المغرب : استقالات جماعية وسط عمال ميناء طنجة رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني    وزير الاتصال يشرف السبت المقبل بورقلة على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين    المغرب: حقوقيون يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الأوضاع في البلاد    كأس الجزائر لكرة السلة 2025: نادي سطاوالي يفوز على شباب الدار البيضاء (83-60) ويبلغ ربع النهائي    الرابطة الاولى موبيليس: الكشف عن مواعيد الجولات الثلاث المقبلة وكذلك اللقاءات المتأخرة    رئيس الجمهورية يلتقي بممثلي المجتمع المدني لولاية بشار    اليوم العالمي للملكية الفكرية: التأكيد على مواصلة تطوير المنظومة التشريعية والتنظيمية لتشجيع الابداع والابتكار    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر "باندونغ"    غزّة تغرق في الدماء    صندوق النقد يخفض توقعاته    شايب يترأس الوفد الجزائري    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    عُنف الكرة على طاولة الحكومة    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    بلمهدي يحثّ على التجنّد    تيميمون : لقاء تفاعلي بين الفائزين في برنامج ''جيل سياحة''    معالجة النفايات: توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات و شركة "سيال"    البليدة: تنظيم الطبعة الرابعة لجولة الأطلس البليدي الراجلة الخميس القادم    صحة : الجزائر لديها كل الإمكانيات لضمان التكفل الجيد بالمصابين بالحروق    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    مالية: تعميم رقمنة قطاع الضرائب في غضون سنتين    تصفيات كأس العالم لإناث أقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يواصل التحضير لمباراة نيجيريا غدا الجمعة    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الجزائر تجدد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني    وفاة المجاهد عضو جيش التحرير الوطني خماياس أمة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    المسيلة : حجز أزيد من 17 ألف قرص من المؤثرات العقلية    اختتام الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    23 قتيلا في قصف لقوات "الدعم السريع" بالفاشر    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    إشراك المرأة أكثر في الدفاع عن المواقف المبدئية للجزائر    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    بيتكوفيتش فاجأني وأريد إثبات نفسي في المنتخب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    حياة النشطاء مهدّدة والاحتلال المغربي يصعّد من القمع    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    عصاد: الكتابة والنشر ركيزتان أساسيتان في ترقية اللغة الأمازيغية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صُ دُ و عٌ ..!!
نشر في النصر يوم 04 - 12 - 2017

«عَالِيًا يَمْضِي قَمَرُ الرَّبِيعِ فِي السَّمَاءِ»
FERNANDO . PESSOA
عبد الحميد شْكِيَّلْ
السَّمَاءُ ..
التي نَرَاهَا في السَّمَاءِ ..
لَيْسَتْ هِيَ السَّمَاءُ التي نُحِبُّ رُؤْيَتَهَا ..
ثَمَّةَ سَمَاءٌ ..
خَلْفَ السَّمَاءِ ..
وَ سَمَاءٌ لا سَمَاءَ لَهَا ..
سِوَى في غَفْلَةِ الوَقْتِ ..
و طَوَى الأَغَانِي ..
جَمِيعُنَا سَنَظَلُّ في شَوْقٍ عَارِمٍ، و مَحَبَّةٍ جَارِحَةٍ ..
لِرُؤْيَةِ السَّمَاءِ المَحْفُورَةِ في جُغْرَافْيَا الذَّاكِرَةِ، و طُوبُوغْرَافْيَا الكَلاَمْ ..!
سَمَاءٌ مِنَ: الزَّبَرْجَدِ، و البَرَدِ، و الغَيْمِ، و الظِّلاَلِ،
و الهَمْسِ الشَّفِيفِ الذي في أَقَاصِي اللُّغَاتْ ..!!
هَلْ بِالإمْكَانِ النَّظَرُ إلى أَمْدَاءِ سَمَاءٍ، زَرْقَاءَ، جَميلَةٍ،
و هِيَ تُزَخْرِفُ: المَآلاتِ، و تَجْتَرِحُ الاحْتِمَالاَتِ ..
و تَذْهَبُ بَعِيدًا، و عَميقًا في: الرَّشْقِ، و الصَّبَابَةِ، و الهَيَمَانْ ..!!
يَالَهَا مِنْ زُرْقَةٍ مُحَبَّبَةٍ إلى أَنْفُسٍ: مَجْرُوحَةٍ، و خَوَاطِرَ مَكْبُوحَةٍ،
وَ هْيَ تَطْلُبُ: الحُبَّ، و الإسْعَادَ، و الاسْتِوَاءَ البَليلْ ..!!
عَلَى حَوَافِّ زُرْقَةٍ، لَهَا هَيْئَةُ قُطْعَانٍ مَنْثُورَةٍ
عَلَى أَدِيمِ المَرَاعِي التي في مَهَاوِي الطَّوَى ..!!
كَيْفَ .. نَذْهَبُ إلى سَمَاءٍ مُتَفَلِّتَةٍ، لا انْوِجَادَ لَهَا
سِوَى في أُفُقِ مِخْيَالٍ، و نَزَقِ خَيَالٍ ..!!
لِلسَّمَاءِ .. سَمَاءٌ، و أَسْمَاءٌ، و سِيمْيَاءٌ، و مُسَمَّيَاتٌ ..
سَنَظَلُّ نَتَرَغَّبُهَا في كُلِّ لَحْظَةٍ، و آنْ ..!!
ذَلِكَ: سِرُّ السِّرِّ، الذي في السَّرَائِرِ، المُسَيَّرَةِ إلى مَسِيرَاتِ السُّرُورِ،
التي فَتَّحَتْ أَزْرَارَ البَهْجَةِ، و هْيَ تَحُلُّ عِقْدَهَا مِنْ فَرْطِ:
الهَشَاشَةِ، و ضَبْحِ البَشَاشَةِ،
و نَدَى الفَرَحِ الذي يَتَجَاسَرُ في خَوَابِي الرِّيحْ ..!!
لِرُؤْيَةِ: السَّمَاءِ، التي في السَّمَاءِ .. عَلَيْكَ – بَدَاهَةً – أَنْ تَكُونَ مَشْمُولاً:
بِالرَّحَابَةِ، و النَّبَاهَةِ، و صَفَاءِ الماءِ الذي يَتَفَجَّرُ
في يَبَابِ الشَّسَاعِ، و خَوَاءِ المَتَاعْ ..!!
في فَصْلِ الصَّيْفِ .. فَصْلِ السَّمَاءِ، و السُّمُوِّ، و السَّعَادَةِ:
نَجْلِسُ على أَرِيكَةِ الوَقْتِ السَّعيدْ ..!!
نَرَى إلى أُفُقٍ لَهُ شَكْلُ حَيَوَانٍ غَرِيبٍ .. نَرَاهُ ..
نَتَلَمَّسُهُ، لَكِنَّنَا لا نُحِبُّهُ لِأَنَّهُ يُشْعِرُنَا:
بِالغَرَابَةِ،و الدَّهْشَةِ، و الفَزَعِ الهَشِيمِ ..
و نَحْنُ نُطِلُّ على فُسْحَةِ صَيْفٍ، يُغَادِرُ إلى عَوَالِمَ،
و سَمَوَاتٍ، سَتَظَلُّ خَفِيَّةً، هُلاَمِيَّةً،
تَبْدُو في غَايَةِ الإبْهَامِ، و الغُمُوضِ الكَظِيمْ ..!!
لَيْسَتْ لَنَا القُدْرَةُ الكَافِيَةُ، و الرُّؤْيَةُ الصَّافِيَةُ، و الإحَاطَةُ الضَّافِيَةُ
كَيْمَا نَتَحَسَّسُ زَغَبَ القُبَّرَةِ، و نَرَى إلى لَوْنِهَا ..
و هْيَ تَخْرُجُ مِنْ رَحِمِ التَّكْوِينِ، و أَمْشَاجِ الخَلْقِ البَهِيجِ ..
إلى فَظَاعَةِ الوَقْتِ، و كَآبَتِهِ التي لها شَكْلُ مِطْحَنَةٍ ..!
كَيْفَ نَرَى إلى سَمَاءٍ زَرْقَاءَ، مُفَلْطَحَةٍ، و نَحْنُ نَعيشُ:
العَطَبَ، و الخَيْبَةَ، و الانْكِسَارَ، و الدَّيَاثَةَ، و الصَّغَارَ ..
نَثَارًا يُبْرِقُ هُنَاكَ حَيْثُ: الاغْتِرَابُ،و الغُرْبَةُ،و الغَرَابَةُ،
و الغُرُوبُ الذي يَطْفُرُ مِنْ سَمَاءِ النَّشِيجْ..!!
كَيْفَ نُجَمِّلُ وَقْتَنَا القَاتِمَ،
و وَضْعَنَا الشَّاتِمَ،
و بُؤْسَنَا الدَّائِمَ ..؟
و هُمْ يَطْعَنُونَنَا: بِالقَهْرِ، و السِّفَادِ، و الخِيَانَةِ الطَّاغِيَةِ ..؟!
كَيْفَ نَرَى إلى أُفُقٍ، سَيَبْقَى في وَعْيِنَا أُفُقًا:
غَيْرَ قَابِلٍ للتَّحَقُّقِ، و التَّرَقْرُقِ،
و البَهَاءِ الذي في أعَالِي القَصِيدْ ..!!
كَيْفَ نَرَى إلى رَوْنَقِ الوَرْدَةِ، و بَهَائِهَا، و شَذَاهَا العَالِي،
و هُمْ يَرْشُقُونَنَا: بمَاءِ الذُّلِّ، و الهَوَانِ، و الكُمُودِ النَّاعِبِ ..؟
كَيْفَ نَذْهَبُ إلى صَفَاءِ المَعْنَى، و سِيَاقِ المَبْنَى،
و نَحْنُ نُعَانِي انْفِصَامَ الذَّاتِ، و تَشَظِّيهَا، و قَهْرَ الخَاطِرِ و تَدَنِّيهِ،
و رَفَثَ المَرَايَا، و هَسِيسَهَا الهَادِرَ ..؟
الرِّيحُ .. إِذْ تَعْبُرُ إلى شَمَالِ الجَسَدِ ..
تَكُونُ مُرْتَاحَةً، زَاهِيَةً،
مُزَرْكَشَةً، مُطَعَّمَةً، مِقْوَالَةً، بِأَعَاجِيبِ اللُّغَةِ، و فَضَائِلِهَا ..
تَتَزَيَّا في شَكْلِ شَكْلٍ غَيْرِ مُتَشَكِّلٍ
في مِخْيَالِ شْكِيَّلْ و وَعْيِهِ .. تُهَرْوِلُ إلى جُنُوبِ القَلْبِ،
الذي يَهْفُو إلى سَمَاءٍ في بَرْزَخِ الخَفْقِ المُبينْ ..!
ثَمَّةَ أُفُقٌ مَفْتُوحٌ، و خَطُّ سَيْرٍ مَرْجُوحٌ ..
يَشِي بالإشْرَاقَاتِ الكُبْرَى .. التي لا تَعْزُبُ عَنْ وَعْيِ اللَّوْنِ، و فَدَاحَةِ أُنْطُولُوجِيَّتِهِ،
و هُوَ يَتَكَامَلُ في سَمَاءِ لُغَةٍ لَهَا: سَمْتُ السَّيْرِ
في وَسْمِهِ المُتَمَاهِي، كَصِيغَةِ اقْتِرَابِ المَاءِ مِنْ غَطْرَسَةِ النَّهْرِ،
و هُوَ يَتَدَبَّرُ حِكْمَتَهُ النَّهْرِيَّةَ، التي أَفْرَطَتْ في صِيَغِ التَّعَجُّبِ، و التَّحَبُّبِ، و الاشْتِهَاءَاتِ النّجِيبَةِ، التي يَقُولُ بِهَا الكَتَبَةُ المَهْوُوسُونَ بِالصِّيَغِ الغَريبَةِ، في زَمَنِ تَدَابُرِ الفَرَاغِ، و تَعَالِيهِ ..
الذي غَرَّبَنَا في غَرْبِ الرِّيحِ .. و هْيَ تَتَمَشَّى على حَافَّةِ طَريقٍ،
تَقُودُ إلى وَرْطَةِ الأَشْيَاءِ، و صَدْمَةِ السَّمَاءِ،
و هْيَ تَتَهَاطَلُ في سِيمْيَاءِ الأَشْيَاءِ مُعَلَّقَةٍ في تَجْويفَاتِ القَلْبِ ..
مُنْسَلاًّ مِنْ مِيقَاتِ لُغَةٍ لا تَخُونُ جِبِلَّتَهَا المَنْذُورَةَ: لِلصَّفَاءِ، و المَحَبَّةِ، و البَهَاءِ الجَليلْ ..!!
السَّمَاءُ ..
سَمَاءٌ ..
و أَسْمَاءٌ ..
و مُسَمَّيَاتٌ ..
و سِيمْيَاءٌ ..
مِنَ العِهْنِ، و الحُزْنِ، و الاصْطِفَافِ الذي يَدْفَعُنِي إلى بُكَاءٍ تَالٍ و عَويلٍ عَالٍ ..
كَيْمَا تَكْبُرُ في دَوَاخِلِنَا الرَّغْبَةُ المَجْبُولَةُ، التي هي سِرُّ الكَيْنُونَةِ،
و مَبْعَثُ الكَائِنِ الحَزِينِ، الذي يَتَكَوَّرُ على قَارِعَةِ وَقْتٍ، و سَمَاءِ مَقْتٍ ..
لَهُ سَمْتُ سَمَاءٍ وَاهِيَةٍ، رَاعِشَةٍ ..
تَكَادُ تُلَامِسُ شُرْفَةَ الرِّيحِ، و هِيَ تَعْلُو في ازْرِقَاقِ مَدَى،
لَهُ سَمَاءَ سِينِيَّةٌ مِنْ سَنَاءِ الفَيْرُوزِ،
و حِدِّيَّةِ الكَلاَمِ، و سَرَابِ المَآتِي الشَّبِيهَةِ ..!!
لا أُحِبُّ أَنْ أَرَاكِ في كَامِلِ فِتْنَتِكِ، و زَاهِي فُتُونِكِ،
الذي يُشْعِرُنِي بالهَتْكِ، و يَجْعَلُنِي أَنْسَحِقُ – عَبَقًا- في أَجَمَاتٍ مِنْ خَشْخَشَاتِ النُّورِ،
الذي يَشْرَئِبُّ إلى ثَجَاجِ سَمَوَاتٍ لا ضِفَافَ لها
سِوَى في مَعِينِ مِعْرَاجِ نُورِكِ السَّارِي،
في أَزْمِنَةِ: الظَّعْنِ، و الغُبَارِ الذي لا حُدُودَ لَهُ في احْتِدَامِ الدَّمِ،
الذي لَهُ صَوْتُ هَدِيرِ الأنْهَارِ الخَالِدَةِ ..!!
أُحِبُّ أَنْ تَكُونِي: بَهِيَّةً، مُشْرِقَةً، ضَحْضَاحَةً ..
و أَنْتِ تَنْسَلِّينَ مِنْ سَمَوَاتِكِ التي خَلْفَ السَّمَواتِ ..
في طَرِيقِكِ إلى عَطَشِ اليَقِينِ، و يَقِينِ العَطَشِ ..
تَتْبَعُكِ: المَشَارِقُ، و المَغَارِبُ، و الدَّرَاوِيشُ،
و العُشَّاقُ الذين يَجْأَرُونَ في سَاحَاتِ القُرَى الكَافِرَةِ،
و المُدُنِ المَوبُوءَةِ بِجُذَامِ الأَيْديُولُوجِيَّةِ، و فُوبْيَا الفَرَاغْ ..!
يا سَمَائِي التي في السَّمَاءِ ..
سَأَظَلُّ مُعَلَّقًا بَيْنَ سَمَاءٍ، و سَمَاءٍ ..
أَطْلُبُ طَيْفَكِ،
و أَرْنُو إلى طَرْفِكِ،
و أَطْمَحُ إلى كَيْفِكِ ..!
و أَنْتِ تَكْبُرينَ في دَوَاخِلِ الرِّيحِ:
صَفْصَافَةً، عَالِيَةً، مُونِقَةً ..
تَتَمَنْطَقِينَ أَزْهَارَ البَرْوَاقِ، و هْيَ تَتَهَاطَلُ
على سَفْحِ نَبْعٍ يَلُوحُ هُنَاكَ في نِهَايَاتِ الأَرْضِ المَرْشُوشَةِ بِكُرَاتِ البَرَدِ،
الذي يَتَفَصَّدُ مِنْ أَزْمِنَةِ: القَيْظِ، و الصَّهْدِ،
و الرَّمْضَاءِ التي تَطْلُعُ مِنْ فَحِيحِ رَمْلٍ
آنَ شَطْحِهِ في مُحْتَدَمِ الزَّوْبَعَةْ ..!
أَنْتِ الجَمِيلَةُ .. مُتَوَّجَةً بِبَهَائِكِ، و صَفَائِكِ، و رَوْنَقِكِ ..
و أَنْتِ تُشْرِقِينَ في أُفُقِ سَمَاءٍ، لها شَكْلُ سَحَابَةٍ تَئِنُّ بِمَائِهَا،
تُهَرْوِلُ صَوْبَ قَبْرٍ مَجْهُولٍ تَحُومُ حَوْلَهُ حَمَامَاتٌ مُرَقَّطَةٌ ..
تَصْدَحُ، و تَهْدِلُ بِأَصْوَاتٍ شَجِيَّةٍ، حَنُونَةٍ، جَارِحَةٍ ..
قِيلَ إِنَّهُ لِعَاشِقٍ يَسْتَرِيحُ هُنَاكَ .. في حُدُودِ اللُّغَةِ، و أَقَاصِي الكَلاَمْ ..!
عَسَى أَنْ تُضِيءَ سَمَاؤُهُ، و يَشِعَّ بَهَاؤُهُ،
و تَجِيءُ التي لها شَكْلُ سَمَاءٍ، و وَسْمُ سَنَاءٍ،
و صِفَاتُ وَقْتٍ، لَهُ وَقْعُ النَّغَمِ الذي في أَعَالِي المُكُوثْ ..!
قَدَرِي، يَا قَدَرِي ..
أَنْ تَظَلِّي مِشْكَاةً في سَقْفِ سَمَائِي ..
قَدَرِي، يَا قَدَرِي ..
أَنْ تَظَلِّي ثَجَّاجًا في نَبْعِ مَائِي ..
قَدَرِي أَنْ تَكُونِي قَدَرِي كُلَّمَا:
أَشْرَقَتْ شَمْسٌ ..
و تَعَالَى صَوْتُ هَمْسٍ ..
و تَهَاوَى تُرَابُ رَمْسٍ ..
و تَدَاخَلَ يَوْمٌ بِأَمْسِ ..
و امْتَزَجَ أَمَلٌ بِيَأْسٍ ..
قَدَرِي أَنْ تَكُونِي قَدَرِي ..
الذي يَلُوحُ في سَمَوَاتٍ مِنَ الِحيرةِ،
و الضَّنَكِ، و الشُّمُولِ الهَضِيمْ ..!
كَيْفَ أَكُونُكِ ..؟
كَيْفَ تَكُونِينَنِي ..؟
هَا .. زَبَانِيَّةُ الوَقْتِ اللاَّغِطِ،
و أَبَالِسَةُ اللُّغَةِ الجُدُدِ ..
يَتَعَقَّبُونَ خُطُواتِنَا: في شَسَاعِ سَمَواتٍ مِنَ القَحْطِ، و العَمَاءِ النَّاشِبِ ..!
أَيَّتُهَا المُونِقَةُ، في أَعَالِي الوَقْتِ، و ذُؤَابَاتِ اللُّغَةِ ..
لا تَثْريبَ عَلَيْكِ ..
الرَّبِيعُ – هَذِهِ السَّنَةَ – سَيَكُونُ عَالِيًا ..
و الطُّيُورُ الضَّوَوِيَّةُ سَتُحَلِّقُ في عِنَانِ السَّمَاءِ:
مُنْشِدَةً أَهَازِيجَ الفَرَحِ، و المَحَبَّةِ، و السَّلامِ المجِيدْ ..!
إِنِّي أَرَى مَشَاعِلَ، و أَضْوَاءً، و غُبَارًا، و لَغَطًا،
و ضَوْضَاءً .. خَلْفَ سَمَاءٍ، و سَمَاءٌ مُغَشَّاةٌ، و مُغَطَّاةٌ بِوَابِلِ غَيْمٍ،
و طَلَائِعِ ضَيْمٍ، يَطْلُعُ مِنْ هَشَاشَةِ وَقْتٍ،
و صَفَاقَةِ مَقْتٍ، مُتَهَاوِيًا على جُرْفِ لُغَةٍ و ظِلالِ مَلاَذٍ
لَهُ صَدَى في مَغَانِي الخُفُوتْ ..!
السَّمَاءُ زُجَاجِيَّةٌ ..!
أَقْبَعُ في مُنْحَدَرِ الهَتْكِ ..!
أَرَى إلى ظِلِّكِ ..!
أَرْنُو إلى كُلِّكِ ..!
تَائِهًا في وَادِي السَّالِكينَ ..
مُنْهَمِرًا في حَمَإِ صَوْتٍ يَتَوَزَّعُنِي أَمَالِيدَ
على وَبَرٍ مِنْ قَوْلٍ مَلَاذْ ..!
يَتَنَاسَلُ جَلاَمِيدَ في مَنَاطِ كَلاَمٍ رَذَاذْ ..!
السَّمَاءُ تَلَّةٌ مِنْ فَصْلِ القَتَامَةِ ..
مُكَوَّرَةٌ على مُنْخَفَضٍ طَاعِنٍ في نَجِيعِ السَّوَادْ ..!
يَعْلُو على كَوَّةٍ لها صَدَى مَدٍّ في أَغَانِي الغِيَابِ البَعيدِ ..
صَوْتًا يَنِزُّ: بِالقَهْرِ، و الآهِ،
و السُّكُونِ الذي لَهُ طَعْمُ اللُّغَةِ الخَئُونْ ..!
إِذْ تَتَجَشَّأُ في مُتَّسَعِ الهُوَّةِ النَّافِرَةْ ..!
السَّمَاءُ، لا تَقُولُ فُصُولَ السَّمَاءِ التي في السَّمَاءِ ..
لَكِنَّهَا في آخِرِ مَوْسِمٍ لِلْقِطَافِ تَقُولُ الماءَ مُتَشَاخِبًا مَدَدًا على حَوَافِّ حَيَاةٍ ..
و هْيَ تَلْبَسُ قَطِيفَتَهَا الزُّمُرُّدَ، في طَرِيقِهَا إلى عُرْسِ الجَبَلِ،
الطَّالِعِ مِنْ بَيْنِ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ ..!
مُعَوِّلا على قَنَاعَاتِ نَخْلٍ يَطْفُرُ مِنْ حُزْنِ قَصيدَةٍ لها أَلْفُ نَبْرَةٍ، و نَشيجٍ،
و فَمٌ، لا يَقُولُ سِوَى وَحْوَحَاتٍ لها في الصَّمْتِ .. صَلَوَاتٌ،
و مَنَاطُ عِشْقٍ هَديلْ ..!
السَّمَاءُ تُرَابِيَّةٌ ..!
و المَدَى لَطْخَةٌ مِنْ سَرَابْ ..!
كَيْفَ ..
أُوَارِي جُثَّتَهَا المَغْدُورَةَ ..
قَدْ خَانَ ..
مَوَاثِيقَهُ، صِنْوَ ذَاكَ الغُرَابْ ..!!؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.