هذا مُخطّط تجديد حظيرة الحافلات..    أجندات مسمومة تستهدف الجزائر    القضاء على إرهابيَيْن وآخر يسلّم نفسه    إبرام عقود بقيمة 48 مليار دولار في الجزائر    طبعة الجزائر تجاوزت كل التوقعات    الجزائر تشارك بالمعرض الدولي لتجارة الخدمات بالصين    الجزائر تدعو إلى عملية تشاور شاملة    فرنسا تشتعل..    المارد الصيني يطلّ من الشرق    ميسي ورونالدو.. هل اقتربت النهاية؟    المكمّلات الغذائية خطر يهدّد صحة الأطفال    نحو توفير عوامل التغيير الاجتماعي والحضاري    المخزن يقمع الصحافة ويمنع المراقبين الدوليين    اهتمامات القارة تتصدر أولاويات الدبلوماسية الجزائرية    الحدث الإقتصادي الإفريقي بالجزائر تخطى كل الأهداف    صندوق تمويل المؤسسات الناشئة والشباب المبتكر إفريقيا    الرابطة الأولى "موبيليس": فريق مستقبل الرويسات يعود بنقطة ثمينة من مستغانم    العدوان على قطر: المجتمع الدولي مطالب بردع الكيان الصهيوني وكبح تصعيده الطائش    معرض التجارة البينية الإفريقية 2025: طبعة حطمت كل الأرقام القياسية    اختتام أشغال الورشة التكوينية الدولية بالتعاون مع الصندوق الإفريقي للتراث العالمي بالجزائر العاصمة    مسابقة لندن الدولية للعسل 2025: مؤسسة جزائرية تحصد ميداليتين ذهبيتين    معرض التجارة البينية الإفريقية : وفد افريقي يزور حديقة التجارب بالجزائرالعاصمة    :المهرجان الثقافي الدولي للسينما امدغاسن: ورشات تكوينية لفائدة 50 شابا من هواة الفن السابع    وفد صيني في زيارة لعدة مصالح تابعة للحماية المدنية على مستوى ولاية الجزائر    ملكية فكرية: الويبو تطلق برنامج تدريبي عن بعد مفتوح للجزائريين    بيئة: السيدة جيلالي تؤكد على تنفيذ برامج لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الحرائق    مجلس الأمة: افتتاح الدورة البرلمانية العادية الاثنين المقبل    حج 2026: برايك يشرف على افتتاح أشغال لجنة مراجعة دفاتر الشروط لموسم الحج المقبل    ثعالبي يلتقي ماتسوزو    هالاند يسجّل خماسية    بللو يزور أوقروت    جريمة الاحتلال الصهيوني في الدوحة تؤكد أنه عصابات إرهابية    "الحلاقة الشعبية".. خبيرة نفسانية بدون شهادة    استلام دار الصناعة التقليدية بقسنطينة قريبا    حملة لتنظيف المؤسّسات التربوية السبت المقبل    القضاء على إرهابيين اثنين وآخر يسلّم نفسه بأدرار    وفد برلماني يشارك في ذكرى تأسيس كوريا الشعبية الديمقراطية    الأمين العام الجديد للمحكمة الدستورية يؤدي اليمين القانونية    تعاون جزائري-صيني في البحوث الزراعية    "صنع في الجزائر" يبهر الأفارقة جودة وسعرا    عزوز عقيل يواصل إشعال الشموع    تكريم مرتقب للفنّانة الرّاحلة حسنة البشارية    "الجزائر قطب اقتصادي فعّال داخل الاتحاد الإفريقي    "لنغلق كل شيء".. فرنسا على صفيح ساخن    "أغانٍ خالدة" لشويتن ضمن الأنطولوجيا الإفريقية    كرة اليد (البطولة الأفريقية لأقل من 17 سنة إناث) : الكشف عن البرنامج الكامل للمباريات    سجود الشُكْر في السيرة النبوية الشريفة    فتاوى : زكاة المال المحجوز لدى البنك    عثمان بن عفان .. ذو النورين    حملة تنظيف واسعة للمؤسسات التربوية بالعاصمة السبت المقبل استعدادا للدخول المدرسي    شراكة جزائرية- نيجيرية في مجال الأدوية ب100 مليون دولار    درّاج جزائري يتألق في تونس    التأهل إلى المونديال يتأجل وبيتكوفيتش يثير الحيرة    قطاع الصيدلة سيشهد توقيع عقود بقيمة 400 مليون دولار    عقود ب400 مليون دولار في الصناعات الصيدلانية    "الخضر" على بعد خطوة من مونديال 2026    هذه دعوة النبي الكريم لأمته في كل صلاة    شراكة بين "صيدال" وشركة "أب في" الأمريكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صُ دُ و عٌ ..!!
نشر في النصر يوم 04 - 12 - 2017

«عَالِيًا يَمْضِي قَمَرُ الرَّبِيعِ فِي السَّمَاءِ»
FERNANDO . PESSOA
عبد الحميد شْكِيَّلْ
السَّمَاءُ ..
التي نَرَاهَا في السَّمَاءِ ..
لَيْسَتْ هِيَ السَّمَاءُ التي نُحِبُّ رُؤْيَتَهَا ..
ثَمَّةَ سَمَاءٌ ..
خَلْفَ السَّمَاءِ ..
وَ سَمَاءٌ لا سَمَاءَ لَهَا ..
سِوَى في غَفْلَةِ الوَقْتِ ..
و طَوَى الأَغَانِي ..
جَمِيعُنَا سَنَظَلُّ في شَوْقٍ عَارِمٍ، و مَحَبَّةٍ جَارِحَةٍ ..
لِرُؤْيَةِ السَّمَاءِ المَحْفُورَةِ في جُغْرَافْيَا الذَّاكِرَةِ، و طُوبُوغْرَافْيَا الكَلاَمْ ..!
سَمَاءٌ مِنَ: الزَّبَرْجَدِ، و البَرَدِ، و الغَيْمِ، و الظِّلاَلِ،
و الهَمْسِ الشَّفِيفِ الذي في أَقَاصِي اللُّغَاتْ ..!!
هَلْ بِالإمْكَانِ النَّظَرُ إلى أَمْدَاءِ سَمَاءٍ، زَرْقَاءَ، جَميلَةٍ،
و هِيَ تُزَخْرِفُ: المَآلاتِ، و تَجْتَرِحُ الاحْتِمَالاَتِ ..
و تَذْهَبُ بَعِيدًا، و عَميقًا في: الرَّشْقِ، و الصَّبَابَةِ، و الهَيَمَانْ ..!!
يَالَهَا مِنْ زُرْقَةٍ مُحَبَّبَةٍ إلى أَنْفُسٍ: مَجْرُوحَةٍ، و خَوَاطِرَ مَكْبُوحَةٍ،
وَ هْيَ تَطْلُبُ: الحُبَّ، و الإسْعَادَ، و الاسْتِوَاءَ البَليلْ ..!!
عَلَى حَوَافِّ زُرْقَةٍ، لَهَا هَيْئَةُ قُطْعَانٍ مَنْثُورَةٍ
عَلَى أَدِيمِ المَرَاعِي التي في مَهَاوِي الطَّوَى ..!!
كَيْفَ .. نَذْهَبُ إلى سَمَاءٍ مُتَفَلِّتَةٍ، لا انْوِجَادَ لَهَا
سِوَى في أُفُقِ مِخْيَالٍ، و نَزَقِ خَيَالٍ ..!!
لِلسَّمَاءِ .. سَمَاءٌ، و أَسْمَاءٌ، و سِيمْيَاءٌ، و مُسَمَّيَاتٌ ..
سَنَظَلُّ نَتَرَغَّبُهَا في كُلِّ لَحْظَةٍ، و آنْ ..!!
ذَلِكَ: سِرُّ السِّرِّ، الذي في السَّرَائِرِ، المُسَيَّرَةِ إلى مَسِيرَاتِ السُّرُورِ،
التي فَتَّحَتْ أَزْرَارَ البَهْجَةِ، و هْيَ تَحُلُّ عِقْدَهَا مِنْ فَرْطِ:
الهَشَاشَةِ، و ضَبْحِ البَشَاشَةِ،
و نَدَى الفَرَحِ الذي يَتَجَاسَرُ في خَوَابِي الرِّيحْ ..!!
لِرُؤْيَةِ: السَّمَاءِ، التي في السَّمَاءِ .. عَلَيْكَ – بَدَاهَةً – أَنْ تَكُونَ مَشْمُولاً:
بِالرَّحَابَةِ، و النَّبَاهَةِ، و صَفَاءِ الماءِ الذي يَتَفَجَّرُ
في يَبَابِ الشَّسَاعِ، و خَوَاءِ المَتَاعْ ..!!
في فَصْلِ الصَّيْفِ .. فَصْلِ السَّمَاءِ، و السُّمُوِّ، و السَّعَادَةِ:
نَجْلِسُ على أَرِيكَةِ الوَقْتِ السَّعيدْ ..!!
نَرَى إلى أُفُقٍ لَهُ شَكْلُ حَيَوَانٍ غَرِيبٍ .. نَرَاهُ ..
نَتَلَمَّسُهُ، لَكِنَّنَا لا نُحِبُّهُ لِأَنَّهُ يُشْعِرُنَا:
بِالغَرَابَةِ،و الدَّهْشَةِ، و الفَزَعِ الهَشِيمِ ..
و نَحْنُ نُطِلُّ على فُسْحَةِ صَيْفٍ، يُغَادِرُ إلى عَوَالِمَ،
و سَمَوَاتٍ، سَتَظَلُّ خَفِيَّةً، هُلاَمِيَّةً،
تَبْدُو في غَايَةِ الإبْهَامِ، و الغُمُوضِ الكَظِيمْ ..!!
لَيْسَتْ لَنَا القُدْرَةُ الكَافِيَةُ، و الرُّؤْيَةُ الصَّافِيَةُ، و الإحَاطَةُ الضَّافِيَةُ
كَيْمَا نَتَحَسَّسُ زَغَبَ القُبَّرَةِ، و نَرَى إلى لَوْنِهَا ..
و هْيَ تَخْرُجُ مِنْ رَحِمِ التَّكْوِينِ، و أَمْشَاجِ الخَلْقِ البَهِيجِ ..
إلى فَظَاعَةِ الوَقْتِ، و كَآبَتِهِ التي لها شَكْلُ مِطْحَنَةٍ ..!
كَيْفَ نَرَى إلى سَمَاءٍ زَرْقَاءَ، مُفَلْطَحَةٍ، و نَحْنُ نَعيشُ:
العَطَبَ، و الخَيْبَةَ، و الانْكِسَارَ، و الدَّيَاثَةَ، و الصَّغَارَ ..
نَثَارًا يُبْرِقُ هُنَاكَ حَيْثُ: الاغْتِرَابُ،و الغُرْبَةُ،و الغَرَابَةُ،
و الغُرُوبُ الذي يَطْفُرُ مِنْ سَمَاءِ النَّشِيجْ..!!
كَيْفَ نُجَمِّلُ وَقْتَنَا القَاتِمَ،
و وَضْعَنَا الشَّاتِمَ،
و بُؤْسَنَا الدَّائِمَ ..؟
و هُمْ يَطْعَنُونَنَا: بِالقَهْرِ، و السِّفَادِ، و الخِيَانَةِ الطَّاغِيَةِ ..؟!
كَيْفَ نَرَى إلى أُفُقٍ، سَيَبْقَى في وَعْيِنَا أُفُقًا:
غَيْرَ قَابِلٍ للتَّحَقُّقِ، و التَّرَقْرُقِ،
و البَهَاءِ الذي في أعَالِي القَصِيدْ ..!!
كَيْفَ نَرَى إلى رَوْنَقِ الوَرْدَةِ، و بَهَائِهَا، و شَذَاهَا العَالِي،
و هُمْ يَرْشُقُونَنَا: بمَاءِ الذُّلِّ، و الهَوَانِ، و الكُمُودِ النَّاعِبِ ..؟
كَيْفَ نَذْهَبُ إلى صَفَاءِ المَعْنَى، و سِيَاقِ المَبْنَى،
و نَحْنُ نُعَانِي انْفِصَامَ الذَّاتِ، و تَشَظِّيهَا، و قَهْرَ الخَاطِرِ و تَدَنِّيهِ،
و رَفَثَ المَرَايَا، و هَسِيسَهَا الهَادِرَ ..؟
الرِّيحُ .. إِذْ تَعْبُرُ إلى شَمَالِ الجَسَدِ ..
تَكُونُ مُرْتَاحَةً، زَاهِيَةً،
مُزَرْكَشَةً، مُطَعَّمَةً، مِقْوَالَةً، بِأَعَاجِيبِ اللُّغَةِ، و فَضَائِلِهَا ..
تَتَزَيَّا في شَكْلِ شَكْلٍ غَيْرِ مُتَشَكِّلٍ
في مِخْيَالِ شْكِيَّلْ و وَعْيِهِ .. تُهَرْوِلُ إلى جُنُوبِ القَلْبِ،
الذي يَهْفُو إلى سَمَاءٍ في بَرْزَخِ الخَفْقِ المُبينْ ..!
ثَمَّةَ أُفُقٌ مَفْتُوحٌ، و خَطُّ سَيْرٍ مَرْجُوحٌ ..
يَشِي بالإشْرَاقَاتِ الكُبْرَى .. التي لا تَعْزُبُ عَنْ وَعْيِ اللَّوْنِ، و فَدَاحَةِ أُنْطُولُوجِيَّتِهِ،
و هُوَ يَتَكَامَلُ في سَمَاءِ لُغَةٍ لَهَا: سَمْتُ السَّيْرِ
في وَسْمِهِ المُتَمَاهِي، كَصِيغَةِ اقْتِرَابِ المَاءِ مِنْ غَطْرَسَةِ النَّهْرِ،
و هُوَ يَتَدَبَّرُ حِكْمَتَهُ النَّهْرِيَّةَ، التي أَفْرَطَتْ في صِيَغِ التَّعَجُّبِ، و التَّحَبُّبِ، و الاشْتِهَاءَاتِ النّجِيبَةِ، التي يَقُولُ بِهَا الكَتَبَةُ المَهْوُوسُونَ بِالصِّيَغِ الغَريبَةِ، في زَمَنِ تَدَابُرِ الفَرَاغِ، و تَعَالِيهِ ..
الذي غَرَّبَنَا في غَرْبِ الرِّيحِ .. و هْيَ تَتَمَشَّى على حَافَّةِ طَريقٍ،
تَقُودُ إلى وَرْطَةِ الأَشْيَاءِ، و صَدْمَةِ السَّمَاءِ،
و هْيَ تَتَهَاطَلُ في سِيمْيَاءِ الأَشْيَاءِ مُعَلَّقَةٍ في تَجْويفَاتِ القَلْبِ ..
مُنْسَلاًّ مِنْ مِيقَاتِ لُغَةٍ لا تَخُونُ جِبِلَّتَهَا المَنْذُورَةَ: لِلصَّفَاءِ، و المَحَبَّةِ، و البَهَاءِ الجَليلْ ..!!
السَّمَاءُ ..
سَمَاءٌ ..
و أَسْمَاءٌ ..
و مُسَمَّيَاتٌ ..
و سِيمْيَاءٌ ..
مِنَ العِهْنِ، و الحُزْنِ، و الاصْطِفَافِ الذي يَدْفَعُنِي إلى بُكَاءٍ تَالٍ و عَويلٍ عَالٍ ..
كَيْمَا تَكْبُرُ في دَوَاخِلِنَا الرَّغْبَةُ المَجْبُولَةُ، التي هي سِرُّ الكَيْنُونَةِ،
و مَبْعَثُ الكَائِنِ الحَزِينِ، الذي يَتَكَوَّرُ على قَارِعَةِ وَقْتٍ، و سَمَاءِ مَقْتٍ ..
لَهُ سَمْتُ سَمَاءٍ وَاهِيَةٍ، رَاعِشَةٍ ..
تَكَادُ تُلَامِسُ شُرْفَةَ الرِّيحِ، و هِيَ تَعْلُو في ازْرِقَاقِ مَدَى،
لَهُ سَمَاءَ سِينِيَّةٌ مِنْ سَنَاءِ الفَيْرُوزِ،
و حِدِّيَّةِ الكَلاَمِ، و سَرَابِ المَآتِي الشَّبِيهَةِ ..!!
لا أُحِبُّ أَنْ أَرَاكِ في كَامِلِ فِتْنَتِكِ، و زَاهِي فُتُونِكِ،
الذي يُشْعِرُنِي بالهَتْكِ، و يَجْعَلُنِي أَنْسَحِقُ – عَبَقًا- في أَجَمَاتٍ مِنْ خَشْخَشَاتِ النُّورِ،
الذي يَشْرَئِبُّ إلى ثَجَاجِ سَمَوَاتٍ لا ضِفَافَ لها
سِوَى في مَعِينِ مِعْرَاجِ نُورِكِ السَّارِي،
في أَزْمِنَةِ: الظَّعْنِ، و الغُبَارِ الذي لا حُدُودَ لَهُ في احْتِدَامِ الدَّمِ،
الذي لَهُ صَوْتُ هَدِيرِ الأنْهَارِ الخَالِدَةِ ..!!
أُحِبُّ أَنْ تَكُونِي: بَهِيَّةً، مُشْرِقَةً، ضَحْضَاحَةً ..
و أَنْتِ تَنْسَلِّينَ مِنْ سَمَوَاتِكِ التي خَلْفَ السَّمَواتِ ..
في طَرِيقِكِ إلى عَطَشِ اليَقِينِ، و يَقِينِ العَطَشِ ..
تَتْبَعُكِ: المَشَارِقُ، و المَغَارِبُ، و الدَّرَاوِيشُ،
و العُشَّاقُ الذين يَجْأَرُونَ في سَاحَاتِ القُرَى الكَافِرَةِ،
و المُدُنِ المَوبُوءَةِ بِجُذَامِ الأَيْديُولُوجِيَّةِ، و فُوبْيَا الفَرَاغْ ..!
يا سَمَائِي التي في السَّمَاءِ ..
سَأَظَلُّ مُعَلَّقًا بَيْنَ سَمَاءٍ، و سَمَاءٍ ..
أَطْلُبُ طَيْفَكِ،
و أَرْنُو إلى طَرْفِكِ،
و أَطْمَحُ إلى كَيْفِكِ ..!
و أَنْتِ تَكْبُرينَ في دَوَاخِلِ الرِّيحِ:
صَفْصَافَةً، عَالِيَةً، مُونِقَةً ..
تَتَمَنْطَقِينَ أَزْهَارَ البَرْوَاقِ، و هْيَ تَتَهَاطَلُ
على سَفْحِ نَبْعٍ يَلُوحُ هُنَاكَ في نِهَايَاتِ الأَرْضِ المَرْشُوشَةِ بِكُرَاتِ البَرَدِ،
الذي يَتَفَصَّدُ مِنْ أَزْمِنَةِ: القَيْظِ، و الصَّهْدِ،
و الرَّمْضَاءِ التي تَطْلُعُ مِنْ فَحِيحِ رَمْلٍ
آنَ شَطْحِهِ في مُحْتَدَمِ الزَّوْبَعَةْ ..!
أَنْتِ الجَمِيلَةُ .. مُتَوَّجَةً بِبَهَائِكِ، و صَفَائِكِ، و رَوْنَقِكِ ..
و أَنْتِ تُشْرِقِينَ في أُفُقِ سَمَاءٍ، لها شَكْلُ سَحَابَةٍ تَئِنُّ بِمَائِهَا،
تُهَرْوِلُ صَوْبَ قَبْرٍ مَجْهُولٍ تَحُومُ حَوْلَهُ حَمَامَاتٌ مُرَقَّطَةٌ ..
تَصْدَحُ، و تَهْدِلُ بِأَصْوَاتٍ شَجِيَّةٍ، حَنُونَةٍ، جَارِحَةٍ ..
قِيلَ إِنَّهُ لِعَاشِقٍ يَسْتَرِيحُ هُنَاكَ .. في حُدُودِ اللُّغَةِ، و أَقَاصِي الكَلاَمْ ..!
عَسَى أَنْ تُضِيءَ سَمَاؤُهُ، و يَشِعَّ بَهَاؤُهُ،
و تَجِيءُ التي لها شَكْلُ سَمَاءٍ، و وَسْمُ سَنَاءٍ،
و صِفَاتُ وَقْتٍ، لَهُ وَقْعُ النَّغَمِ الذي في أَعَالِي المُكُوثْ ..!
قَدَرِي، يَا قَدَرِي ..
أَنْ تَظَلِّي مِشْكَاةً في سَقْفِ سَمَائِي ..
قَدَرِي، يَا قَدَرِي ..
أَنْ تَظَلِّي ثَجَّاجًا في نَبْعِ مَائِي ..
قَدَرِي أَنْ تَكُونِي قَدَرِي كُلَّمَا:
أَشْرَقَتْ شَمْسٌ ..
و تَعَالَى صَوْتُ هَمْسٍ ..
و تَهَاوَى تُرَابُ رَمْسٍ ..
و تَدَاخَلَ يَوْمٌ بِأَمْسِ ..
و امْتَزَجَ أَمَلٌ بِيَأْسٍ ..
قَدَرِي أَنْ تَكُونِي قَدَرِي ..
الذي يَلُوحُ في سَمَوَاتٍ مِنَ الِحيرةِ،
و الضَّنَكِ، و الشُّمُولِ الهَضِيمْ ..!
كَيْفَ أَكُونُكِ ..؟
كَيْفَ تَكُونِينَنِي ..؟
هَا .. زَبَانِيَّةُ الوَقْتِ اللاَّغِطِ،
و أَبَالِسَةُ اللُّغَةِ الجُدُدِ ..
يَتَعَقَّبُونَ خُطُواتِنَا: في شَسَاعِ سَمَواتٍ مِنَ القَحْطِ، و العَمَاءِ النَّاشِبِ ..!
أَيَّتُهَا المُونِقَةُ، في أَعَالِي الوَقْتِ، و ذُؤَابَاتِ اللُّغَةِ ..
لا تَثْريبَ عَلَيْكِ ..
الرَّبِيعُ – هَذِهِ السَّنَةَ – سَيَكُونُ عَالِيًا ..
و الطُّيُورُ الضَّوَوِيَّةُ سَتُحَلِّقُ في عِنَانِ السَّمَاءِ:
مُنْشِدَةً أَهَازِيجَ الفَرَحِ، و المَحَبَّةِ، و السَّلامِ المجِيدْ ..!
إِنِّي أَرَى مَشَاعِلَ، و أَضْوَاءً، و غُبَارًا، و لَغَطًا،
و ضَوْضَاءً .. خَلْفَ سَمَاءٍ، و سَمَاءٌ مُغَشَّاةٌ، و مُغَطَّاةٌ بِوَابِلِ غَيْمٍ،
و طَلَائِعِ ضَيْمٍ، يَطْلُعُ مِنْ هَشَاشَةِ وَقْتٍ،
و صَفَاقَةِ مَقْتٍ، مُتَهَاوِيًا على جُرْفِ لُغَةٍ و ظِلالِ مَلاَذٍ
لَهُ صَدَى في مَغَانِي الخُفُوتْ ..!
السَّمَاءُ زُجَاجِيَّةٌ ..!
أَقْبَعُ في مُنْحَدَرِ الهَتْكِ ..!
أَرَى إلى ظِلِّكِ ..!
أَرْنُو إلى كُلِّكِ ..!
تَائِهًا في وَادِي السَّالِكينَ ..
مُنْهَمِرًا في حَمَإِ صَوْتٍ يَتَوَزَّعُنِي أَمَالِيدَ
على وَبَرٍ مِنْ قَوْلٍ مَلَاذْ ..!
يَتَنَاسَلُ جَلاَمِيدَ في مَنَاطِ كَلاَمٍ رَذَاذْ ..!
السَّمَاءُ تَلَّةٌ مِنْ فَصْلِ القَتَامَةِ ..
مُكَوَّرَةٌ على مُنْخَفَضٍ طَاعِنٍ في نَجِيعِ السَّوَادْ ..!
يَعْلُو على كَوَّةٍ لها صَدَى مَدٍّ في أَغَانِي الغِيَابِ البَعيدِ ..
صَوْتًا يَنِزُّ: بِالقَهْرِ، و الآهِ،
و السُّكُونِ الذي لَهُ طَعْمُ اللُّغَةِ الخَئُونْ ..!
إِذْ تَتَجَشَّأُ في مُتَّسَعِ الهُوَّةِ النَّافِرَةْ ..!
السَّمَاءُ، لا تَقُولُ فُصُولَ السَّمَاءِ التي في السَّمَاءِ ..
لَكِنَّهَا في آخِرِ مَوْسِمٍ لِلْقِطَافِ تَقُولُ الماءَ مُتَشَاخِبًا مَدَدًا على حَوَافِّ حَيَاةٍ ..
و هْيَ تَلْبَسُ قَطِيفَتَهَا الزُّمُرُّدَ، في طَرِيقِهَا إلى عُرْسِ الجَبَلِ،
الطَّالِعِ مِنْ بَيْنِ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ ..!
مُعَوِّلا على قَنَاعَاتِ نَخْلٍ يَطْفُرُ مِنْ حُزْنِ قَصيدَةٍ لها أَلْفُ نَبْرَةٍ، و نَشيجٍ،
و فَمٌ، لا يَقُولُ سِوَى وَحْوَحَاتٍ لها في الصَّمْتِ .. صَلَوَاتٌ،
و مَنَاطُ عِشْقٍ هَديلْ ..!
السَّمَاءُ تُرَابِيَّةٌ ..!
و المَدَى لَطْخَةٌ مِنْ سَرَابْ ..!
كَيْفَ ..
أُوَارِي جُثَّتَهَا المَغْدُورَةَ ..
قَدْ خَانَ ..
مَوَاثِيقَهُ، صِنْوَ ذَاكَ الغُرَابْ ..!!؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.