أقصى تقرير قائمة ”توب 15” للشركات والدول السريعة النمو، سوناطراك والجزائر هذه المرة، بعد المشاكل التي سجلتها سوناطراك والتلاعبات المشبوهة التي تحقق فيها العدالة لحد الآن، بخصوص منح 1600 صفقة بالتراضي من دون التقيد بالتنظيم المعمول به قانونيا شركات الصين حاضرة بقوة في قطاع البناء وعمليات الدمج تستحوذ على الاتصالات أفرزت نتائج التقرير الصادر عن مجموعة ”بوسطن” الاستشارية لسنة 2011، عن خسارة الجزائر لمكانتها ضمن الدول السريعة النمو، بالرغم من تحقيقها لنمو خام وطني بلغ 4 بالمئة خلال 2010، إلا أن مشاكل سوناطراك وتراجع أداء قطاع النفط، بدليل تراجع الإقبال على مناقصات التنقيب عن البترول والغاز، حال دون تحقيق مكانة دولية ضمن أحسن 100 شركة تابعة للدول السائرة في التطور، ولم تحظ الجزائر ولا سوناطراك ولو بمقعد ضمن قائمة ”توب 15” للدول السريعة النمو، في حين حظيت السعودية ومصر والإمارات العربية بثلاثة مقاعد، بعد أن أكدت مجموعة من شركاتها الريادة في السوق الجهوية، وتأثيرها في النمو العالمي، منها شركات موانئ دبي، وطيران الإمارات، فيما احتفظت روسيا، المكسيك، الهند، البرازيل، والصين بهيمنتها على القائمة. وأكدت الصين قوتها الضاربة في قطاع البناء، حيث أكد التقرير أنه من بين كل 5 شركات رائدة في هذا المجال نجد 3 شركات صينية، تؤكد وزن هذا البلد ومساعيه في تحقيق نمو قياسي وتنافسي، للإطاحة بالقوى الصناعية العظمى، لا سيما وأنه يعتمد على التخطيط الوطني، والفنيات والابتكارات الداخلية، إلى جانب التقنيات غير المكلفة، ما مكّنه من توسيع دائرة نفوذه إلى الأسواق النامية، وطغت تكنولوجياته على باقي العلامات الدولية. وانتهزت مجموعة ”بوسطن” الاستشارية، الفرصة لعرض مجمل الأُحاديات التي استند عليها التقرير، من حيث العائدات المرتفعة للشركات، والأداء الاستثماري، وكذا استحواذها على عمليات الدمج العالمية، وشرائها لأصول شركات أخرى، ودرجة استحواذها على العلامات التجارية وريادتها للأسواق الداخلية والخارجية، وهي الأُحاديات التي لم تجد ضالتها لدى الشركات الجزائرية، وبقيت تغرد خارج السباق، بالرغم من أن قائمة ”توب 15” سيتم دمجها في قائمة ”فورتشن 500 العالمية” لأضخم الشركات المؤثرة في السوق الدولية إلى غاية 2015، وسيتم إدراج عدد من شركات ”توب 15” ضمن هذه القائمة، اعتبارا لقوتها الاستثمارية وصداها التجاري. اندماج ”أوراسكوم” في ”فيمبلكوم” لم يتحقق بعد وخصص التقرير حيزا كبيرا لعرض مزايا الشركات المتنافسة على قائمة تضم 100 أحسن شركة دولية، ساهمت في تحريك عجلة النمو في بلدانها الأصل، ومكّنتها من تبوأ مكانة ضمن الدول السريعة النمو بين 2010 وبداية 2011. ولم تكن سوناطراك ضمن قائمة ”المتنافسون العالميون” هذه، مسجلة بذلك تراجعا رهيبا لمكانتها ضمن قوائم ”التوب” التي تُعدها معاهد متخصصة عالميا بعد إجراء عدة بحوث وتقارير شاملة لمختلف جوانب الاستثمار والتعاملات. ولن تكون حسب الأخصائيين ضمن ”التوب” على المدى القصير، في انتظار تحولات أخرى يتبعها إقبال الأجانب على المناقصات المفتوحة التي تُطلقها سوناطراك ووزارة الطاقة للتنقيب عن النفط. وللإشارة، فإن قطاع البناء استحوذ على حصة 20 بالمئة من إجمالي حصص القطاعات المتنافسة على قائمة ”توب 15”، وحضرت الصين بقوة، ما يؤكد توجه الدول السريعة النمو إلى الاستثمار في البُنى التحتية وتشييد الهياكل القاعدية، مثلما يحدث في الجزائر، تمهيدا لإقامة ثورة صناعية يتم بناؤها على أنقاض ثورة الدول الصناعية ال 20. وفي إطار عمليات الدمج، فإن قطاع الاتصالات استحوذ على حصة 35 بالمئة، حيث سجلت سنة 2010، نحو 134 عملية دمج بين شركات الاتصالات والهاتف النقال وخدمات الإعلام، أهمها عملية اندماج ”أوراسكوم” التابعة للمصري ساويرس في ”فيمبلكوم” الروسية، واعتراض الشريك النرويجي ”تيلينور” وتبعات مفاوضات شراء ”جازي” من قبل الحكومة الجزائرية، وهي الصفقة التي لم تتم لحد الآن.