حمل الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، الأحزاب السياسية مسؤولية العزوف الانتخابي، مشيرا إلى أن أزمة الخطاب كرّست الظاهرة وعمقت مشاعر الخيبة، مؤكدا أن الأحزاب تعاني أزمة خطاب على عديد المستويات. وأكد أبوجرة سلطاني على صفحته الرسمية للفيسبوك أن ”الأحزاب السياسية في الجزائر تعاني أزمة خطاب على عديد المستويات، تنعكس على التعبئة الشعبية والتحريك والتحشيد”. فعلى المستوى الداخلي الخاص، قال سلطاني إن ”الأحزاب في الجزائر ما زالت تخاطب المناضلين من داخل أقبيّة مغلقة وكأنهم هم الشعب والدولة والسلطات الثلاث، فإذا خرجوا من مقراتهم اكتشفوا أنهم غرباء عن المجتمع، تؤذيهم الأضواء ويؤلمهم ما يقول عنهم الناس”، لأن خطابهم - حسبه - ”محكوم بفكر المؤامرة التي تجعل كل مناضل يخاف أن يذوب في محلول الجماهير”. وعلى المستوى الاستهلاكي العام قال الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أن الخطاب السياسي ما زال يدندن حول الخوف على الإسلام وعلى الوطن والتاريخ والحريات والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة مضيفا ”فهو خطاب متوجّس لا يقطع أرضا ولا يبقي ظهرا، ولا يقنع عازفا بالذهاب إلى استخدام حقه في تغيير منكر كبير بورقة انتخابيّة يقول فيها نعم لهذا البرنامج أو ذاك، ثم يتحمل مسؤوليته في التغيير”. وعلى المستوى الحزبي الانتخابي قال سلطاني إن الخطاب ما زال مربكا للرأي العام، يسائل زعماء الأحزاب عن الفروق بين البرامج والسياسات والخطاب. ووجه الرئيس السابق لحمس اتهامات للأحزاب السياسية التي قال إنها كرّست العزوف وعمقت مشاعر الخيبة وجعلت الوعاء يتناقص والحلم يتقلص والأنصار يصابون بالإحباط من خلال أزمة الخطاب، مشيرا إلى أن الانخراط في لعبة الكبار يتطلب خطابا كبيرا واسعا مستوعبا لقضية الحياة كلها، يجد فيه الرأي العام أمله في الخلاص، قائلا ”أما اللعب على سياسة ”عمى الألوان” فلعبة لم تعد مستساغة بعد أن صار العالم مفتوحا وصار بمكنة كل مواطن أن ينشئ قناته الخاصة في ركن من نسيج الشبكة العنكبوتية، يجعل إرساله على موجة التجريح والشتم والقدح ورمي العالم كله بالويل وسواد الليل”.