يرى المتتبعون أن بداية نهاية أي دولة استعمارية أو نظام استبدادي ديكتاتوري همجي، يتجلى في كثرة المجازر التي يرتكبها، في حق شعب أعزل، وهو الذي تقوم به دولة الكيان العبري منذ أزيد من 60 سنة، ضد الشعب الفلسطيني. فبعدما أقام اليهود الدنيا وأقعدوها على خلفية ما يسمى ب الهلوكوست التي قام بها ادلف هتلر في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا الكيان العبري اليوم، وأمام مرآى العالم، يكررون منذ أزيد من 6 عقود خلت مجازر ومحارق في حق الشعب الفلسطيني، أمام صمت دولي رهيب بالنسبة للأنظمة الغربية التي تدّعي الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، أمام هذه المجازر المتكررة التي راح ضحيتها خلال العدوان الأخير حوالي 2000 شهيد وآلاف الجرحى، هذه الهمجية التي يقوم بها الكيان العبري ردت عليه المقاومة بضربات موجعة نقلت الرعب إلى داخل مستوطنات الاحتلال، هذا الذي فرض على المستوطنين بالخروج في مظاهرات، أول أمس، داخل الكيان الصهيوني يطالبون بالسلام ورحيل نتنياهو، وهو ما يراه المختصون القطرة التي قد تفيض الكأس في الداخل الاسرائيلي والذي بدأت فيه التصدعات الداخلية وهو مسار كل الدول الاستعمارية عبر التاريخ، حيث يروه طريق بداية النهاية للكيان الصهيوني. الصهاينة يطالبون برحيل نتنياهو خرج أول أمس، الآلاف من الصهاينة في المستوطنات، على غرار تل الربيع ومدن الاحتلال، في أكبر مظاهرة ضد قيادات الكيان العبري، داعين إلى وقف اللاأمن الذي تشهده البلاد منذ بداية العدوان في غزة في أوائل جويلية الماضي. وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها نعم لحل دبلوماسي مع الفلسطنيين . المقاومة تنجح في جر نتنياهو إلى المقصلة لعل تحرك المستوطنين الصهاينة ضد قياداتهم من اجل السلام لم يكن عبثيا، بل صنعته ملحمة المقاومة الفلسطينية في غزة خلال العدوان الأخير، والذي اعترف فيه الكيان الصهيوني بخسائر كارثية على المستوى العسكري، في حين طالت آلة الاحتلال منازل المواطنين الأبرياء والعزل خلال العدوان، المقاومة الفلسطينية في القطاع نقلت الرعب ونجحت في إخراج الجماهير وإرغامهم على قبول التهدئة والرضوخ لمطالب سكان القطاع من خلال فك الحصار وبناء ميناء في غزة، وفتح المعابر، وغيرها من المطالب الأخرى، التي تقوم بعض المصادر أن قادة الاحتلال يتجهون إلى الرضوخ والقبول بها من أجل تأمين حياة المستوطنين، الذين فروا من الحدود المتاخمة مع قطاع غزة إلى المستوطنات الداخلية، خوفا من صواريخ المقاومة التي كان ردها قاس على المجازر التي ارتكبها الصهاينة في حق سكان القطاع، وما المظاهرات الاخيرة من قبل المستوطنين لدليل ان ايام بن اليمين نتنياهو معدودة على رأس الكيان الصهيوني الغاشم والمغتصب لحق الشعب الفلسطيني طوال أزيد من 6 عقود.