زمن الغربان هي آخر رواية للأديب الجزائري جيلالي خلاص، التي صدرت مؤخرا عن دار القصبة للنشر. هذه الرواية تلخص كل الأزمات، والمساوئ التي قد يمر بها مجتمع ما، في 262 صفحة. مع شخصيات معقدة، منها المغامر ومنها الشجاع ومنها أيضا الانتهازي، نكتشف بيئة الحرب الأهلية وزمن الغربان ، كما جاء في عنوان الرواية. فمن الصفحات الأولى، يجد القارئ نفسه في قلب الأحداث. مع فوسطو عالم كبير أمه إيطالية وأبوه الطيب عامر، أحد قادة حركة الخبزة الذي كان يدعوا إلى مظاهرات سلمية، نكتشف بيئة الحرب الأهلية المدمرة التي اندلعت بسبب أزمات اقتصادية واجتماعية نتجت عن نضوب البترول وعن الكسل وعدم المبالاة وغيرها من الأمراض السياسية والاجتماعية. فالحرب كانت قد اندلعت منذ سنوات بعد مجزرة الكبش، حينما قتلت قوات عبد السلام بلكروش المئات من المتظاهرين الذين كانوا يهتفون الخبزة أمام تمثال الكبش. منذ تلك الموقعة، قرر المتظاهرون تأسيس حركة الخبزة التي دخلت في عصيان ضد بلكروش. ففي هذه البيئة، لا يوجد لا انترنيت ولا كهرباء وفي بلد البركسة خلق الظلم وعدم التسامح والتزمت الديني وفوق ذلك كله التطاحن على السلطة. وفي خريف من ذات السنة، أي 2072، هي سنة القائد اشبوني الذي سيتولى قيادة أركان جيش حركة الخبزة ، ذلك التاجر الغني الثري، الذي سيقود الحركة من نصر إلى آخر. إن هذه الرواية الخيالية، وبكل ما يتيحه الخيال من تصور ومن تجاوز لما هو واقع، هذا الخيال المتجسد في بلاد البركسة، كم هو شبيه بواقع الجزائر، فجيلالي خلاص وظف واقع بلاده ليحذر الجميع مما قد تؤول إليه الأوضاع. فالرواية هذه، هي إنذار لما قد سيحدث في المستقبل إن لم نكن اليوم حذرين، ولم ننتهج الطريق الحقيقي للتقدم والرقي. إن رواية زمن الغربان رواية قوية وصادمة وإن كان الطابع الهزلي هو السائد.