أظهرت برقية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين شككوا في تقارير بأن قياديا بمجموعة المهاجمين التي شنت هجمات 11 سبتمبر التقى مسؤولا بالمخابرات العراقية في براج، قبل بضعة أشهر من وقوع الهجمات، وهو ما يزيد من تقويض حجج إدارة جورج بوش بشان غزو العراق. وكشف مدير المخابرات المركزية الأمريكية، جون برينان، أن بعض ضباط الوكالة استخدموا أساليب ”كريهة” مع معتقلين احتجزوا عقب هجمات سبتمبر، وأنه ”لا سبيل لمعرفة” ما إن كانت ما تسمى ”أساليب التحقيق المشددة” أدت إلى الحصول على معلومات مفيدة. ورفض برينان ما خلص إليه التقرير من أن الوكالة، التي تواجه انتقاداً عقب تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي يفصل استخدام المخابرات الأمريكية للتعذيب ضد المعتقلين بعد الهجمات، خدعت البيت الأبيض والكونغرس والجمهور بشأن برنامجها للاستجواب، وذلك بعد أن نشرت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، التقرير عن تحقيق دام 5 سنوات وكشف أن المخابرات المركزية ضللت البيت الأبيض والجمهور بشأن برنامجها للاستجواب وأنها تصرفت بقسوة وبصورة متكررة أكثر مما اعترفت به. لكن مدير المخابرات المركزية الأمريكية قال أن ”الأغلبية الساحقة من الضباط المشاركين في البرنامج في المخابرات المركزية نفذوا مسؤولياتهم بإخلاص وحسب الإرشاد القانوني والسياسي الذي زودوا به، وخلصت لجنة مجلس الشيوخ في تقريرها إلى أن الوكالة فشلت في إحباط أي مؤامرة رغم تعذيب محتجزين من القاعدة وغيرها من الجماعات في منشآت سرية في أنحاء العالم بين عامي 2002 و2006 حين كان جورج بوش الابن رئيساً”. وقال برينان إن المخابرات المركزية تعتقد أن المعلومات التي أمكن الحصول عليها من المعتقلين الذين تعرضوا لأساليب التحقيق المشددة، ساعدت في تحديد مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتل في غارة أمريكية في باكستان في 2011، لكنه سلم بأنه ليس واضحاً ما إن كان من الممكن الحصول على المعلومات من دون استخدام مثل تلك الأساليب.