زيادة 1 كلغ في الوزن يرفع احتمالات الإصابة بالسكري 9 مرات نبه البروفسور القاسم لزعر إلى أن زيادة 1 كلغ عن الوزن الطبيعي يرفع احتمالات الإصابة بداء السكري تسع مرات، مشيرا إلى أن هذا المرض في تطور وانتشار مستمرين بالجزائر وعبر العالم، حتى أصبح يتصدر مشاكل الصحة العمومية، وذلك بالنظر لعدد المصابين به والوفيات الناجمة عنه من جهة، و التبعات المالية و المبالغ الكبيرة التي ترصد لمكافحته وعلاجه من جهة أخرى، فقد تم رصد سنة ،2013 أكثر من 548 مليار دولار في العالم لمعالجة مرضى السكري، منها 263 مليار دولار بالولايات المتحدةالأمريكية وحدها. رئيس مصلحة طب الغدد بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة بين في مداخلته في نهاية الأسبوع بدار الثقافة مبارك ألميلي بميلة، في إطار إحياء اليوم العالمي للصحة تحت شعار مكافحة داء السكري، بأن عدد المصابين بهذا الداء الذي يقضي على شخص واحد كل سبع ثواني في اليوم، بلغ 387 مليون شخص عبر العالم، أي ما يمثل 8,3 بالمائة من سكان المعمورة. علما بأن نصف تعداد المصابين به، 46,3 بالمائة تقريبا، لا يكتشفون إصابتهم بهذا المرض، إلا عندما يصل إلى مرحلة المضاعفات الخطيرة. و تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى زيادة العدد السالف الذكر خلال ال 20 سنة القادمة، بأكثر من 205 مليون حالة جديدة، والخريطة المنجزة من قبل منظمة الصحة العالمية، تبرز توزيعا جغرافيا غير متوازن في عدد المرضى، فالولايات المتحدةالأمريكية تحصي 39 مليون مصاب بالسكري، فيما يقدر عدد المصابين بدول أمريكا الجنوبية 25 مليون شخص، أما بدول أوروبا فهناك 52 مليون مصاب و بدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 37 مليون مريض ويرتفع العدد بالدول الآسيوية الأخرى إلى 75 مليون مصاب. ويصنف داء السكري إلى نوعين، الأول يصيب الأطفال والشبان الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، و يمثلون حوالي 10 بالمائة من المصابين بهذا الداء، ونسبتهم تتزايد كل سنة بأكثر من 3 بالمائة . والأخطر أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، أصبحوا أكثر عرضة له لأسباب مختلفة، منها نوع الغذاء. و بالجزائر بينت الدراسات التي أجريت عام 2010 أن بمنطقة غرب البلاد، تظهر بين كل 100 ألف نسمة، 20 حالة جديدة لمرضى السكري الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، و بمنطقة الوسط 22 حالة جديدة و10 حالات جديدة سنويا، وسط أطفال منطقة الشرق الجزائري. والنوع الثاني من داء السكري شائع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و هو الذي يصيب كبار السن بداية من سن الأربعين، و يشكلون 90 بالمائة من تعداد المصابين، بالنسبة لهذا النوع، فإن وتيرة ارتفاع نسبة المصابين، انتقلت استنادا إلى أهم الدراسات والتحقيقات الميدانية التي أجريت بالجزائر من 2 بالمائة في مطلع التسعينات، ثم 8 بالمائة عند نهاية هذه الفترة، ف 12 بالمائة في منتصف سنوات 2000 ، وصولا إلى 16 بالمائة في آخر دراسة أجراها البروفيسور لزعر و طاقمه بمنطقة ميلة عام 2013. وقد لخص البروفسور لزعر الأسباب التي تجعل وتيرة هذا المرض في تصاعد مستمر، في عدة عوامل منها تحسن متوسط العمر عند الفرد الجزائري الذي تجاوز 75 سنة، بما يزيد من احتمالات الإصابة بالسكري. والعامل الثاني هو النظام الغذائي الرديء الذي يعتمد على الوجبات الخفيفة السريعة ذات النسب المرتفعة من الدهون والسكريات التي تؤدي إلى السمنة، و يقابلها غياب النشاط اليومي البدني والرياضي و نقص الفضاء الذي يمكن من ذلك . إبراهيم شليغم