سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤرخون: يجب الإسراع في تسجيل الشهادات التاريخية من أصحابها أوصوا بإيلاء "عناية" لمراكز التعذيب والمعتقلات إبان الثورة حتى تكون "شواهد حية لحفظ الذاكرة"
دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول ”مراكز التعذيب والمعتقلات في الولاية الخامسة التاريخية”، الذي اختتمت أشغاله أمس الأول بتلمسان، إلى الإسراع في تسجيل الشهادات التاريخية الحية من أفواه صانعيها حتى ”ترتقي كتابة التاريخ إلى الكتابة النزيهة والموضوعية”. كما أوصى المشاركون بإيلاء ”العناية الكاملة” لمراكز التعذيب والمعتقلات للمستعمر الفرنسي وترميمها حتى تكون ”شواهد حية لحفظ الذاكرة”، وكذا ”إشراك المجاهدين والتنسيق مع المنظمة الوطنية للمجاهدين في تنظيم الملتقيات”. وتميز اليوم الثاني من هذا اللقاء، الذي حضره مجاهدون من 14 ولاية، فضلا عن عدد من الباحثين والمؤرخين، بتقديم محاضرتين، الأولى بعنوان ”ممارسات التعذيب من خلال قراءة في مذكرة مجاهد”، للدكتور سيد أحمد بن دواد، من جامعة تلمسان، الذي قدم فقرات من هذه المذكرة تصور بشاعة التعذيب الذي سلطه المستعمر على المجاهدين، دون الخوض في تفاصيلها، تحاشيا لخدش الحياء ومس رهافة الإحساس، وفق المحاضر. ومن جهته، نشط الدكتور نصر الدين بن داود، من نفس الجامعة، محاضرة حول ”إاستراتيجية الثورة في مواجهة سياسة التضييق الاستعمارية”، مبرزا بعض التدابير الجريئة والشجاعة التي قام بها جيش التحرير الوطني لمواجهة الممارسات القمعية واجتياز الحواجز مثل الأسلاك الشائكة المميتة. كما قدم بعض المجاهدين شهادات حية حول كفاح الولاية الخامسة التاريخية، منهم العقيد مصطفى عبيد المدعو ”سي رضوان” رئيس المؤسسة الوطنية لذات الولاية، الذي ذكر بالعملية التي قام بها المجاهدون تحت قيادة الشهيد العربي بن مهيدي ليلة أول نوفمبر بناحية ”أحفير” ببلدية عين غرابة (تلمسان)، واستهدفت كمية هامة من الفلين بإتلافها للحيلولة دون تصديرها من طرف المعمر. وتطرق المجاهد عفان كزان جيلالي إلى الآليات التنظيمية للولاية الخامسة التاريخية بغرب الوطن، وسرد بعض الأحداث التي كان أبطالها مجاهدون ذاقوا ويلات التنكيل والتعذيب بالمعتقلات والسجون الاستعمارية المنتشرة بالمنطقة.