علمت "الفجر" من مصادر إدارية من مؤسسة توزيع وتطهير المياه بعنابة أن لجنة تحقيق ثانية مشتركة بين وزارات الداخلية، الموارد المائية والصحة كانت قد حلت بالولاية لمباشرة تحقيقات ثانية بخصوص اجتياح موجة داء التيفوئيد منطقة السهل الغربي للولاية مخلفة وفاة شخص وإصابة قرابة 70 آخرين منذ 17 جويلية الماضي. وستكمل، حسب مصادر الفجر، هذه اللجنة المشتركة تقرير سابقتها القادمة من وزارة الصحة، منتصف شهر أوت الجاري، لتقصي الوضع بالولاية، حيث سيتم الوقوف على خلفيات انتشار داء التيفوئيد بعنابة بشكل سريع وغير مسبوق، علما أن اللجنة المشتركة كانت قد حلت بالولاية مباشرة بعد كشف نتائج تحاليل العينات المائية المأخوذة من حي الريم والأحياء المجاورة له، أين سجلت أكبر نسبة إصابة، والتي تؤكد أن السبب الرئيسي في تفشي المرض هو تواجد الميكروبات المسببة لحمى التيفوئيد في مياه الشرب نتيجة تلوث هذه الأخيرة بالمياه القذرة، بسبب عطب في القناة الرئيسية لصرف المياه والتزويد بماء الشرب، على مستوى مداخل الحي، كما زاد في تدهور الوضع بقايا المياه التي تواجدت في الخزان المائي للحي والتي لم يتم التخلص منها عندما تم تزويد السكان بمياه الشرب. وعلى ضوء هذه المعطيات، تم استدعاء القائمين على "سياتا" عنابة للتحقيق معهم خاصة وأنهم أكدوا مرارا على صلاحية مياه الشرب، ما وضع المؤسسة في موقف صعب، علما أن طاقمها التسييري كان قد عاش أصعب فتراته الإدارية منذ فض الشراكة مع الشريك الألماني ماي الفارط، وقد تكشف الأيام القادمة خبايا هذه المؤسسة التي يشوبها الغموض منذ تولي مديرها السابق المقال منصب الإدارة العامة بها، إلى أن تمت إقالته مؤخرا وتنصيب مدير جديد خلفا له.
