رغم الوعود التي قدمها وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، عشية الدخول المدرسي يوم 13 سبتمبر الماضي، بشأن تسليم الاكماليات التي هي في طور الانجاز في آجالها المحددة لضمان دخول مدرسي عادي، إلا أن ظهور المشاكل الناجمة عن الاكتظاظ بالعديد من الاكماليات من حين إلى آخر وعدم التحاق بعض تلاميذ هذا الطور حتى الآن بمقاعد الدراسة يؤكد العكس. فالتلاميذ الذين من المفترض التحاقهم بإكمالية "مصطفى مرزوق" ببلدية زرالدة يقبعون بمنازلهم، لأن الاكمالية لاتزال عبارة عن ورشة مفتوحة رغم الوعود التي تلقاها التلاميذ وأولياؤهم بتسليمها في بحر أسبوعين بعد الدخول المدرسي. وعبر أولياء التلاميذ في تصريح "للفجر" عن استيائهم الكبير من استمرار الأوضاع على حالها، خاصة في ظل عدم تقدم الأشغال بالشكل الذي يضمن التحاق التلاميذ بالمؤسسة التربوية الشهر الجاري، لأن أجزاء من الجدران لم تكتمل بعد، بالإضافة إلى عدم وجود النوافذ والسبورات والكراسي والطاولات في أغلبية القاعات. وأمام هذه الوضعية، تساءل أولياء التلاميذ عن مصير أبنائهم، مشيرين إلى أن عددا منهم وبشق الأنفس اضطروا إلى تسجيل أبنائهم بإكماليات خارج البلدية التي ينتمون إليها أو تبعد بمسافات طويلة عن مقر إقامتهم. وعبر الأولياء عن تذمرهم من الحلول الترقيعية التي تقوم بها وزارة التربية للتكفل بالوضعية، حيث تبرمج إدارة الإكماليات التي هي في طور العمل دروسا كل يوم خميس للتلاميذ الذين تعذر عليهم الالتحاق بمقاعد الدراسة جراء الاكتظاظ، معتبرين العملية مضيعة للوقت، سيما وأن عملية استدراك البرنامج البيداغوجي الأسبوعي في ظرف ساعات أمر مستحيل. ويذكر في السياق ذاته، أن العديد من تلاميذ الطور الإكمالي بكل من ولايات المدية، تيبازة، الجزائر والبليدة يواجهون مشاكل مماثلة، حيث لايزالون ينتظرون الإجراءات المناسبة لتمدرسهم الجيد، وهذا جراء النقص الموجود في هياكل الاستقبال بالإكماليات التي استقبلت أول مرة في تاريخ المنظومة التربوية الجزائرية 3 ملايين تلميذ من المجموع العام المقدر ب 8 ملايين تلميذ، أي بزيادة قدرها 4.5 بالمائة،وهي الزيادة التي لم تستوعبها الهياكل البيداغوجية المستحدثة، والمتمثلة في استحداث 383 متوسطة وتوسيع 3 آلاف قسم، إلا أنها لم تضمن التحاق جميع التلاميذ بمقاعد الدراسة في الوقت المناسب.