شرع المبعوث الأممي للصحراء الغربية هورست كوهلر، أمس في زيارته إلى المنطقة تهدف إلى بعث مسار المفاوضات لتسوية نزاع الصحراء الغربية المتوقف منذ 2012. وتتضمن الجولة الدبلوماسية الثانية لكوهلر، إلى المنطقة أربع مراحل تقوده إلى كل من الجزائر والمخيمات اللاجئين بتندوف ونواكشوط والرباط بالإضافة إلى ثلاث مدن بالصحراء الغربية، ويتعلق الأمر بالداخلة والعيون والسمارة. وتجدر الإشارة، إلى أن كوهلر، قد قام في شهر أكتوبر 2017 بجولته الأولى إلى المنطقة على أمل بعث المفاوضات بين طرفي النزاع وقد حدد الرئيس الألماني الأسبق في اجتماعه الأول، بمجلس الأمن الدولي الذي جرى في شهر مارس الأخير بوضوح مهمته كمبعوث شخصي للأمين العام الأممي، والتي تتمثل في إيجاد طريق إلى المستقبل على أساس حل يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي. كما شرح المبعوث الأممي، خلال هذا الاجتماع الاعلامي رؤيته حول مسار السلام موضحا أن هدفه يكمن في استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، إلا وهما المغرب و جبهة البوليساريو، وذلك خلال سنة 2018. وفي هذا الصدد، أعلنت الحكومة الصحراوية عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الطرف المغربي دون شروط مسبقة، حيث أكد الوزير الأول الصحراوي، محمد الولي أعكيك، عن ترحيبه بزيارة كولر، الذي يسعى إلى الإتصال بمختلف الفاعلين سواء كانوا فاعلين مباشرين وهما جبهة البوليساريو والحكومة المغربية أو دول الجوار، على غرار الجزائر وموريطانيا، أو على المستوى الدولي من خلال الاتصال مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة . وأوضح أن الحكومة الصحراوية مستعدة لاستئناف أية مفاوضات التي تهدف إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره . قوات الاحتلال المغربي تشن حملة اعتقالات عشية زيارة كوهلر وقامت سلطات الاحتلال المغربية، قبل يومين بحملة مداهمات لمنازل صحراوية بالعيون المحتلة تلتها اعتقالات طالت عددا من الشبان الصحراويين. ذكرت ذلك وكالة الأنباء الصحراوية (واص) نقلا عن رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية التي أفادت بان قوات الاحتلال المغربية نفذت حملة اقتحامات واعتقالات طالت عدد من الشبان الصحراويين، من بينهم منصور الموساوي وحمزة بوشيكر . كما نقلت الوكالة عن والدة الطفل منصور الموساوي، قولها أن أكثر من ثلاثة سيارات تابعة للشرطة المغربية حاصرت منزلها صباح أمس عند الساعة العاشرة صباحا، قبل اقتحامه واعتقال ابنها من فراش نومه دون إعطاءه فرصة تغيير ملابسه وبدون تقديم أي وثيقة قانونية أو معرفة سبب الاعتقال. من جهتها، والدة حمزة بوشيكر ، ذكرت بالطريقة التي تم اقتياد ابنها حيث اقتحمت مجموعة كبيرة من رجال الشرطة المغربية بيتها قبل أن تقوم باعتقال ابنها دون تقديم مذكرة اعتقال او ذكر سبب الاعتقال. وتدخل حملة الإعتقالات في إطار سياسة الاحتلال المغربي الرامية الى إسكات الصحراويين المطالبين بحقوقهم، وفي مقدمتها حق تقرير المصير من خلال ممارسة القمع الممنهج والزج بهم في سجون الاحتلال والصاق التهم بهم قصد ثنيهم عن الاستمرار في مقاومة الاحتلال والتظاهر سلميا.
