عرف المهرجان الوطني لأغنية الراي لسيدي بلعباس، ليلة الأحد، في ثالث سهراته، تميز مغني الراي الشاب بلال الصغير الذي خطف الأضواء، وأمتع الجمهور الحاضر بقوة خلال هذه التظاهرة الفنية الثقافية. واستطاع المغني الشاب أن يكسب قلوب الجماهير الغفيرة التي غصت بها قاعة العرض الكبرى لدار الثقافة كاتب ياسين، لاسيما فئة الشباب، الذين رددوا أغانيه ورقصوا على إيقاعاتها في أجواء بهيجة وحماسية. وكان لبلال الصغير أداء مميز لأغاني الراي الشبابية لاسيما العاطفية منها التي تحكي قصص وقصائد مختلفة تفاعل معها الجمهور بقوة، صانعا الفرجة والبهجة خلال هذه السهرة المميزة التي ستظل بلا شك في ذاكرة الشباب الحاضر خلال هذه الفعاليات. وحسب تصريحات بعض المتفرجين، فإن بلال الصغير استطاع كسب قلوب الشباب بفضل أدائه المميز لأغاني الراي العاطفية التي تتميز بالإيقاعات الهادئة التي تلبي مختلف الأذواق وتبعث الراحة في النفوس لدى سماعها. كما اكدوا على ضرورة المحافظة على فن الراي بطابعه الأصيل من خلال انتقاء الكلمات والألحان وتوظيفها بشكل يؤدي رسالة فنية راقية. وفي تصريح للصحافة، أعرب من جهته الشاب بلال الصغير عن رضاه بهذا الحفل وبالجمهور الذي تجاوب مع أدائه منوها بجهود مختلف الفاعلين من أجل المحافظة على هذا الموروث الثقافي اللامادي. وصرح من جهته محافظ المهرجان الفنان محمد بوسماحة، أن هذه التظاهرة الفنية الثقافية تسعى في كل طبعة لاختيار الأنسب من الأصوات التي تؤدي أغاني رايوية ترقى لمسامع الجماهير من مختلف الفئات العمرية ليظل المهرجان الوطني لأغني الراي عرسا ثقافيا قارا بسيدي بلعباس مهد فن الراي. هذا وعرفت السهرة الثانية من المهرجان الوطني لأغنية الراي في طبعته ال11 المنظمة بسيدي بلعباس حضورا ملفتا من الجمهور الذي استمتع بالراي الأصيل والعصري، ما صنع أجواء من الفرحة والبهجة وسط الحضور. وتميزت هذه السهرة الفنية بتعاقب مغنيي الراي الذين أبدعوا في أداء أغاني رايوية أصيلة مستمدة من التراث القديم لهذا الفن المتميز، وأخرى عصرية تجاوب معها الجمهور العريض الذي غصت به قاعة العرض الكبرى لدار الثقافة كاتب ياسين. وقد تألق خلال هذا الحفل البهيج شيوخ أغنية الراي الأصيلة على غرار الشيخ الحطاب والشيخ بلمو اللذان أديا قصائد من التراث الفني الكبير لأغنية الراي، إلى جانب إبداعهما في طابع العلاوي المفضل لدى العائلات العباسية التي تجاوبت مع إيقاعه الفريد من نوعه. كما كان للأغاني الرايوية الشبابية نصيب في هذه السهرة التي عرفت مرور فنانين شباب ألهبوا ركح المسرح على غرار الشاب كادير الجابوني الذي تميز بأداء العديد من الأغاني العاطفية، منها والحماسية والتي رددها معه الشباب الذين لم يتوقفوا عن الغناء والرقص، في أجواء من البهجة والحماس. وحسب تصريحات بعض العائلات الحاضرة في هذه السهرة الفنية، فإن هذه الأجواء البهيجة التي يصنعها هذا الحدث الفني والثقافي تعكس مدى تعلق مواطني سيدي بلعباس بهذا الموروث اللامادي لفن الراي الأصيل والعصري الذي استطاع أن يصل حدود العالمية. ولأن المهرجان الوطني لأغنية الراي يستقطب الجمهور من مختلف الشرائح والفئات ويستهوي الكبير والصغير بطابعه الأصيل والعصري، يظل عشاق أغنية الراي بسيدي بلعباس يأملون في توسيع نطاق هذا الحدث الثقافي وتنظيمه بأماكن أوسع تستقطب أكبر عدد ممكن من الجمهور على غرار المركب الرياضي 24 فيفري، مثلما كان عليه الحال في الطبعات الأولى. ويأمل المنظمون من جهتهم في المحافظة على هذه التظاهرة الثقافية الفنية ومواصلة تنظيمها باستمرار في مدينة سيدي بلعباس وتوسيع مشاركة الفنانين من شيوخ الراي والفنانين الشباب وكذا فرق الراي المميزة.