يستضيف متحف تيت مودرن في لندن معرض يضم لوحات لبيكاسو. وستكون اللوحات الثلاث التي وصفتها مديرة المتحف فرانسيس موريس بأنها ”حسية، غاوية وجميلة”، محور أول معرض منفرد لأعمال بيكاسو في المتحف يركز على سنة تكوينية واحدة من حياة الفنان هي سنة 1932. في ذلك العام احتفل بيكاسو بعيد ميلاده الخمسين، وأقام أول معرض استرجاعي كبير لأعماله في باريس وزوريخ فكان المعرض الذي رسخ مكانته بوصفه ”حامل راية الفن الطليعي في مقدمة حركة الفن التقدمي”، على حد تعبير نانسي آيرسون التي تشارك في تنظيم المعرض. وكان هذا المعرض هو الذي قدم والتر إلى الجمهور بعد ظهورها في العديد من اللوحات المعروضة. والتقى بيكاسو الذي كان متزوجاً وقتذاك وله ابن ماري تيريزا والتر في عام 1927 حين كانت في السابعة عشرة من العمر بعد ان لفتت انتباهه ملامحها المتميزة في شوارع باريس. وبدأ الاثنان علاقة أبقاها بيكاسو سرية حتى عام 1932. وفي عام 1935 أنجبت له ابنة رغم انه انتقل وقتذاك إلى عشيقته التالية دورا مار. وانتحرت والتر في عام 1977. اعترف منظمو المعرض بأن علاقة بيكاسو مع والتر كانت ”إشكالية” لا سيما وأنها كانت مراهقة وهو فنان ثري وصاحب شهرة في الخامسة والأربعين من العمر. كان بيكاسو سيء الصيت بعدد عشيقاته ولكن أعماله الفنية التي تصور هؤلاء النساء تعتبر من أهم لوحاته وأجملها. سيأخذ المعرض زواره عبر سنة 1932 شهراً بعد شهر مقتفياً أهم اللوحات والأعمال التي رسمها بيكاسو على الورق في تلك السنة. وستضم الأعمال المعروضة لوحات شهيرة مثل ”فتاة أمام مرآة” التي تُعرض عادة في متحف الفن الحديث في نيويورك و”الحلم” التي تصور والتر تحلم نائمة ولم تُعرض قط من قبل في بريطانيا.. واللوحات الثلاث الآن بحوزة مقتنين أفراد ولم تُشاهد معاً منذ معرض بيكاسو الاسترجاعي عام 1932. وأُنجزت اللوحات الثلاث في بيت بيكاسو الريفي المتداعي في بويزيلوب شمالي باريس وستُخصص في المعرض قاعة لإعادة أجواء ذلك المكان المهم في حياته. وفي حين آن الرأي المتفق عليه ان بيكاسو استوحى اللوحات الثلاث من مخيلته. وقالت موريس إن المعرض مناسبة استثنائية و”فرصة لا تتكرر إلا مرة في زمن حياة كاملة لرؤية هذه الأعمال معروضة في مكان واحد، في حوار بينها حيث يتفتح الإبداع يوماً بعد آخر.