة الصباح" (1936)، "نجمة المساء" (1963)، و"نجمة العمر كله" (1965)، يضاهي نجوم الكرة البرازيلية شعرا، كما سينافس شعريا اليوم، الشاعر التشيلي الكبير، بابلو نيرودا، صانع الدهشة صاحب مقولة "خير ألاّ يحدث أبدا من أن يحدث متأخراً"، معاكساً الحكمة المشهورة، وعن ولادة الشعر يقول:"هو يجيء من مرتفعات غير مرئية. أصوله غامضة ومعتمة، وينابيعه مستوحدة ومعطرة. كمثل نهر يأتي ويجرف كل ما يقع في درب تياره".
نصّ لمانويل بانديرا
خيبة أمل
أخط هذه الأبيات بحالة شخص ينتحب
مثبط العزيمة... خائب الأمل...
إغلق كتابي، إذا وجدت للحظة، يا من تقرأني
عدم وجود سبب لذرف الدموع.
شعري دم. نشوة متلفة...
حزن مبعثر... ندم لا طائل منه...
عروقي تتألم منه، مراً وحاراً
يتساقط قطرة قطرة من قلبي.
وهذه الأبيات المبحوحة من الألم المبرح
تنفجر كما حياتي بين الشفاه المنفرجة
تاركة مذاقاً مراً داخل فمي
أكتب هذه الأبيات كما شخص يحتضر.
إيرين في الجنة
إيرين السوداء
إيرين الممتلئة الوجنتين
هي دائماً إيرين الحبورة.
تخيّل إيرين تدخل الجنة:
أعذرني، يا الرجل الأبيض!
ويا مار بطرس المبتهج:
هيا، ادخلي، يا إيرين. لست بحاجة
إلى طلب إذن.
اجتراح كلمة
أقبّل قليلاً، وأتكلم حتى أقل.
لكني أبتكر كلمات
تترجم رقة أعمق وأكثر ألفة.
استنبطت مثلاً تعبير
"أهيمك"
بدلاً من أهيم بك.
"أهيمك"، يا تيودورا.
عميقاً
البارحة حين استسلمت للنوم
ليلة القديس يوحنا
كانت ثمّة سعادة وضجة
جلبة "قنابل" كرزية الفرقعة
أصوات تغني، وأخرى تضحك
مراقبة في نفس الوقت الألعاب النارية.
عند منتصف الليل صحوت
ولم أعد أسمع المزيد من الأصوات أو الضحك
كان ثمّة فقط بالونات
تمر متجولة
بصمت
وأحياناً فقط
ضجة عربة
تقطع الصمت
كما تقطع النفق.
أين صار أولئك الذين كانوا قبل قليل
يرقصون
يغنون
ويضحكون
متفرجين على الأسهم النارية؟
كانوا جميعاً نياماً
كانوا جميعاً مستلقين
نياماً ملء جفونهم.
نصّ لبابلو نيرودا
من نصّ "عشرون قصيدة حب"
إنه الصباح المليء بالعاصفة
في قلب الصيف.
مناديل بيض للوداع، الغيوم تجنح
والريح يدفعها بيديه المسافرتين.
قلب الريح لا يحصى، ويخبط
حبنا الصمت.
أوركسترالي وإلهي، يهمهم في الشجر
كلغة مفعمة بالحروب والأناشيد.
الريح لصّ سريع يخطف الشجر
ويحرف سهمه الهادر للطيور
يقلبها في موجة بلا زبد
مادة أصبحت بلا وزن، نيران تنحني.
إناء قبل غارق ومكسور
يهزمه للتو ريح الصيف عند الباب.
II
إنها النحلة البيضاء، السكرى بالعسل، التي
تطن في نفسي، تنكسرين في لوالب بطيئة
من الدخان.
أنا اليائس، الكلمة بلا صدى.
الذي حصل على كل شيء وفقد كل شيء.
الملجأ الأخير، فيك يحطم قلقي الأخير.
أنت في صحرائي الوردة الأخيرة.
آه! أيتها الصامتة!
اغمضي عينيك العميقتين. فالليل يجنح فيهما.
آه! عري جسدك من التمثال الخائن.
تمتلكين عينين عميقتين تصطفق فيهما أجنحة الليل.
وأذرع طرية للزهر وحضن ورد.
ونهدين شبيهين ببزاقات بيضاء.
فراشة ليلية تحط على بطنك.
آه! أيتها الصامتة!
ها هي الوحدة وأنت غائبة عنها.
تمطر. ريح البحر يطرد بجعاً تائهاً.
الماء يمشي بخطى غاربة في الدروب المبللة.
وورقة الشجرة تئن كمريض...
أيتها النحلة البيضاء الغائبة، في همهماتك تدم.
تنبعثين في الزمن، نحيلة وصامتة!
آه، أيتها الصامتة.
ترجمة / بول شاوول
ساموراي الهايكو يواجه مهندس الشعر البارغواني
عندما نذكر الشعر الياباني، تقفز إلى أذهاننا تلك المشاهد الطبيعية الرائعة.. أزهار اللوز.. الامتداد الأخضر.. تصوّف العصافير.. وأيضا اسم الشاعر الياباني الكبير ماتسوو باشو، أشهر الشعراء اليابانيين ومبدع الهايكو.. ينحدر نسبه من إحدى العائلات المحاربة العريقة "ساموراي". لذلك ستكون مواجهته الشعرية في الدور ال 16 من مونديالنا الشعري، مثيرة جدا مع شاعر البارغواي الأوّل، خوسيه ريكاردو مازو، المهندس والجيولوجي وعاشق الفلسفة، وواحد من أهم 50 شاعرا في أمريكا اللاتينية.. إنها مواجهة الصبر الياباني مع الصنعة البارغوانية..
نصّ لماتسوو باشو
كرة الثلج
أنت أضرمت النار
وأنا سأريك شيئا
مدهشا ورائعا
كرة ثلج
كبيرة
زهرة غريبة
زهرة غريبة
للطيور
والفراشات
هي سماء
الخريف
حديقة الشتاء
حديقة الشتاء
القمر نحيف
كالخيط
والفراشات
تغني
بركة قديمة
ضفدع يَقْفزُ في
صوت الماء
اليعسوب
لا يَستطيعُ الهُبُوط تماماً
على وريقة العشب
سكون
صرير السيكادا
يثقب في الصخورِ
2
يميل ضوء القمر
خلال بستان الخيزران
وقواق يبكي
3
راهب يَرْشفُ شاي صباح
الجو هادئُ
أزهار الأقحوان تتفتح
4
لا أزهارَ ولا قمرَ
يَشْربُ الساكي
وحبدا
ترجمة/ سالم الياس مدالو
نصّ لخوسيه ريكاردو مازو
سماء
هي ذي السماءُ .. إنها مهجورةٌ
فقد هوى القمرُ في البحرِ
لكنني .. أنا التي أحملكَ
لستُ وحيدة !
ها هو العالمَُ .. إنه مهجورٌ
وكلًّ الكائناتِ .. حزينةٌ كما ترى
لكنني .. أنا التي أحضنكَ
لستُ .. لا .. لستُ وحيدة !
غابةُ الصنوبر
لنذهبِ الآنَ إلى الغابة.
ستَمُرُّ الأشجارُ أمام وجهك
وسأتوَقَّفُ وأعرِضكَ عليها
لكنها لن تستطيعَ الانحناء.
الليلُ يحرسُ مخلوقاتِهِ
خلا أشجارَ الصنوبرِ التي لا تريم :
العيونَ الهرمةَ الجريحة التي
يسيلُ منها اللّبانُ .. والظهيراتُ الأبديةُ.
لو استطاعتِ الأشجارُ لرَفَعَتْكَ
وحَمَلَتكَ من وادٍ لواد
ولاَنتَقلْتَ من ذراعٍ لذراعَ
كطفلٍ يجري
من أبٍ إلى أب.
احتفالٌ سنوي
ونمضي .. نمضي
لا نائمينَ ولا أيقاظ
نحو اللقاء
غافلين أننا .. بلغناه بالفعل،
وأن هذا .. هو منتهى السكونُ،
وأن الجسد قد اختفى.
وما زال النداءُ غيرَ مسموعٍ
وما زال المنادي .. لم يسفر عن وجهه.
ولكن ربما كانت هذه يا حبيبي
هي الجائزة
جائزة الوجه الأبدي الذي لا وجه له
والمملكة التي .. لا شكل لها !
الماتادور الشعري غارسيا لوركا، في وجه جاره بيسوا
لم يعد الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا غريباً عن القارئ العربي، إذ عديدة هي الترجمات التي نجدها اليوم، لهذا الشاعر الذي وسم وحده، تاريخ الشعر البرتغالي، في النصف الأول من القرن العشرين، ابن بلد الساحر في الملاعب كريستيانو رونالدو، يواجه في الدور ال 16 لمونديالنا الشعري، ابن غرناطة.. وتلك الشحنة المتوقّدة من العاطفة والمشاعر المرهفة، الرائع الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا.. في ريعان شبابه أدرك أن «في هذا الزمن المأساوي في العالم، يجب على الفنان أن يضحك ويبكي جمهوره، ويجب أن يترك الزنبق الأبيض مغموراً حتى وسطه بالوحل، وذلك لمساندة الذين يبحثون عنه».. وكأنه يتحدث عن الكرة التي تضحك جمهورها من الفرح مثلما تبكيه حزنا..
نصوص لفرناندو بيسوا
حاصدة القمح المسكينة
تغني، حاصدة القمح المسكينة،
تظن نفسها سعيدة، ربما؛
تغني، وتحصد القمح، وصوتها، مليء
بترملّ مجهول وسعيد،
تتأرجح مثل نشيد عصفور
في الهواء الأنظف من عتبة.
كم من انحناءات في اللُحْمَةِ الناعمة
للصوت الذي تنسجه في نشيدها!
سماعها، يجعلنا سعداء، حزانى،
مرّ العمل والحقول في صوتها،
وتغني كما لكي تغني، كما لو أنها
تملك أسباباً أخرى غير الحياة.
آه، غنّي، غنّي بدون سبب!
تستولي الفكرة على أحاسيسي.
تعالي وانشري في قلبي
صوتك الحائر، المتموج!
آه! لو يمكنني أن أكونك، وأبقى أنا نفسي!
لو أملك لا وعيك السعيد
ووعي ذلك! أيتها الأغنية!
أيتها الحقول! أيتها السماء! العِلمُ
يزن كثيراً والحياة قصيرة جداً!
اجتاحيني! بدّلي
روحي بطيفك الخفيف،
ومن ثمّ، حين تحملينني، أمضي!
تحليل
مجردة جداً فكرة كينونتك
التي تأتي إليّ، ناظرة إليك، التي تركت
عينيّ في عينيك، تتوهان عن بصري،
ولا شيء يبقى في نظرتي، وجسدك
يبتعد عن نظري بعيدا،
وتبقى فكرة كينونتك قريبة جداً
من فكرة أنني أنظر إليك، ومن معرفة
تجعلني أعرف بأنك موجود، وبأني – عبر كوني واعياً بك فقط –
أفقد الإحساس بنفسي.
هكذا، في عنادي لكي لا أراك، أُكَذّب
وهم الإحساس وأحلم:
لا أراك، لا أرى شيئاً، لا أعرف
بأني أراك ولا حتى بأني موجود، باسماً
من عمق هذا الغسق الداخلي الحزين
الذي عبره أحس بأني أحلم بأني أشعر بوجودي.
نصوص لغارسيا لوركا
غرة الصباح
وكمثل الحب
فالرماة عميان
في الليل الأخضر
آثار السهام الدافئات زنابق
سفينة القمر
تحيل السحاب مزقا
والكنانات ملؤها الندى
آه، كمثل الحب
الرماة عميان
أغنية ماء البحر
البحر من بعيد يبتسم
أسنانه زبد
والشفاه من سماء
وأنت يا فتاة كدرة المزاج
نهداك صوب الريح
ما بضاعتك؟
سيدي :
إني أبيع ماء البحر
وأنت أيها الأسمر الفتى
ما الذي لديك بالدماء يمتزج؟
سيدي
ذاك ماء البحر
وأنت يا أماه
من أين تأتي دموع الملح؟
سيدي
إنما أبكي بماء البحر
ويا قلب وأنت، ثم هذا القبر
من أين ينبع الأسى؟
أجاج ماء البحر
البحر من بعيد يبتسم
أسنانه زبد
والشفاه من سماء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.